المحتوى الرئيسى

تيجراي أحد أبرز المواقع الدينية والاقتصادية والسياسية في إثيوبيا

11/26 21:31

تقع منطقة تيجراي حيث تخوض الحكومة الفيدرالية الإثيوبية، برئاسة أبيي أحمد عملية عسكرية مستمرة منذ 4 نوفمبر عند أطراف البلاد الشمالية، غير أنها تحظى بوزن ثقافي واقتصادي وسياسي هائل احتفظت به عبر التاريخ.

تيجراي إحدى المناطق الإدارية العشر التي تتألف منها إثيوبيا المقسمة وفق نظام "فدرالية إثنية".

ومعظم سكانها من أقلية تيجراي التي تضم نحو 6 ملايين نسمة، ما يساوي أقل من 6% من مجموع الإثيوبيين البالغ عددهم 110 ملايين نسمة.

يتميز الإقليم بتضاريس وعرة من الجبال العالية والسهول الخفيضة، ويقع عند أقصى شمال إثيوبيا، على مسافة أكثر من 600 كلم من العاصمة الفدرالية أديس أبابا.

وتحدّه من الشمال إريتريا، الشقيق العدو الذي يضم بين سكانه أيضًا إتنية التّيجراي التي تتكلم التّيجرانية على غرار سكان الإقليم.

وتقع عاصمته ميكيلي في شرق الإقليم وكانت تعد قبل اندلاع النزاع حوالى نصف مليون نسمة، أي أقل من 10% من مجموع سكان الإقليم.

لعب إقليم تيجراي دورا محوريا في تاريخ إثيوبيا ولا سيما على الصعيد الديني، وهو اليوم بفعل تراثه إحدى الوجهات السياحية الكبرى في البلاد.

وهو يضم مدينة أكسوم المصنفة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، والتي كانت مركزا للحضارة الإثيوبية القديمة.

وكانت المدينة مقر مملكة أكسوم بين القرن الأول والقرن التاسع. وبفضل الجهود التبشيرية للكنيسة القبطية، أصبحت المسيحية في القرن الرابع الديانة الرسمية لمملكة أكسوم.

ومن أبرز معالم المدينة مسلّة يرجّح أنها تعود إلى القرن الخامس قبل المسيح، يصل ارتفاعها إلى 24 مترا.

وأكسوم موقع مقدس للمسيحيين الأرثوذكس الذين يشكلون الغالبية في إثيوبيا، إذ تحتوي بحسب الكنيسة الإثيوبية على تابوت العهد الذي يقال إن ألواح العهد حفظت فيه، حمله إليها من القدس الإمبراطور منليك الأول الذي يعتبر ابن الملك سليمان وبلقيس ملكة مملكة سبأ، والذي اعتبر ملوك إثيوبيا أنهم ينحدرون منه.

وتقول الرواية إن تابوت العهد لا يزال محفوظا إلى اليوم في كنيسة مريم سيّدة صهيون، أقدس المواقع لدى مسيحيي إثيوبيا.

ويضم إقليم تيجراي عشرات الكنائس القديمة المحفورة في الصخر عند أعلى كتل صخرية شاهقة، كما يؤوي مسجد النجاشي التاريخي الذي يقصده الحجاج المسلمون.

تيجراي منطقة زراعية تنتج مزروعات مهمة مثل السمسم المعد للتصدير، كما تضم صناعات تنتج على المستوى الوطني.

وتبرز المنطقة في قطاع البناء الذي يشهد نموا كبيرا في إثيوبيا، فتضم اثنتين من كبرى المجموعات العاملة على الصعيد الوطني، وهما "سور كونستروكسيون"، و"ميسيبو سيمينت"، الشركة الأولى للإسمنت.

ومن الشركات الكبرى في الإقليم أيضا "ألميدا تكستيل"، أحد أكبر مصانع النسيج في البلاد، و"إيزانا ماينينج" من كبار منتجي الذهب، و"ميسفين إنداستريال أنجنيرينغ" التي كانت تصنع قبل سنوات سيارات بيجو في إثيوبيا.

وهذه الشركات الخمس في تيغراي من ضمن مجموعة تضم 38 شركة جمدت حساباتها المصرفية منذ منتصف نوفمبر إذ يتهمها المدعي العام الإثيوبي بالارتباط بجبهة تحرير شعب تيجراي الذي يدير المنطقة.

هيمن إقليم تيجراي عبر جبهة تحرير شعب تيجراي على الهيئات السياسية والأمنية في إثيوبيا بين 1991، حين أسقطت ديكتاتورية الحكومة العسكرية المؤقتة لإثيوبيا الاشتراكية، وحتى وصول رئيس الوزراء أبيي أحمد إلى السلطة عام 2018.

واعتبارًا من تلك السنة، تم إبعاد قادة الجبهة تدريجيا من مناصب المسؤولية في أديس أبابا، فانتقلوا إلى المعارضة، ما حد من نفوذها السياسي، فانكفأت إلى تيغراي حيث أعادت ترميم شرعية شعبية متحدية أديس أبابا.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل