المحتوى الرئيسى

رئيس الوزراء الاثيوبي يأمر بشن هجوم نهائي على سلطات تيجراي

11/26 21:31

أمر رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، اليوم الخميس، الجيش بشن هجوم نهائي ضد سلطات تيجراي المتمردة في ميكيلي عاصمة هذه المنطقة الشمالية المطالبة بالانفصال عن إثيوبيا، في ختام مهلة 72 ساعة كان حددها لها.

وقال أبيي على حسابه على فيسبوك إن الجيش تلقى أوامر "بتنفيذ المرحلة الأخيرة" من العملية التي بدأت في الرابع من نوفمبر ضد قادة جبهة تحرير شعب تيجراي، واعدا ب"بذل كل الجهود حتى لا تتعرض مدينة ميكيلي لأضرار جسيمة" و"لحماية المدنيين".

وأوضح أبيي أن "باب الخروج السلمي الأخير للمجلس العسكري لجبهة تحرير شعب تيجراي أُغلق بسبب غطرسة المجلس العسكري"، بعد انتهاء مهلة مدتها 72 ساعة أعطيت لسلطات تيجراي وأفراد قواتها للاستسلام.

وقال رئيس الوزراء الاثيوبي "لو اختارت العصابة الإجرامية في جبهة تحرير تيجراي الاستسلام سلميا، لكانت الحملة (العسكرية) انتهت بأقل قدر من الأضرار"، مشيرا إلى أنه منح قادة تيجراي "فرصا عديدة للاستسلام بسلام في الأسابيع الأخيرة ".

وأضاف ايضا ان "آلاف المقاتلين من جبهة تحرير تيجراي استسلموا" لكن بدون ان يتسنى التحقق من ذلك.

ودعا "سكان ميكيلي ومحيطها" إلى "إلقاء السلاح والابتعاد عن الأهداف العسكرية واتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة".

وقال "سيتم فعل كل شيء لتجنب استهداف المواقع الأثرية وأماكن العبادة والمؤسسات العامة والإنمائية والمنازل الخاصة".

ويتعذر معرفة ما اذا كانت العمليات العسكرية ضد ميكيلي قد بدأت بالفعل، لان المدينة مقطوعة عن العالم تقريبا منذ بدء النزاع ما يجعل من الصعب التحقق على الارض من المعلومان من عسكر او آخر.

ولا يمكن أن تعرف حاليا المسافة التي تفصل الجيش الفدرالي عن المدينة بعدما أعلن في الايام الماضية انه يقترب نحو ميكيلي فيما تؤكد جبهة تحرير تيجراي من جهتها انها الحقت بها خسائر فادحة.

وقال دبلوماسيون لوكالة فرانس برس الأربعاء إن القوات الفدرالية كانت على بعد 30 كيلومترا على الأقل إلى الشمال والجنوب من ميكيلي.

في الاسبوع الرابع للهجوم العسكري ضد جبهة تحرير تيجراي، يواجه رئيس الوزراء الاثيوبي ضغوطا متزايدة من الأمم المتحدة وعدة دول أخرى القلقة من التداعيات على المدنيين ومن احتمال "وقوع جرائم حرب" في ميكيلي وكذلك من مخاطر تطور النزاع الى مواجهات بين مختلف مجموعات هذا البلد المتنوع.

وطلب أبيي أحمد الأربعاء من المجتمع الدولي عدم التدخل في نزاع تيجراي. وقال في بيان "نطلب باحترام من المجتمع الدولي الامتناع عن أي عمل غير مرحّب به وتدخل غير مشروع واحترام المبادئ الأساسية لعدم التدخل الواردة في القانون الدولي".

ورفضت الحكومة الفدرالية الاربعاء أيضا عرض وساطة كلف به الاتحاد الافريقي الذي يقع مقره في اديس ابابا.

وأكدت فقط أنها ستستقبل "بكل احترام" ثلاثة رؤساء سابقين لموزمبيق يواكيم تشيسانو وليبيريا ايلين جونسون سيرليف وجنوب افريقيا كغاليما موتلانثي، وصلوا الأربعاء إلى العاصمة الاثيوبية.

والخميس، ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش بان "قوانين الحرب تحصر الهجمات ب+أهداف عسكرية+ وتفرض على الاطراف التزام التفريق بين المدنيين والمقاتلين".

وأكدت الحكومة الفدرالية الخميس أنها بدأت "توزيع الغذاء والدواء ومياه الشرب والمساعدات غير الغذائية" على المدنيين النازحين في "مناطق تيجراي الموجودة تحت سيطرتها" وتعهدت بـ"فتح الطريق لوصول المساعدات الإنسانية.

وقالت إنها "عازمة على العمل مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى" التي طلبت السماح لها بدخول المنطقة.

وفي المنطقة الحدودية، أغلق الجيش الإثيوبي إحدى الطرق الرئيسية المؤدية إلى السودان ومنع الفارين من النزاع في تيجراي من عبور الحدود، بحسب ما أفاد اللاجئون الذين وصلوا الخميس إلى شرق السودان.

وعبر أكثر من 40 ألف لاجئ من إثيوبيا إلى السودان منذ اندلاع، فيما نزح عدد غير محدد داخل تيجراي وفي إثيوبيا.

وكانت الجبهة الشعبية لتحرير شعب تيجراي ل15 عاما رأس حربة الكفاح المسلح ضد النظام العسكري الماركسي الذي أطيح أخيرا في 1991. وقد سيطرت على الجهاز السياسي والأمني لإثيوبيا لنحو ثلاثين عاما.

ويبرر أبيي العملية ضد جبهة تحرير شعب تيجراي التي تتولى الحكم في هذه المنطقة والتي كانت تتحدى سلطته منذ أشهر، بوجوب "الحفاظ على النظام السياسي والدستوري" في هذا البلد الفدرالي.

وبلغ التوتر القديم العهد بين أديس أبابا وجبهة تحرير شعب تيجراي ذروته مع تنظيم انتخابات في سبتمبر في تيجراي اعتبرتها الحكومة الفدرالية "غير شرعية". وكانت الجبهة تسيطر على مدى قرابة ثلاثة عقود على الجهاز السياسي والأمني الإثيوبي قبل أن يستبعدها تدريجيًا أبيي عن السلطة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل