المحتوى الرئيسى

ابن معلمة ضحية كورونا: ظنت أن حالتها ستتحسن بالمشروبات الدافئة

11/25 22:25

قضت 30 عاما في التربية والتعليم كانت تعمل بجد واجتهاد، طوال سنوات عمرها لم تكن تعلم نجلاء هلالي معلمة اللغة العربية بمدرسة التجريبية المطورة في محافظة دمياط، أنها ستموت بفيروس كورونا القاتل بين يوم وليلة لتترك 3 أبناء ولد وبنتين دخلن في حالة انهيار لم يصدق أن والدتهم راحت لرب الكون ولن يروها مرة ثانية.

"لم أتخيل أن تموت والدتي التي قضت سنوات عمرها في التربية والتعليم لتتركنا بين لحظة وضحاها راحت وراحت الفرحة من بعدها لن نراها مرة ثانية قلبي بيتقطع وأنا داخل عقارنا ومش شايف نور عيني وحبيبة قلبي أمي وكل مالى في الدنيا راحت ولم يذكرها مسؤولو التربية والتعليم ليكرموها بعد سنوات عمرها التي قضتها بين جنبات مدارسها تدرس لطلابها ولم تكرم بعد رحلة عمل طويل ولو بشهادة تقدير تسطر ذكراها" بتلك الكلمات لخص محمد علي ابن السيدة معلمة اللغة العربية بمدرسة التجريبية المطورة في محافظة دمياط والتي لقت مصرعها متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا "كوفيد -19" الذي فتك بجسدها خلال أيام معدودة.

يضيف محمد قائلا: "والدتي توفيت في عمر ناهز الـ50 عاما، بدأت في العمل كمدرسة سنة 1990 م تقريبا أي قبل 30 عاما كانت تعاني من أمراض مزمنة، الضغط والسكر".

وتابع: "بدأت تظهر أعراض الإصابة (كحة ورشح و سخونية) قبل وفاتها بـ8 أيام".

وأوضح محمد قائلا: "أول ما ظهرت الأعراض على والدتي يوم الأربعاء مساء قالت مش هتروح المدرسة في صباح اليوم التالي وظلت تتناول مشروبات (نعناع وينسون) وبالفعل لم تذهب حفاظا على صحة الطلبة وزملائها".

وأردف محمد قائلا: بدأت تزداد الأعراض منذ يوم الجمعة وتمثلت في ارتفاع درجة الحرارة لتذهب في اليوم التالي السبت لطبيب خاص، خاصة وأن خالتي التي تعمل صيدلانية وجاءت بأدوية لخفض الحرارة والسعال ولم تؤتِ بنتيجة حيث ظنت في البداية دور تعب وهيروح.

وتابع علي قائلا: الطبيب أجرى الكشف على الوالدة اشتبه في إصابتها بفيروس كورونا وطلب إجراء أشعة مقطعية أثبتت إصابتها فعليا وذلك يوم الأحد لتحول لمستشفى الحميات المخصصة لعزل حالات كورونا لعزلها وكانت قد ساءت حالتها حيث ظنت أنها ستتحسن في بداية الأمر بالمشروبات الدافئة ولم تتخيل أنها كورونا وظلت محتجزة حتى يوم الثلاثاء تواصلت معانا وقالت لنا ألحقوني يا ولاد أنا تعبانة جدا وقالوا لنا هناك ليس هناك أسرة عناية فاضية لتحول لمستشفى عزبة البرج المركزي وبناء على طلبهم يوم الأربعاء وفرنا الأدوية الناقصة ولم تمر ساعات حتى توفيت صباح اليوم التالي.

وأردف علي: لم أتخيل أن تموت الوالدة بين أيدينا ولا يسأل عنها سوى بعض زملائها، أما المسؤولون بالتربية والتعليم فمحلك سر.

وتابع الابن قائلا: لكوننا كنا مخالطين للوالدة ظهرت أعراض الإصابة على أنا والوالد وحصلنا على بروتوكول العلاج وتماثلنا للشفاء ولله الحمد حيث تم عزلنا منزليا، مطالبا بتكريم والدته الراحلة من قبل مسؤولى التربية والتعليم على رحلة العطاء المثمرة، مشيرا إلى سوء الحالة النفسية لشقيقتيه البالغ عمرهما 24 و21 عاما.

وتوفيت معلمة لغة عربية بمدرسة الابتدائية التجريبية المطورة بمحافظة دمياط، متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا؛ وهو ما أثار حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث طالب عدد من أولياء أمور التلاميذ بالمدرسة مديرية التربية والتعليم بإصدار بيان توضيحي بحقيقة ما أثير حول ذهاب المعلمة المدرسة أثناء إصابتها بالفيروس.

وأصدرت إدارة المدرسة بيانا توضيحيا بشأن المعلمة الراحلة نجلاء هلالي؛ حيث قالت فيه "الزميلة رحمة الله عليها كانت تعاني من حساسية في الصدر، ويوم الأربعاء قبل الماضي اعتذرت عن تكملة اليوم، وغادرت المدرسة ولم تحضر بعد ذلك"، موضحا أن زوجها حضر يوم الأحد وطلب تحويلها إلى إجازة مرضية، وبسؤاله عن صحتها أخبرنا أن الأزمة "زيادة شوية"، وقد تم ما طلب وحولت للإجازة المرضية ثم بعد ذلك دخلت المستشفى إلى أن انتقلت إلى رحمة ربها؛ "أما بخصوص تشخيص حالتها المرضية فذلك اختصاص الجهات الطبية".

أما بشأن المدرسة والفصول والتلاميذ والعاملين بالمدرسة فأكدت الإدارة قيامها بالتعقيم المستمر للمدرسة، وكل معلمة ومعلم يقوم بذلك والجميع حريص على اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية؛ حرصا على سلامتهم وسلامة الأولاد لأنهم أمانة في أعناقنا أمام الله قبل أن تكون أمامكم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل