المحتوى الرئيسى

مومياء المرأة الموشومة‎.. الفراعنة أول من استخدم «التاتو»

11/25 13:45

عثرت بعثة المعهد الفرنسي للآثار الشرقية على مومياء امرأة في منطقة دير المدينة بالبر الغربي لمدينة الأقصر، والتي تعد واحدة من النماذج القليلة والنادرة.

«بوابة أخبار اليوم» تسلط الضوء على مومياء المرأة الموشومة، خلال السطور التالية..

فوفقا لكتاب أسرار الآثار «توت عنخ آمون والأهرامات والمومياوات» للدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، يعتبر هذ الاكتشاف مهما جدا، وسوف يضيف الكثير فى دراستنا للمومياوات المصرية القديمة، ويطلعنا نحن علماء المصريات على العديد من الدلالات الدينية التي وجدت على جسم هذه المومياء المميزة.

 

وأضاف «عبد البصير»، أن منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام، قامت هذه المرأة المصرية القديمة بوشم جسدها بالعشرات من الرموز بما في ذلك أزهار اللوتس والأبقار والعيون الإلهية والتي قد تكون مرتبطة بمركزها الديني أو قد تدل على ممارسة هذه المرأة للطقوس الدينية التي قد تخص وظيفتها في الحياة الدينية في مصر القديمة في ذلك العصر.

وتابع: "الجميل في الأمر أن هذه الوشوم محفوظة بتفاصيل مذهلة، ومنها ما هو مرسوم على جذعها المحنط، وتمثل هذه الوشوم الأمثلة الوحيدة الباقية والمعروفة عن الوشم المصري القديم على أجساد المومياوات المصرية القديمة وتظهر لنا صورا مميزة للغاية، بدلا من التصاميم المجردة التي كان المعتاد رسمها على المومياوات المصرية القديمة في الغالب".

ولفت إلى أنه "كانت بداية هذا الكشف المثير لهذه المومياء عندما تم فحص البقايا البشرية في دير المدينة التي كشفتها هذه البعثة، وعندها وجد فريق عمل البعثة، لأول مرة، علامات غير عادية على رقبة مومياء هذه السيدة".

وتابع: "كان الاعتقاد فى البداية أن هذه العلامات الموجودة تمثل بعض التمائم على جسم مومياء هذه السيدة، وكان وضع التمائم حول رقبة المومياء قبل إتمام مراسم الدفن ممارسة شائعة في مصر القديمة في ذلك الوقت.. لكن مع المزيد من الدراسة لهذه المومياء، تم اكتشاف أن هذه الرسوم التوضيحية القديمة ــ وغيرها على الجسم ــ كانت وشوما مرسومة على جسم المومياء، وتم حصر العشرات من الوشوم، وكان لعدد منها أهمية دينية كبيرة، وعلى سبيل المثال، فإن وشوم الأبقار كانت ترتبط عادة بالإلهة حتحور، مثل الأبقار ذات القلائد الخاصة، ووجدت وشوم أخرى ــ مثل الثعابين الموضوعة على الذراعين العلويين ــ وكانت ترتبط أيضا بالإلهات في مصر القديمة".

وأوضح أنه: "تم تزيين رقبة المومياء والظهر والكتفين بصور عيون الأودجات – وهي عيون إلهية مرتبطة بالحماية، مع وضع وشم على الحلق، ومن أية زاوية تنظر إلى هذه المرأة، ترى زوجا من العيون الإلهية ينظر إليك.. وكانت هذه العاملة في منطقة دير المدينة بالبر الغربي لمدينة الأقصر قد أنهت أعمال الدراسات التي تجريها على المومياء المعروفة باسم «المرأة ذات الوشم»، والتي عثر عليها أثناء أعمال الحفائر الخاصة بتلك البعثة في قرية العمال بدير المدينة بالبر الغربي بمدينة الأقصر منذ عدة أعوام وتحديدا في عام 2014".

وذكر عبد البصير ، أن الشىء المثير في أمر مومياء هذه السيدة أنها تتفرد بأن هذه المومياء تحتوى على نحو ثلاثين وشما، أو «تاتو» كما هو معروف في اللغة الإنجليزية، موجود على أجزاء متفرقة من جسد هذه السيدة المهمة في مجتمع العمال والفنانين بقرية دير المدينة بالبر الغربي لمدينة الأقصر، ومنها، على سبيل المثال، على الرقبة، والظهر، والكتف والذراعين.

وقد كشفت الدراسات الأنثروبولوجية التي قامت البعثة بإجرائها على مومياء هذه السيدة أنها كانت تخص امرأة يرجح أنها عاشت خلال عصر الرعامسة وتحديداً في عصر الأسرة التاسعة عشرة في الفترة ما بين عامي 1300 و1070 قبل الميلاد، وكان يبلغ عمرها عند الوفاة ما بين 25 و34 عاما.

وأضاف أنه "من اللافت للنظر أنه لم يتم التوصل إلى الآن إلى أسم هذه المرأة المهمة، أو حتى إلى وظيفتها على وجه التحديد، غير أنه يرجح أنها كانت ذات شأن كبير بسبب أن هناك تنوعا كبيرا ومدهشا في الوشوم التي رسمت على جسدها، فضلا عن اختلاف أشكال هذه الوشوم ما بين صور لزهور اللوتس الشهيرة، وصور لأبقار، وصور لقردة البابون، وصور عين الأودجات ذات القيمة الدينية الكبيرة".

واختتم بأن "أغلب الظن أن تنوع هذه الوشوم ووجودها بكثرة على جسد هذه المرأة كان بسبب الرغبة في إظهار الدور الديني الرفيع الذي ربما كانت تتولاه هذه المرأة أثناء حياتها الأولى".

الجدير بالذكر أن الوشوم التي تم العثور عليها على مومياوات أخرى كانت عبارة عن نقاط بسيطة أو خطوط صغيرة للغاية فقط، ولكن هذه مومياء هذه المرأة تتميز بوجود رسومات لكائنات حقيقية مصورة بشكل لم يسبق له مثيل فى التصوير لمثل هذا النوع من الوشوم فى مصر القديمة.

وقد استخدم فريق عمل البعثة أحدث التقنيات من الأشعة تحت الحمراء، للكشف عن تفاصيل هذه الوشوم، ويتم حفظ مومياء هذه المرأة الآن فى المقبرة رقم TT 291 بالبر الغربى لمدينة الأقصر؛ وذلك حتى يتم الحفاظ على هذه المومياء في نفس الظروف البيئية المحيطة بها منذ دفنها قبل 3300 عام.

وتم اكتشاف هذه الوشوم المعقدة على المومياء في إبريل 2016، وشعر المكتشفون بالصدمة عندما رأوا هذه البقع السوداء أو «الوشوم» موجودة على جسد هذه السيدة منذ 3300 عام إلى الآن، حتى أنهم بكوا من روعة المفاجأة وعظمة الاكتشاف الذي أدخل على قلبهم السرور والفرحة.

ونجح فريق عمل البعثة بفضل البرمجيات الحديثة للتصوير في فحص جلد المومياء حتى يشاهدوا الوشوم اللافتة للنظر، ومع مسح جسد المومياء بكاميرا أشعة تحت الحمراء، وجد الفريق وشوما لم تكن حتى مرئية بالعين المجردة، وكانت بعض أجزاء الجسد سوداء ومغطاة بمادة التحنيط، وكان من المستحيل رؤية الجلد، لذلك تم استخدام الأشعة تحت الحمراء كي يتمكن فريق عمل البعثة من الرؤية من خلال طبقات الجلد.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل