السودان وإسرائيل.. خطوات هادئة نحو السلام

السودان وإسرائيل.. خطوات هادئة نحو السلام

منذ 3 سنوات

السودان وإسرائيل.. خطوات هادئة نحو السلام

خطوات هادئة يقطعها السودان وإسرائيل في تحركات ترنو لإنهاء القطيعة ومد جسور السلام.\nوللمرة الثانية في غضون شهرين، حط وفد إسرائيلي رفيع المستوى رحاله في العاصمة السودان='/tags/175354-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9'>السودانية الخرطوم، وأجرى مباحثات أحيطت مخرجاتها بسياج عالٍ من السرية. \nوعزا مراقبون سرية المباحثات إلى الطبيعة الأمنية للزيارة ومناقشتها لملفات حساسة لا ينبغي إطلاع وسائل الإعلام عليها. \nوبحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ"العين الإخبارية"، فإن الوفد الإسرائيلي الذي زار الخرطوم أمس الإثنين، كان عسكرياً بامتياز بقيادة رئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شابات، وانحصرت مباحثاته مع قيادات رفيعة في الجيش والمخابرات السودانية. \nووفق ذات المصادر، فإن المباحثات جرت في إحدى المقرات العسكرية بالخرطوم واستمرت لحوالي خمس ساعات، وناقشت ملفات أمنية عالقة وكيفية التعاون في هذا الجانب، في إطار التأسيس لاتفاقية السلام في محورها الأمني. \nوفي تصريحات إعلامية، قال وزير الإعلام السوداني، فيصل محمد صالح، إن "مجلس الوزراء ليس له علم بزيارة الوفد الإسرائيلي ولم يتم إخطاره أو التنسيق معه في هذه الخطوة". \nالموقف نفسه أبدته وزارة الخارجية السودانية، وهو ما يدعم حديث المصادر بشأن الطابع الأمني للجولة.\nرئيس المبادرة السودانية الشعبية للسلام مع إسرائيل، أبوالقاسم محمد "برطم"، وصف زيارة وفد تل أبيب بـ"المهمة".\nوأعرب عن اعتقاده بأن الزيارة حققت اختراقات كبيرة في مسار مساعي الطرفين لإنهاء حالة العداء التاريخي بينهما. \nوقال برطم في حديثه لـ"العين الإخبارية" إن الزيارة "أمنية وليس بغريب أن تأخذ طابع السرية نظراً لحساسية الملفات التي ستناقشها". \nولفت إلى وجود قطيعة ممتدة لمدة 6 عقود، كما أن الكثير من القضايا الأمنية والعسكرية العالقة بحاجة لهذا النوع من التحركات.  \nواستغرب برطم من تصريحات وزير الإعلام وموقف وزارة الخارجية في السودان بشأن عدم علمهم بزيارة الوفد الإسرائيلي رغم درايتهم بطبيعة وحساسية الملفات الأمنية والعسكرية. \nوقال: "هذا أمر غير حميد لأنه يعطي انطباعا سلبيا عن بلادنا في الخارج بأن هناك تباينات داخل السلطة السودانية، فهذا عيب كبير، ويجب أن ينظر مسؤولونا إلى مصلحة السودان في القضايا الكلية، والابتعاد عن المواقف الحزبية الضيقة". \nوأعلن برطم، وهو أحد أبرز السياسيين السودانيين الداعمين للسلام مع إسرائيل، أن الوفد الشعبي بقيادته سيزور تل أبيب في ديسمبر/ كانون أول المقبل، دعما لإقامة علاقات وكسر الحاجز النفسي. \nبرطم شدد أيضا على أن الزيارات المتبادلة بين المسؤولين الرسميين والوفود الشعبية ستكلل في نهاية المطاف بتوقيع اتفاق سلام تاريخي بين السودان وإسرائيل، وطي صفحة العداء إلى الأبد تحقيقاً لمصلحة شعبي البلدين.\nبدوره، أبدى القيادي في حزب الأمة السوداني، محمد عادل، ذات التفاؤل باكتمال الحوار السوداني الإسرائيلي قريباً، وتتويجه باتفاق سلام يقود إلى مستقبل مشرق في علاقات البلدين واستقرار في المنطقة ومنافع كثيرة متبادلة. \nواعتبر عادل، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن زيارة الوفد الإسرائيلي للخرطوم مهمة في مسار حسم الملفات الأمنية بين البلدين. \nوأشار إلى أهمية السودان الإستراتيجية، باعتباره بوابة أفريقيا ومنفذها. \nوتوقع أن تكون زيارة الوفد الإسرائيلي بحثت أمن البحر الأحمر بشكل عام، وسبل التعاون المستقبلي على أنشطة القرصنة والإرهاب الذي تمارسه إيران والجماعات الإرهابية في المنطقة. \nوتوصل السودان وإسرائيل لاتفاق سلام بجهود أمريكية خليجية، وتأتي هذه التحركات في سياق وضع اللمسات الأخيرة للتوقيع. \nويحظى السلام مع إسرائيل بتأييد واسع من مختلف المكونات السودانية التي ترى عدم جدوى المقاطعة وضرورة أن تودع البلاد عزلتها، بينما تناهضه مجموعات قليلة انطلاقاً من مواقف أيديولوجية.\nجميع الحقوق محفوظة لمؤسسة بوابة العين الاخبارية للاعلام والدراسات ©2020

الخبر من المصدر