المحتوى الرئيسى

الحرب في الإسلام وقضية الخلافة ضمن 7 محاور يناقشها وزير الأوقاف في كتابه الجديد

11/24 15:48

جمعة يستعرض «مفاهيم يجب أن تصحح في فقة السيرة والسنة» ضمن سلسة رؤية للفكر المستنير

في جهد علمي وبحثي لوزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، سعى خلال كتابه "مفاهيم يجب أن تصحح في فقة السيرة والسنة"، ضمن سلسة رؤية للفكر المستنير، التي أصدرتها الوزارة بالتعاون مع وزارة الثقافة، لتصحيح العديد من المفاهيم الخاطئة، المرتبطة بالحرب في الإسلام، وقضايا الجمود الشكلي عند ظواهر بعض السنن والمستحبات، والخلط بين العادات والعبادات، وقضايا الأسرة والصحة الإنجابية، وكذلك مفهوم العلم النافع ونظام الحكم.

وتضمن الكتاب 7 محاور رئيسية.. أولها "الحرب في الإسلام.. غزوات أم أيام ورد عدوان"

بين وزير الأوقاف خلال المبحث الأول، استخدام الجماعات المتطرفة وتركيزها في السيرة النبوية على موضوع الغزاوت كجانب تكاد تجعله وحيدا أو الأبرز، في محاولة لتهييج مشاعر وحماس عناصرها وكوادرها والعامة أحيانا، مستعرضا ماذكره القرآن الكريم عن الغزوات، حيث سمى القرآن الأسماء بمسمياتها الأدق، فلم يرد به لفظ عزوة للتعبير عن ملاقاة النبي صلى الله عليه وسلم لأعدائه قط، إنها عبر بلفظ يوم عما كان من نصر المسلمين يوم بدر الذي سماه الله "يوم الفرقان"، وكذلك تحدث القرآن الكريم عن يوم حنين.

وتحدث جمعة، عن المفهوم الصحيح للحرب في الإسلام والغاية منها، حيث كانت حروب النبي دفاعية، إما دفعا لعدوان أو ردا لاعتداء، وإما دفعا لخيانة أو تآمر، أو لنقض الأعداء عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن أي منها اعتداء على أحد، كما أن الحرب ليست غاية ولا هدفا لأي دولة رشيدة أو حكم رشيد، كما أنها ليست نزهة أو فسحة، كما أن الحرب قد تكون ضرورة للدفاع عن النفس والعرض والمال والديار والاوطان وكيان الدول ووجودها، وحمايتها من الأخطار.

وبين الدكتور مختار جمعة، أنه حتى في الحرب التي هي ردا للاعتداء، نهى الإسلام نهيا صريحا عن تخريب العامر، وهدم البنيان، وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين يجهزون جيوشهم يوصون قادتها ألا يقطعوا شجرا، وألا يحرقوا زرعا أو يحربوا عامرا، أو يهدموا بنيانا، إلا إذا تحصن العدو به، واضطر إلى ذلك، ولم يجدوا عنه بديلا.

وتعرض جمعة إلى منزلة ومكانة الشهيد عند الله عزل وجل، وأن الشهيد الحق هو من لقى الشهادة في ميدان القتال أو بسببه مدافعا عن دينه ووطنه وعرضه وتراب وطنه مخلصا لوجه الله لا لدنيا يصيبها أو لصالح جماعة متطرفة يتبعها، كما أن إعلان حالة الحرب المعبر عنها في العصر الحديث بحالة التعبئة، وعند الفقهاء بالجهاد القتالي، ليس أمرا متروكا لعامة الناس، وإنما هي سلطة الحاكم في ضوء مايقرر قانون كل دولة ودستورها، وأنه ليس لأحد أن يخرج للقتال من تلقاء نفسه في غير ماينظمه القانون والدستور، وإلا لصار الناس إلى أبواب الفوضى لاتسد.

* المبحث الثاني.. العبادات والعادات

في هذا المحور، بين وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، خطورة الخلط بين سنن العبادات وأعمال العادات، حيث أن الأصل في السنة أن من فعلها فله أجرها وثوابها، ومن لم يفعلها فاته هذا الأجر والثواب، مستندا بما جاء في الأحاديث النوبية الشريفة من توجيهات رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعاليمه ويسر الدين في مواجهة الإنغلاق والتحجر والإصرار غير المبرر لدى البعض في الخلط بين العبادات والعادات، كما أن الإسلام جاء لتحقيق مصالح البلاد والعباد، ونشر كل مايحقق الأمن والسلام الاجتماعي وسعادة البشرية في آن واحد، كما أن مرجع العادات إلى العرف والعادة، ومايراه الناس ملائما لعصرهم، وبيئاتهم، وطبيعة عملهم ما لم يخالف ثابت الشرع الحنيف.

* المبحث الثالث.. مخاطر الجمود الشكلي عند ظواهر بعض السنن والمستحبات

استعرض الدكتور مختار جمعة، في هذا المحور، الفرق بين بين المعنى الحرفي وظواهر النصوص دون التطرق إلى القصد الصحيح لها، بما يدخل صاحب هذه الرؤية في الكثير من المشقة والعنت والإنعزال عن الواقع أو ربما مصادمته، رغم أنه بالنظر إلى فهم المقاصد العامة للتشريع، وقرأنا السنة النبوية المشرفة بما تحمله من وجوه الحكمة واليسر قراءة مقاصدية واعية لأبرزنا عظمة ديننا العظيم.

وبين جمعة ذلك في نموذجين، هما فهم أحاديث نظافة الفراش قبل النوم، و فهم أحاديث السواك، فيما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم بشأن الحكمة من استخدام السواك والمواظبة عليه، حين قال "السواك مطهرة للفم، ومرضاة للرب"، فإذا القصد من السواك هو طهارة الفم والحفاظ على صحته، وعلى رائحته الطيبة، وإزالة أي آثار لأي رائحة كريهة مع حماية الأسنان وتقوية اللثة، فإن هذا المقصد كما يتحقق بعود السواك المأخوذ من شجر الأراك يتحقق بكل مايحقق هذه الغاية، فلا حرج من فعل ذلك بعود الأراك أو بغيره كالمعجون وفرشاة الأسنان ونحوهما، أما أن نتمسك بظاهر النص، ونحصر الأمر حصراً على عود السواك دون سواه، ونجعل من هذا العود علامة للتقى والصلاح، بوضع عود أو عودين منه في الجيب الأصغر الأعلى للثوب، مع احتمال تعرضه للغبار والأتربة والتأثيرات الجوية، ونظن أننا بذلك فقط دون سواه إنما نصيب عين السنة، ومن يقوم بغير ذلك غير مستن بها، فهذا عين الجمود والتحجر.

* المبحث الرابع.. فهم حقيقة الزهد

في هذا المحور فند وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، مفهوم الزهد ومعنى العفاف بواقع ماجاء في الأحاديث النبوية الشريفة، كما بين أن الزهد أمر قلبي وليس أمرا شكليا، وهو لايعني أبدا الإنعزال عن الحياة، ولاترك الأخذ بالأسباب، والتقاعس عن عمارة الكون، وصناعة الحياة، غير أن بعض الناس قد يفهمون الزهد على غير وجهه الحقيقي، حيث يرتبط الزهد في أذهان بعضهم بجوانب شكلية لاعلاقة لها بحقيقته، فيتوهمون خطأ أن الزهد رديف الفقر، أو حتى الفقر المدقع، فالزاهد في تصور البعض شخص بالضرورة قليل المال، وربما قليل الحيلة، وربما ورث الثياب أو مخرقها، صوته لا يكاد يبين، ويده لاتكاد تلامس مصافحها، ثم يتطور الأأمر إلى شلبية أشد بهجر العمل، وربما ترك الدراسة العلمية، أو عدم الاكتراث بها، والخروج من الدنيا بالكلية إلى عالم أقرب ما يكون إلى الخيالات الخاطئة منه إلى دنيا الواقع، في تعطيل مقيت وغريب وعجيب وشاذ للأسباب، مع أن ذلك كله شيء والزهد شيء آخر.

* المبحث الخامس.. نظام الحكم

في هذا المحور بين وزير الأوقاف، أن نظام الحكم في الإسلام قائم على مراعاة مصالح البلاد والعباد، فحيث تكون المصلحة المعتبرة فثمة شرع الله، كما أن كل مايؤدي إلى الظلم أو الفساد أو التخلف فلا علاقة له بالأديان، مؤكدا أن العنوان الأبرز لنظام أي حكم رشيد هو مدى تحقيقه لمصالح البلاد والعباد، وعلى أقل تقدير، مدى عمله لذلك.

وتحدث الوزير عن قضية هامة وهي المتاجرة بالدين واللعب بعواطف العامة، خاصة فيما يتعلق بقضية الخلافة، محتجين ببعض النصوص التي يسقوطنها إسقاطا خاطئا دون أي دراية بفقه الواقع، أو تحقيق المناط من جهة، ويجعلونها أصل الأصول، الذي عليه مناط الإيمان والكفر من جهة أخرى، وهنا نرد عليهم بما أكده الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بأنه لانزاع بين أهل العلم المعتبرين في أن الخلافة أليق بالفروع وأقرب لها، ومذهب الأشاعرة على أنها فرع لا أصل.

وأوضح جمعة، أن جملة الأحاديث التي تتحدث عن الخلافة والبيعة، فيمكن أن تحمل في جملتها في ضوء معطيات عصرنا الحاضر على ضرورة إقامة نظام حكم عادل ورشيد له رئيس ومؤسسات، يعمل على تحقيق العدل بين الناس، وتحقيق مصالح البلاد والعباد، ويستند إلى الشورى والإفادة من الكفاءات وأهل الخبرة والاختصاص، بحيث لايترك الناس فوضى لا سراة لهم، ولا إشكال بعد ذلك في الأسماء والمسميات طالما أنها تحقق الأهداف والغايات، التي يسعى الإسلام لتحقيقها بين الناس جميعا بما يحقق صالح دينهم ودنياهم.

* المبحث السادس.. أحاديث النكاح والنسل

في هذا المحور، بين وزير الأوقاف المعنى الصحيح لبعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تحدثت عن الزواج والإنجاب، والتي كانت واضحة في جوهرها حول القدرة على الإنفاق، وتحمل تبعات بناء الأسرة، ومنها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال "يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يتسطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".

وأوضح جمعة، أنه لو لم تكن الباءة المقصودة متضمنة القدرة على القيام بجميع تبعات الزواج المالية والاجتماعية، لما قال رسول الله "ومن لم يستطع فعليه بالصوم"، إذ لو كان الاعتبار بالقوة الجسدية وحدها لاكتفى بقوله صلى الله عليه وسلم، "يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج".

وبين جمعة مفهوم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم"، حيث يتوجه المعنى إلى الكثرة النافعة المنتجة القوية، وهذه القوة تشمل سائر جوانب القوى_ في الفكر والثقافة، والمستوى الإيماني والتعليمي والاقتصادي والعسكري، مع الإخلاص لله عز وجل في القول والعمل.

*المبحث السابع.. فهم الحديث "من سلك طريقا يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة"

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل