المحتوى الرئيسى

أسرة منكوبة بكورونا في دمياط.. وفاة الأم وابنها الأكبر وعزل 25 بالمنزل

11/23 19:34

ما بين الإجراءات الوقائية خوفاً من انتشار العدوى، واتهامات المسئولين في مستشفى كفر سعد المركزي، لعزل حالات الإصابة بفيروس كورونا في محافظة دمياط، يعيش أفراد الأسرة المنكوبة بالفيروس المستجد، الذي تسبب في وفاة الأم وابنها الأكبر، بينما يصارع الزوج المرض، فضلاً عن خضوع 25 آخرين للعزل المنزلي.

لم يعرف أفراد أسرة "دعية" سبب إصابتهم بالمرض، حيث ظهرت الأعراض فجأة على كل من الأم وابنها الأكبر في يوم واحد، ليتم نقل الأم إلى مستشفى العزل، حيث جرى احتجازها في غرفة العناية المركزة، ولكن سرعان ما لفظت أنفاسها، ولحق بها ابنها الأكبر، بعد عدة ساعات من وفاتها.

الابن الصغر "محمد دعية"، أكد لـ"الوطن" أن والدته "زينب"، 68 سنة، كانت تعاني من مرض في القلب، وتسببت إصابتها بفيروس كورونا في انخفاض نسبة الأكسجين في الدم إلى أقل من 50%، وقال إنها بدأت تشكو من آلام في العظام، وارتفاع في درجة الحرارة، مع سعال شديد، وهي نفس الأعراض التي شكا منها شقيقه الأكبر "مصطفى"، 48 سنة.

وأضاف انه عند نقل والدته إلى مستشفى كفر سعد المركزي، كانت نسبة الأكسجين لديها 98%، أي في المعدل الطبيعي، بينما كانت نسبة الأكسجين لدى شقيقه 96%، وأجريت لهما الأشعة والتحاليل التي كشفت إصابتهما بفيروس كورونا، فتم حجزهما معاً داخل مستشفى العزل، رغم رفضهم في البداية حجز الأم، إلا أن الفحوصات أثبتت إصابتها بكورونا.

وأضاف أن حالتهما بدأت تسوء تدريجياً، حيث انخفضت نسبة الأكسجين لديهما على مدار الأيام التالية، حتى جرى وضعهما على أجهزة التنفس الصناعي، إلى أن انخفضت نسبة الأكسجين إلى 65% لدى الأم، و85% لدى شقيقه، وواصلت نسبة الأكسجين انخفاضها إلى أقل من 50%، حيث تم وضعهما على جهاز "السباب".

وتابع: "علمنا أن الطعام كان يتم وضعه أمام غرفتهما، ولا يتم إدخاله إليهما في وقت كانت حالتهما الصحية متدهورة، ولا يمكنهما القيام من على الأسرّة وتناول الطعام بنفسيهما، كما كنا نرسل الطعام لهما يومياً، فكان يعود إلينا بعد تعفنه، دون أن تتمكن والدتي وشقيقي من تناوله، إلى أن لفظ الاثنان أنفاسهما الأخيرة، حيث ورد بتقرير الوفاة أن السبب هبوط حاد في الدورة الدموية".

وطالب "محمد" بالتحقيق في الواقعة، ومحاسبة كل من يثبت تقصيره أو تسبب في تدهور حالتهما الصحية بهذه الصورة، مشيراً إلى أنه تم دفن جثماني والدته وشقيقه بعد اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة للوقاية من فيروس كورونا، دون جنازة، بمعرفة فريق من الطب الوقائي.

وأشار الابن الأصغر إلى بأن شقيقه الأكبر "مصطفى" كان يعمل موظفاً في هيئة الثروة السمكية، وزوجته وأولاده وإخوته مخالطون له، وظهرت الأعراض على عدد منهم، مثل السعال والارتفاع في درجة الحرارة، مما استدعى خضوعهم لإجراءات العزل المنزلي.

"إيمان" ابنة المتوفية قالت إن والدتها قالت، قبل قليل من وفاتها: "أنا جعانة"، مشيرةً إلى أنها طلبت "شوربة خضار"، وأضافت أن شقيقها الأكبر، الذي كان بمثابة والدها، ترك زوجة وثلاثة أبناء، مشيرةً إلى أن والدتها وشقيقها ساءت حالتهما بعد دخولهما المستشفى، وكانا في حالة يرثى لها.

وتابعت: "علمنا أنه تم إبلاغ شقيقي بخبر وفاة والدته، فدخل في حالة انهيار تام، وظل يصرخ ويخبط رأسه في الحائط داخل العناية المركزة، وارتفع ضغطه ليدخل في غيبوبة لـ4 ساعات، ويتوفاه الله هو الآخر، ليلحق بوالدته"، وطالبت بالتحقيق مع من سرب خبر وفاة والدتها إلى شقيقها المريض.

واعربت "إيمان" عن اعتقادها أن شقيقها مات حزناً وقهراً على أمه، مما تسبب في دخوله في غيبوبة، حيث اصيب بارتفاع حاد في ضغط الدم، بعد علمه بخبر وفاة والدته، أما الأم  فقد توفيت بسبب نقص الأكسجين، الذي وصل إلى 40%، ولم يتم وضعها على جهاز "السباب" إلا بعد فوات الأوان، حسب قولها.

أما الأب "محمد دعية"، البالغ من العمر 72 سنة، فقال: "بعد احتجازي في المستشفى مصاباً بفيروس كورونا، شاء القدر أن أتماثل للشفاء، فيما دخل 25 فرداً كانوا مخالطين لنا من أفراد الأسرة في عزل منزلي، حيث ظهرت الأعراض على 5 منهم.

وروى الرجل المسن تفاصيل ما جرى لأسرته قائلاً: "ماتت زوجتي ودفنت بعد اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة، وفي اليوم التالي صباحاًَ فوجئنا بوفاة ابني الأكبر مصطفى، وحاولت الاتصال عدة مرات بمكتب المحافظ، ليتدخلوا وينقذوا ما يمكن إنقاذه، لأن هناك إهمال داخل العزل، وشرحت لمكتب المحافظ تفاصيل هذا الإهمال،  فكان رد الموظف: عليك بالتواصل مع الخط الساخن لوزارة الصحة، بدعوى إجازة خدمة المواطنين".

وأضاف الأب تواصلت مع الدكتور محمد الجيوشي، ابن مركز فارسكور والمرشح لعضوية مجلس النواب، فكلف بعض الأشخاص بتعقيم المنزل ومحيطه، خاصةً وأن هناك 25 شخصاً من المخالطين له ولزوجته وابنه بدأت تظهر عليهم أعراض الإصابة، وقال: "جميعنا نخضع للعزل حالياً داخل المنزل".

في المقابل، أكد الدكتور محمد البصراطي، مسئول العزل بمستشفى كفر سعد المركزي لـ"الوطن"، أن "الحاجة زينب" دخلت العناية المركزة وظلت محتجزة بها لمدة 9 أيام، وتم التعامل معها خلالها، وتقديم أدوية البروتوكول المتبع داخل مستشفيات العزل، كما كان يتم المرور عليها يومياً من قِبل الأطباء وطاقم التمريض، مع الأخذ في الحسبان أن كل حالة كورونا تتم مراعاة عدة اعتبارات، منها مناعة المريض ومدى وصول الفيروس للرئة وتمكنه منها، ومعاناته من أمراض مزمنة أم لا وعمر المريض، كما يتم عمل جلسات بالتبادل، واستخدام جلسات الأكسجين أو (السباب)، وكل حالة حسب حالتها".

واعتبر "البصراطي" أن "كلام الأسرة حول إبلاغ الابن بوفاة والدته غير صحيح، ولا يمكن أن يحدث"، وأضاف: "أنا شخصياً كنت أتابع حالة الأم والأب والابن، ولم أكن على علم بصلة القرابة إلا بعد الوفاة، نحن نعالج كل حالة تدخل إلينا دون معرفة صلة قرابة بعضهم البعض".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل