الشجرة والبيت وصوت الراوي.. تفاصيل من أفلام داوود عبدالسيد

الشجرة والبيت وصوت الراوي.. تفاصيل من أفلام داوود عبدالسيد

منذ 3 سنوات

الشجرة والبيت وصوت الراوي.. تفاصيل من أفلام داوود عبدالسيد

يحتفل المخرج المصري داوود عبدالسيد، بعيد ميلاده في 23 نوفمبر، فهو من مواليد عام 1946، وأحد فرسان السينما الجديدة في فترة الثمانينيات الذين قدموا إلى السينما المصرية مجموعة من الأفلام المميزة، ومنهم عاطف الطيب ومحمد خان، وسجلت 3 من أفلامه ضمن قائمة أفضل 100 فيلم عربي أصدرها مهرجان دبي السينمائي الدولي عام 2013.\nوعمل عبدالسيد، مساعد مخرج في البداية لمخرجين كبار مثل يوسف شاهين في فيلم "الأرض"، وكمال الشيخ في فيلم "الرجل الذي فقد ظله"، ثم انتقل من هذه المرحلة إلى مرحلة مخرج أفلام تسجيلية ومن هذه الأعمال "وصية رجل حكيم في شؤون القرية والتعليم" و "العمل في الحقل" و"عن الناس والأنبياء والفنانين".\nوفي المرحلة الثالثة لعبد السيد دخل إلى عالم الأفلام الروائية السينمائية كمخرج ومؤلف معا، حيث أن رصيده الفني بلغ 15 فيلما منهم 8 أفلام من تأليفه، وانطلقت هذه الفترة بفيلم "الصعاليك" في منتصف الثمانينيات ثم تلاه الفيلم الذي حقق نجاحا كبيرا وهو "الكيت كات" للفنان محمود عبدالعزيز.\nورصد الكاتب محمود قاسم، في كتابه "أفلام مثيرة للجدل" بعض الصفات المشتركة في أعمال عبدالسيد بالتركيز على فيلمه "رسائل البحر"، الذي كتبه وأخرجه عام 2010 من بطولة بسمة وآسر يس.\nوتحدث قاسم في البداية عن رمزية الشجرة في أفلام داوود عبدالسيد، والتي ظهرت في أكثر من فيلم، مثل "أرض الأحلام" عام 1994 حيث كانت تربط الشخصية الرئيسية في الفيلم علاقة طويلة بالشجرة المقابلة للمنزل منذ الطفولة، فصارت تنمو كلما كبرت الفتاة، وبدا في هذا علاقة المخرج بالبيت والشجرة من خلال أبطاله.\nأما البيت في نظر عبدالسيد فيكون غالبا من دور واحد وبعيد عن الأماكن المزدحمة، وهو ما تحقق في أرض الأحلام وفيلم "مواطن ومخبر وحرامي" وإن لم نلحظ الشجرة فيه بقوة، ثم عادت للظهور مرة أخرى في فيلم رسائل البحر، فكان بطل الفيلم يقف أمام منزل كلاسيكي تصدر منه أصوات موسيقى والشجرة المجاورة له.\nوانتقل قاسم للحديث عن أسلوب الحكي المشترك في أكثر من فيلم لعبدالسيد، وتقوم به الشخصية الرئيسية في الفيلم، فظهر ذلك على في فيلم "أرض الأحلام" على لسان الأم في العمل وكان حكي سريع، بينما فيلم "أرض الخوف" اعتمد على الحكي السينمائي وهو ألوب مزج بين الأدب والسينما حيث أن الحكاء هنا يقوم بسرد الحوادث والتعليق عليها ويظل هو الشخصية الرئيسية الذي صار شاهدا على كل ما حدث.\nوتكرر نفس الأمر في فيلم "مواطن ومخبر وحرامي" ولكن من شخصية خارج الأحداث فبدت بشكل محايد، فتم الحكي بعيدا عن لسان الشخصيات الرئيسية.\nبينما في فيلم رسائل البحر فقد خلق المخرج –داوود عبدالسيد- صوتان للحكي الأول رئيسي قام به يحيى بطل الفيلم، ونورا العاهرة التي صارت واحدة من نساء عديدات مررن بحياة يحيى ولكنها كانت مختلفة وتقع في حبه.\nوسلط قاسم الضوء على جانب استخدام الموسيقى الكلاسيكية القديمة في فيلم "رسائل البحر"، قائلا إن "عبد السيد حرص مثل بعض أبناء جيله وعلى رأسهم محمد خان أن يملأ خلفية المشاهد بالأغنيات والموسيقى"، فكان الفيلم هو حالة من الإهداء للموسيقى الكلاسيكية الغربية وللغناء المصري بالاستعانة بأغنيات لأم كلثوم ومحمد قنديل وآخرون.

الخبر من المصدر