المحتوى الرئيسى

انتخابات أمريكا في حسابات أعدائها: إيران والصين تفضلان بايدن على ترامب

10/31 20:02

أكد خبراء في العلاقات الدولية أن كل من الصين وإيران تتمنيان نجاح المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، جو بايدن، مقابل خسارة منافسه، الرئيس الأمريكي الحالي والمرشح الجمهوري، دونالد ترامب، وذلك نظرا لما ألحق بهما الأخير من ضرر كبير خلال فترة رئاسته، بينما على العكس منهما فإن روسيا تفضل بقاء ترامب نظرا لـ"دفء العلاقات والمصالح المتبادلة بينهما".

وقال الدكتور جمال عبد الجواد، أستاذ العلاقات الدولية ورئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية الأسبق "هناك دولتان تفضلان ألا ينجح ترامب، وهما الصين وإيران، فهما يفضلان رئيسا ديمقراطيا في البيت الأبيض، وذلك نظرا لأن سياسة ترامب مع هاتين الدولتين كانت مكلفة بالنسبة لهما".

وأضاف "عبد الجواد"، لـ"الوطن": بالنسبة للصين تم فرض قيود تجارية وقيود على الاستثمار الأمريكي في الصين ونقل التكنولوجيا الأمريكية لها في عهد ترامب، وكل ذلك كان جديدا بالنسبة للصين، وبالتالي فإن الصين تُفضل رئيسا ديمقراطيا، رغم أن الديمقراطيين لديهم انتقادات على الصين أيضا، لكن في نفس الوقت فالديمقراطيين يؤمنون بأن العولمة الاقتصادية أفضل لأمريكا من سياسة القومية الاقتصادية التي يتبناها ترامب، كما أنهم ضد فكرة الحماية التي كان ترامب يحاول ممارستها على الاقتصاد، حيث يؤمن الديمقراطيون بفكرة التجارة العادلة أكثر من الحماية وأن يضغطوا على الصين من أجل نظام ديمقراطي عادل.

واستطرد أستاذ العلاقات الدولية: "الديمقراطيون يفضلون أن تلتزم الولايات المتحدة بقواعد النظام الدولي أو أن تضع هي قواعد النظام الدولي، على عكس ما فعل ترامب بانسحابه من هذه القواعد، ومنها القواعد الخاصة بمنظمة التجارة، حيث إن ترامب لم تكن هناك اتفاقية تلزمه وإذا قدر أن في انسحابه مصلحة لأمريكا فإنه ينسحب منها، بينما الديمقراطيين يفضلون التعامل مع نظام دولي قائم على القواعد، وهذا أفضل للصين في ظل نظام العولمة القائم على القواعد في التجارة والبيئة وكل شيء، وليس المصلحة القومية المنفردة التي يتصرف وفقا لها ترامب والتي تعني أن أمريكا أولا، ولذلك فالصين تُفضل أن ترى رئيسا ديمقراطيا مهما كان له انتقادات للصين، لأنه سيتصرف بطريقة تجعل الصدام والتكلفة أقل.

أما بالنسبة لإيران، وفقا لعبد الجواد، فإنها "تتبنى نفس موقف الصين من انتخابات الرئاسة الأمريكية، برغبتها في فوز بايدن مقابل سقوط ترامب، وذلك لأن "بايدن كان نائب الرئيس الذي وصلت إيران في عهده إلى الاتفاق النووي مع أوروبا والولايات المتحدة، وترامب هو الذي انسحب من هذا الاتفاق وفرض عقوبات غير مسبوقة على إيران كلفتهم كثيرا، وبالتالي فإيران تتمنى ألا يكون ترامب موجودا في البيت الأبيض، وأن يأتي رئيس ديمقراطي يعيد إحياء الاتفاق أو التفاوض حوله، لأنه حتى لو أعاد التفاوض وطلب مطالب جديدة سيكون أفضل من هذا الرئيس الذي طرح "مطالب الحد الأقصى".

على العكس مما سبق، فإن روسيا يبدو من الأفضل لها أن يبقى ترامب في البيت الأبيض، وهناك مظاهر كثيرة على دفء العلاقات بين ترامب والقيادة الروسية، وطوال الأربع سنوات الماضية يكاد يكون ترامب تجنب توجيه انتقاد قوي لروسيا، حيث لم توجه أي انتقادات داخلية لروسيا تتعلق بالنظام السياسي أو الديمقراطية مثلا، كما أنه لا يكاد يتحدث إطلاقا عن قضية أوكرانيا.

وأرجع "عبد الجواد" ذلك إلى أن ترامب جزء من تيار في الحزب الجمهوري يرى أن المواجهة الحقيقية مع الصين ويجب الاستعانة بروسيا لمواجهتها، وأنه في إطار سياسة توازن القوى علينا أن نتحالف مع روسيا لعزل الصين، مثلما تحالف كيسنجر قبل ذلك مع الصين لعزل الاتحاد السوفيتي، وفي المقابل فإن الديمقراطيين يتكلمون أكثر عن مسائل حقوق الإنسان والديمقراطية، وعن قضية أوكرانيا، وإعادة تعزيز علاقات أمريكا بأوروبا وحلف الناتو، وكل هذه مسائل مزعجة لروسيا السعيدة بالجفوة بين الأورببيين والأمريكان.

وفي السياق نفسه، قال عاطف عبد الجواد، المحلل السياسي والخبير في الشئون الأمريكية، إن وكالات الاستخبار ومكتب التحريات الفيدرالي كشفت قبل أيام عن أن روسيا وإيران تقومان بجهود على الإنترنت للتدخل في الانتخابات الامريكية، مشيرا إلى أن من المفارقات أن روسيا تأمل في فوز ترمب، بينما إيران تريد هزيمته ولكل منهما أسبابه.

وأضاف "عاطف" أما الصين وإن لم تتهمها السلطات الأمنية الأمريكية بالتدخل بعد، فهي تأمل أيضا في فوز بايدن الذي تعاملت معه لحوالي نصف قرن أثناء عمله في الكونجرس أو كنائب للرئيس أوباما، وأهم أسباب ذلك أن ترامب يتهم الصين بأنها مصدرا لفيروس كورونا، كما أنه يقول إن إيران سوف تتصل به بعد أسبوع من فوزه لكي تطلب الدخول في مفاوضات لأن إجمالي الناتج المحلي في إيران هبط بنسبة 27 في المائة. ولكن إيران تفضل بايدن لأنه قال إنه سوف ينضم مرة أخرى إلى الاتفاقية النووية التي وقعت العام 2015.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل