المحتوى الرئيسى

مطربون ممنوعون من الغناء !

10/30 17:47

 بين «السجين والحر» فروق كثيرة، وإلا ما كان السجن عقابًا للتهذيب والإصلاح، لكن أن يكون الحر سجينًا وهو خارج أسوار السجن لا يستطيع التنفس وهو بين أهله وأصدقائه وكأنه مسجونا بالفعل، خوفًا من سجانه، هو ما يدعو للتعجب، لكن تزول الدهشة بمعرفة السبب الممهور بإمضاء المسجون الحر، والمتمثل فى عقد احتكار منع الهواء وغذاء الروح عن صاحبه بل عد عليه خطواته ولقاءاته وحصرها، فمنذ عام 2000 وحتى اليوم وقع المطرب بهاء سلطان على تأبيدته لمدة 20 سنة فى عباءة المنتج الشهير نصر محروس، مقابل 600 ألف جنيه فقط، دون أن يسمح له حتى بالغناء فى أى مكان إلا بأذن كتابي منه، وهو أيضًُا ما حدث بين المطرب محمد الشرنوبي وخطيبته السابقة سارة الطباخ باستثناء المقابل المادي.

لا يمتلك المطرب شيئًا أغلى من صوته، لذلك عندما يصبح المطرب ممنوعًا من الغناء يشعر أنه جسد بلا روح، وللأسف هذا ما حدث مع الكثير من المطربين، وكان السبب عقد احتكار وبمرور الأيام تظهر الأزمة، ويحاول وقتها العمل بعيدًا عن المنتج، وتصبح العلاقة بينهما داخل ساحات المحاكم، فيتذكر أن ثانى أغلى ما يمتلك هو التوقيع وليس الصوت فقط.

 أي فنان صاعد يبحث عن الشهرة و المجد فى عالم الفن لا يبحث سوى عن الربح المادي، وهنا يبدأ المنتج فى طلب توقيع الفنان الصاعد على عقد احتكار، وقتها لم يستطع الفنان الشاب سوى الموافقة، حتى ينال ما يريد من نجاحات، ولكنه لم يكن يعلم أن "توقيعه" على العقد سيكون، توقيعه على الحبس الفنى إن خالف ما يريده المنتج.

ففى عقود الاحتكار التى لا تقل عن 12 بندًا، يكون من بينهم بنود أغرب من الخيال، وكأن المنتج اشترى المطرب بكل ما تحمله الكلمة من معاني، فمنها أنه لا يحق للمطرب الغناء فى أي مكان سواء كانت جلسة خاصة أو حفلات أو أي منشأة سواء كانت حكومية أو غير حكومية، إلا بموافقة كتابية من المنتج، كما إنه يحق للمنتج فقط استغلال المطرب فى "صوته أو تصويره"، فلا يستطيع المطرب القيام بعمل جلسة تصوير ونشرها كالبشر العاديين، وفى حالة ظهور أي تصوير أو مقطع صوتى فعلى المطرب التضامن الكامل مع المنتج لوقف نشرها.

وهو ما كان فى عقد "بهاء سلطان" الذى تضمن حصوله على 150 ألف جنيه فى كل ألبوم، وإن خالف أي بند من البنود التى تقيد الفنان وتمنعه من الغناء لقرب الناس إليه حتى لو داخل منزله سيدفع مليون ونصف دولار، والأغرب فى عقده كانت النسبة الموزعة مما يتقاضاه المطرب فى الألبوم الواحد، حيث يقوم المنتج بخصم 25% تحق للمنتج، بالإضافة إلى 10% لوكيل أعماله "المنتج أيضاً"، حيث يتقاضى بهاء فى الألبوم الواحد 98 ألف جنيه فقط من أصل 150 ألف جنيه.

بهاء فتحي وشهرته بهاء سلطان ولد بمنطقة حدائق القبة بمحافظة القاهرة، ثم التحق بالشعبة العلمية في مرحلة الثانوية العامة، وحصل على بكالوريوس من كلية التربية الموسيقية، ثم التقى بالفنان مصطفى كامل وأُعجب بصوته جدًا ووجد فيه مشروع نجم غنائي سيغير من الغناء العربي ويرتقي به، فعرفه على المنتج نصر محروس وسرعان ما اقتنع بموهبته وحررا عقدا سويًا، لم يكن أمام "بهاء" سوى التوقيع مع نصر محروس صانع النجوم كما يطلق عليه، وكانت انطلاقته الأولى من خلال ألبوم فري مكس 1 بأغنية أحلف من كلمات مصطفى كامل عام 1998، وظل يصعد يوم تلو الآخر "فكان النجم الصاعد بسرعة الصاروخ"، واحتل المركز الأول بين المطربين المصريين، ولكنه لم يتخيل أن العقد الذى وقع عليه منذ سنوات طويلة، سيكون سبب سجنه فنيًا.

لكن خلال تلك الفترة الماضية ظهر كثير من المشاكل بين بهاء سلطان ونصر المحروس، إلا أن الاثنين اتفقا على استكمال تعاقدهما، تحت مسمى عقد اتفاق وتوزيع وبيع وتداول مصنفات فنية "موسيقية غنائية" على أن يقوم "بهاء" بالأداء الغنائى والتسجيل للأغنيات محل الألبومات موضوع العقد والمحدد بعدد خمسة ألبومات بخلاف الأغنيات الفردية خلال مدة سريان العقد، وفى عام 2011 تم إطلاق آخر ألبومات بهاء سلطان فى الأسواق وهو "مالنا"، لكن بدأت الأزمة الفعلية مع اقتراب انتهاء تعاقد "بهاء" مع شركة فرى ميوزيك والتى كان من المقرر أن ينتهى التعاقد فى ديسمبر من عام 2014، وعلى حسب الشكوى التى تقدم بها "بهاء" ضد "نصر" بأنه فوجئ بأن نصر محروس يترك تسجيل الألبوم ويتفرغ للأعمال التى قد يؤديها "بهاء" فى الحفلات والأفراح وخلافه وإهماله إتمام تسجيل الألبوم الثالث أساس الاتفاق، وتقدم "بهاء" خلال تلك الفترة بأكثر من إنذار لنصر محروس من أجل تنفيذ التعاقد وإنهاء الألبوم الأخير وطرحه بالأسواق ومدد للانتهاء منه شهر ديسمبر 2014، إلا أن "نصر" لم ينه التعاقد إلا بعد أن يدفع بهاء سلطان مليونًا ونصف دولار كشرط جزائى من أجل أن يتركه يرحل عن شركته .

وصلت المشاكل بينهما إلى المحكمة وكان آخر تطورات القضية إنذار ذلك  بهاء  لنصر محروس، بإعادة تسجيل الأغنيات التي بها عيوب هندسية، وفقًا لتقرير الخبير الذي انتدبته المحكمة، وبعلم لجنة من نقابة المهن الموسيقية ومجلس إدارتها وأعضائها، وهم "أنا الغلطان"، "رامي الحمول"، "ده حب ولا"، "ليالي طويلة".

وبتواصل "اخبار الحوادث" مع يوسف إبراهيم محامي بهاء سلطان قال: العقد كده كده منتهي خلاص، والمشكلة كانت في 4 أغاني بالفعل، ومن أجل  جمهور بهاء طلب من المحكة إلزامه بإعادة تسجيل الأغاني مرة أخرى، وبالفعل أرسلنا لنصر محرس إنذار لمدة شهر لتسجيل الأغاني، وتنهي المدة غدا 30 أكتوبر الجاري، ومازلنا نحاول مع نصر رغم تهربه وادعاءه أن بهاء هو السبب فى تعطيل التسجيل، لكن بمجرد أن يأتي يوم 30 أكتوبر ولم نسجل، يعتبر هذا التاريخ بمثابة عقد الحرية لبهاء سلطان.

في الوقت نفسه وبعد أكثر من سبع سنوات من أزمة الفنان بهاء مع المنتج نصر محروس، خرجت شائعات جديدة على السوشيال ميديا حول اعتزال المطرب بهاء سلطان واتجاهه لتقديم الأناشيد والابتهالات الدينية، بدلاً من الغناء، بعد مقابلته لأحد الشيوخ بمحافظة الإسكندرية .

خلال الأسبوع الماضي ظهرت حالة كبيرة من الجدل بين رواد السوشيال ميديا بعدما نشر أحمد علي درويش إمام وخطيب مسجد الإمام البوصيري بمحافظة الإسكندرية عبر حسابه الخاص على "فيس بوك" لقاء يجمعه بالفنان بهاء سلطان وكتب تعليق على الصورة أنه في طريقه للاعتزال والاكتفاء بطرح الأناشيد والابتهالات الدينية، ليستكمل الأمام باقي تعليقه "تحدثت مع بعض الشباب عنه أمس، وإنني أرى بداخله إنسانًا آخر، فأكد لي واحد منهم أنه يعتزم هذه الأيام اقتصار وتوجيه نشاطه الفني بأكمله للابتهالات والمدائح النبوية فدعوت الله له، وإذ بي اليوم قبل صلاة الفجر فوجئت بدخوله علي مُسَلِمًا مبتسمًا يريد أن يفضفض وأن يلقي ما بداخله وما على عاتقه من أحمال، مريدًا من يأخذ بيده، متمنياً اقتصاره على الفن الهادف والابتهالات والأناشيد، ومن خلال جلستي معه تأكد لي انطباعي الطيب عنه.

في الوقت ذاته قررت وزارة الأوقاف ايقاف الإمام أحمد علي درويش إمام مسجد الاسكندرية وإحالته للتحقيق معه، على خلفية ما سبق.

تواصلت "أخبار الحوادث" مع ناصر مدير أعمال الفنان بهاء سلطان الذى نفى ما صرح به إمام المسجد جملة وتفصيلا.

لم يكن بهاء سلطان الضحية الوحيده لعقود الاحتكار، ولكنه كان مثالا صارخًا للذبح الفنى، فالفنان الشاب محمد الشرنوبى سقط فى فخ عقود الاحتكار.

الأمور كانت تسير بشكل طبيعى مع الشرنوبي الذى كان يجهز نفسه لإحياء حفل زفاف داخل أحد الفنادق الشهيرة بمنطقة الهرم، لكن لم يتخيل "الشرنوبى" أنه فى  الوقت الذى يمسك بيده "ميكرفون" كانت المنتجة سارة الطباخ تمسك بيدها قلم لتحرير محضر  ضده داخل قسم شرطة الهرم حمل رقم 17387 لسنة ، 2020بدعوى أنها الوكيل الحصرى للمطرب "محمد الشرنوبى" لغنائه فى إحدى حفلات الزفاف دون موافقة الشركة، كما اتهمت "الطباخ" خالد كمال فى المحضر بانتحال صفة مدير أعمال "الشرنوبى"، وقالت إنها سوف تحرك ضد مدير أعماله دعوى قضائية.

كما حذرت المنتجة كل الشركات الإنتاجية ومتعهدى الحفلات، من التعامل مع المطرب حتى لا يتعرضون للمساءلة القانونية، لأن عقد الفنان مازال ساريًا وكافة ادعاءاته التى يروجها مع الشركات والمعلنين عن فسخ تعاقده باطلة، ويحاول توريط الشركة مع الشركات الإنتاجية والمتعهدين .

كما أكدت أن التعاقد على الحفلات والأفراح والأعمال التمثيلية والإعلانية وحتى الظهور الإعلامى، يتم من خلالها وذلك طبقا لبنود العقد، لتعلن أن الشرنوبى ممنوع من الغناء بأمر "الطباخ".

وبالتواصل مع حسين هلال محامى المطرب "محمد الشرنوبى" أكد حصوله على الموافقات اللازمة لإحياء أحد الأفراح دخل فندق شهير بالهرم، كما أشار إلى أن المنتجة سارة الطباخ قامت بحملة ضخمة للتشهير به بعد إحياء أحد حفلات الزفاف بعد فشلها في إلغاء الحفل بضغط على الفندق .

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل