المحتوى الرئيسى

زاهي حواس يكشف لـ"العين الإخبارية" حقيقة "اللعنة" ويعترف: أحببت ديانا

10/30 08:19

ماذا لو قررت البعثات الأجنبية ألا تأتي إلى مصر مجددا؟.. هل سيظل تاريخنا الفرعوني مدفونا، لأن هذا العلم لا يعرف أسراره إلا الأجانب؟.

وفي حواره مع "العين الإخبارية" كشف الدكتور حواس تفاصيل هذه الأوبرا، كما كشف عن أبرز ضيوفه من الأجانب الذين صاحبهم في رحلاتهم إلى منطقة الأهرامات، وأبرز الاكتشافات الهامة التي ستعلن نتائجها قريبا، وأصل ما يشاع عن وجود "لعنة الفراعنة" وما يعرف بـ " الزئبق الأحمر".. وإلى نص الحوار.

لم ينتظر استكمال السؤال وخرجت الكلمات من فمه سريعة: حصلت في يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول على موافقة المصنفات الفنية على النص، وأرسلته في نفس اليوم إلى الدكتور مجدي صابر، رئيس دار الأوبرا، حيث سيتم عرض الأوبرا في مسرح الأوبرا يوم 22 مارس/ آذار المقبل، حال استقرت الأمور فيما يتعلق بجائحة كورونا.. وقد اتفقت مع موسيقار إيطالي اسمه ليوني زيموني على تلحينها، كما سيكتب السيناريو الخاص بها الكاتب الإيطالي فرانسيسكو بنكاتنيا، ونتعاقد حاليا مع مطرب أوبرالي إيطالي شهير يدعى هوسيه كراريز ليقوم بغنائها.

 لن أستطيع كشف التفاصيل، ولكن ما أستطيع قوله إنها مستوحاة من التاريخ، ولذلك فإن أحداثها لا ترتبط ارتباطا كاملا بما جاء في التاريخ، يعني مثلا نحن لا نعرف حتى الآن كيف ماتت نفرتيتي، فعندما أتحدث في الأوبرا عن أنها ماتت بطريقة ما، فليس معني ذلك أني توصلت بالفعل لحقيقة تاريخية.

وهذا عمل درامي، وهناك فرق بين الدراما التي تكون أحداثها مستوحاة من التاريخ، لكنها لا تكشف عن أحداثه كما وقعت بالفعل، وبين الدراسة العلمية التي تنشر في دورية علمية، وتكون تفاصيلها موثقة بالأدلة والبراهين، فمثلا عندما كتب الكاتب العالمي نجيب محفوظ "كفاح طيبة"، و"عبث الأقدار"، فإن ما جاء فيها من أحداث لا يمت للواقع بصلة.

 بكل ثقة يرد: أبدا لم أخف، فأنا لدي توجه وهو تمصير وتوطين كل ما يفعله الأجانب، فكما نجحت في تدشين مدرسة مصرية متخصصة في الحفائر تنافس المدارس الأوروبية، وقمت بتأسيس مدرسة مصرية متخصصة في دراسة الحمض النووي للمومياوات وإجراء الأشعة المقطعية، كان لدي دافع لاقتحام هذه المنطقة أيضا، وهي الدراما التاريخية، التي ارتبطت أيضا فيما يتعلق بالحضارة المصرية بالأجانب من خلال أوبرا عايدة، التي ألفها ميريت باشا عالم المصريات الفرنسي الشهير، ولحنها الموسيقار الإيطالي الشهير فيردي، وقد أصبحت هذه الأوبرا قديمة، فكان لابد من وجود عمل جديد.

يحافظ على نبرته الواثقة وهو يقول: إن لم يفوقها فلن يقل، وسيعرض العمل بداية في دار الأوبرا، وعندما يحقق النجاح المطلوب إن شاء الله سيعرض مع افتتاح المتحف المصري الكبير العام المقبل، وبعدها سيلف العالم في عام 2022 احتفالا بمرور 100 عام على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون في 4 نوفمبر من عام 1922.

عندما اكتشف المقبرة هوارد كارتر، ولورد كارنفون، كان الأخير قد أعطى حق النشر عن الاكتشافات لصحيفة " لندن تايمز"، فأثار ذلك ضيق الصحفيين الآخرين، فانتهزوا فرصة وفاة لورد كارنفون بعد أيام من اكتشاف المقبرة، وألفوا القصص عن وجود "لعنة الفراعنة"، وقالوا إن هناك نص داخل المقبرة يتوعد أي شخص يدخلها بالموت، وهذا غير صحيح، وبالمناسبة فإن الحديث عن وجود لعنة للفراعنة لا يضايقني، بل بالعكس هو أحد أسباب الشهرة للآثار المصرية، ويخلق حالة من الإثارة حولها، ولكن عندما أتحدث عنها فأنا أوضح الحقائق وأقول إنها غير موجودة. 

أتفق معك، فمن الوقائع الشهيرة في هذا الإطار أنه في عام 1976 كان هناك معرض كبير لآثار توت عنخ آمون تجول في أكثر من دولة حول العالم، وأثناء وجود المعرض في أمريكا حدث إغماء لسيدة تزور المعرض أثناء نظرها لقناع توت عنخ آمون، وتبين أن السببب في الإغماء هو أنها كانت تنظر باهتمام بالغ وفي وقت واحد للقناع، وأثناء اجراء الأشعة المقطعية لموياء توت عنخ آمون حدث عطل في جهاز الأشعة، وقيل أيضا وقتها إنها لعنة الفراعنة.

يضحك قبل أن يقول: فعلا هذه من الأحداث التي تردد خلالها أن لعنة الفراعنة أصابتني، والقصة باختصار أني كنت أقوم بحفائر للكشف عن مقبرة كليوباترا، فسقط حجر من مسافة قريبة على رأسي، وتسبب في مشكلة بعيني، وأجريت جراحة في أمريكا على نفقة الدولة، والحمد لله تجاوزت هذه الأزمة، ومن ستر الله سبحانة وتعالى أن الحجر لم يسقط من مسافة أبعد، وإلا كانت قوة الاصدام كبيرة، وكانت الخسائر أكبر.

بالضبط، هذه من ضمن المشكلات التي كانت تواجه من يقوم بالحفائر، ولكننا الآن عندما نكتشف مقبرة، نفتحها لفترة يومين حتى يتم طرد الهواء الفاسد من داخلها، ويكون هناك قدر كبير من الأمان عند دخولها.

 ترتسم على وجهه ابتسامة عريضة قبل أن يقول: بطل هذه الوقائع رئيس العمال في منطقة الأهرامات، وكان يحذرني بأن من سيدخل سرداب أبوالهول سيصاب بلعنة الفراعنة، وكنت أرد عليه ساخرا: أنا أرسلت عالم أمريكي قبلي، أخذ اللعنة، حتى أستطيع الدخول بأمان.

ارتسمت على وجهه علامات الثقة قبل أن يقول: أنا لا أقل شهرة عنهم، ومن يأتي لمنطقة الأهرامات يعرف ثقلي العالمي جيدا، وأنا أتعامل معهم بندية.

يطلق ضحكة عالية قبل أن يقول: الكاتب الصحفي الراحل محمود صلاح كتب في آخر ساعة تقريرا حمل عنوان (مصري آخر غير دودي أحب ديانا)، وكان هذا التقرير تعليقا على الصور التي جمعتني بها.

يواصل الضحك قبل أن يقول: كانت ذكية جدا، وجمالها في ذكائها، ولا أنكر أني أعجبت بها على المستوى الشخصي، فقد كانت جميلة في كل شيء، في ذكائها وضحكتها.

 أغلب من جاء إلى منطقة الأهرامات من المشاهير صارت بيننا صداقة، وألتقي هؤلاء المشاهير عندما أسافر إلى بلادهم.

تخرج الكلمات من فمه سريعة وحاسمة: تستحق الطرد، فقد تعدى حارسها على المصورة الخاصة بي، وألقى بالكاميرا الخاصة بها على الأرض، لمنعها من التقاط الصور، وهذا سلوك مرفوض تماما، لذلك لم أتردد وطردتها على الفور، رغم أنها هي من طلبت اللقاء معي، وبالمناسبة لا أحد يستطيع غيري أن يتخذ هذا القرار، فشهرتها كانت ستدفع أي شخص للتفكير ألف مره.

يرد بكل ثقة قائلا: لم أخش إطلاقا حدوث أية عواقب، ولم أتلق أي لوم من أحد، وبالمناسبة أنا كنت أمين عام للآثار لمدة 10 أعوام بقوة وزير، ولم يكن أحد يراجعني فيما أفعل.

 كان بيننا علاقة قوية في العمل حينما كان وزيرا للثقافة، ولو كان يغار مني لم يكن ليقدم على خطوة اختياري لهذا المنصب، وبالمناسبة عندما اختارني لامه على ذلك وزير الإسكان حينها سليمان متولي، ووزير التربية والتعليم حسين كامل بهاء الدين، وقالوا له إن نجاحي من الممكن أن يكون سببا في التأثير على وجوده بالمنصب، ولكن كانت أبرز مزايا فاروق حسني أنه يريد أن ينجح، فكان يستقطب الناجحين إلى جواره، فاستقطب أسماء كلها قامات كبيرة مثل سمير سرحان وفوزي فهمي وأحمد نوار، وهذه ميزه الشخص الناجح الواثق من قدراته، أما الشخص الفاشل، فيخاف من وجود الناجحين إلى جواره.

ذلك أحد الاكتشافات الهامة للفريق المصري، وهناك اكتشاف آخر، أننا توصلنا أنه لم يقتل، كما كان يعتقد، ولكن يرجح أنه توفي في حادثة، كشف عنها قطع كبير يوجد في القدم اليسرى.

دعنا نتفق في البداية على أنه لم يقتل، لأن القطع الذي وجد في الرأس، والذي كان يستند إليه البعض في ترجيح أنه قتل، أثبتنا أنه كان يتم إحداثة في الأجسام من الأسرة الـ 18 بعد وفاتها لوضع مواد التحنيط في منطقة الدماغ، أما القطع الموجود في القدم اليسرى فتقول نطريتنا إنه نتيجة حادثة، وإنه حدث تسمم في الجسم نتيجة هذا القطع، وسنحسم هذا الأمر قريبا بعد استيراد أداة تشخيصية قادرة على اكتشاف هذا الأمر.

من المنتظر قريبا إعلان تفاصيل وفاة الملك سقنن رع، أول من حاول طرد الهكسوس من مصر، ومؤخرا من المؤكد أنك تابعت الاكتشاف الخاص بالمومياء الصارخة بالمتحف المصري، حيث أثبتنا أن صاحبها مات بسكتة قلبية.

عندما علقت على ما قاله الشيخ علي جمعة، رد بتعليق حمل بعض من السخرية عندما نعتني بـ"مستر زاهي"، فاضطررت للرد عليه، ونعته بـ"مستر علي"، ومشكلة الشيخ علي جمعة أنه أفتى في غير تخصصه، فكما لا يجوز لي أن أتحدث في الدين، لا يجوز له أيضا أن يفتي في الآثار، فنحن لا نملك أي دليل على أن فرعون موسى هو رمسيس الثاني، كما زعم الشيخ علي جمعة.

جاء ذلك لسببين، أولهما أن هوليود عندما تتحدث عن سيدنا موسي تأتي بمومياء رمسيس الثاني، والثاني هو أن عالم فرنسي طلب من الرئيس السادات في عام 1977 سفر المومياء لإجراء فحوصات لإثبات وفاته غرقا، بما يؤكد أنه فرعون موسى، واستمرت الموياء هناك ستة أشهر ولم يصل لشيء، بل إنه سرق شعر رمسيس الثاني، ونجحت في استعادته، والطريقة الوحيدة لإثبات أن أي من الممياوات هو فرعون موسى وجود علامات بالرئة تشير إلى حدوث الغرق، والرئة لا توجد في المومياوات.

لاتوجد قضية من الأساس، فالسبيل الوحيد للعثور على أي معلومات في هذا الاتجاه، هو العثور على كتابات تشير لذلك، وكما قادت الصدفة لكثير من الاكتشافات، ربما تقودنا صدفة تحدث مستقبلا إلى اكتشاف في هذا الصدد، ولا نستبعد ذلك، لأن 70 % من آثارنا لا تزل تحت الأرض. 

تصبح ملامح وجهه أكثر صرامة قبل أن يقول: لا يوجد شيء اسمه الزئبق الأحمر، الحديث عن وجوده هو نوع من النصب والدجل والشعوذة.

القصة تعود إلى اكتشاف حدث في القرن الماضي لقائد عسكري من الأسرة الـ27، ووجدوا بجوار المومياء الخاصة به سائل أحمر، تم وضعه في متحف التحنيط بالأقصر، وبدأت تظهر حينها رواية أن هذا السائل هو الزئبق الأحمر.

المنطق يقول ذلك، الحملة الفرنسية التي اكتشفت حجر رشيد وسجلت الآثار المصرية في كل مكان، لايمكن أن نصدق أنها استهدفت تمثال أبوالهول.

الرواية التي أميل لها هي تلك التي ذكرها المقريزي في أحد كتبه، وتتعلق برجل صوفي اسمه "صائم الدهر" استفزه تقديس المصريين لهذا التمثال، فأحدث به عيبا، كي لا يفتتن الناس به.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل