المحتوى الرئيسى

أبناء الأقصر يتفنون في احتفالاتهم بالمولد النبوي الشريف

10/30 07:49

احتفالات مختلفة شهدتها محافظة الأقصر لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، من حلقات ذكر ومرماح فضلًا عن بيع الحلوى وألعاب الأطفال في أول مناسبة دينية يُحتفل بها منذ مارس الماضي بداية انتشار جائحة فيروس كورونا.

ويتميز أهالي المحافظة السياحية في احتفالاتهم بالمولد النبوي الشريف، بطقوس خاصة تميز كل قرية ومدينة عن الأخرى داخل المحافظة، ومن أهمها حلقات الذكر وسباقات الخيول والمزمار، بخلاف انتشار شوادر الحلوى بالشوارع، التي تمثل طقسًا لا يمكن الاستغناء عنه، وكذلك عرائس المولد التي يحرص الأهالي على شرائها لأولادهم.

في قرية الحبيل بمدينة البياضية جنوب الأقصر، أحيا الشيخ ياسين التهامي، احتفالية الأهالي هناك بالمولد النبوى الشريف، بحضور الآلاف من أبناء محافظة الأقصر والمحافظات المجاورة.

وجهز أهالي القرية ساحات لاستقبال المحتفلين بهذه الليلة وقاموا بمدها بكل ما يحتاجونه من مأكل ومشرب، كعادتهم المواظبة كل عام على أن يحيي احتفالها بمولد الرسول الكريم، الشيخ ياسين التهامي، وذلك لما يحظى به من شعبية جارفة لدى المحبين للاحتفال بمولد سيد الخلق.

وفي عادة سنوية خرج أهالي قرية الحلة بمدينة إسنا جنوب المحافظة، في زفة ودورة المولد العادة الدائمة للقرية ابتهاجًا بمولد رسول الله، وهم ينشدون قصائد في حب الرسول صفلى الله عليه وسلم وزفة تجوب شوارع القرية يتقدمها جمل يحمل موكب مدون على "لا إله إلا الله محمد رسول الله".

تلك الاحتفالات ما هي إلا عادة سنوية يقوم بها أهالي القرية والقرى المجاورة المختلفة بالأقصر، وذلك بالخروج في دورة وزفة شعبية بطقوس دينية مختلفة منها الأناشيد الدينية، وتجهيز جمل يحمل موكب أخضر اللون مدون عليه "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وذلك ابتهاجا بقدوم مولد خير الأنام.

الأمر ذاته تكرر عقب خروج الأهالي إلى شوارع المحافظة، في موكب "دورة المولد"، والذي انطلق من أمام مسجد الشيخ عوض الله بالكرنك القديم، وسط مدينة الأقصر حيث اعتاد الأهالي بالمنطقة كل عام، على الخروج في "زفة" كبيرة، تتقدمها سيارات محملة بمكبرات الصوت، ومنشدين مهللين بالمدائح النبوية.

كما شهدت الأقصر مشاركة عدد من الشباب الأقباط بإسنا لفرحة المسلمين بذكرى المولد النبوى الشريف، حيث حرص الشباب القبطي على توزيع العصائر والمياه المثلجة على أخوتهم المسلمين، في مشهد جميل يعكس مدى الوحدة الوطنية بين المصريين.

جدير بالإشارة إلى أن تلك المناسبة دائمًا ما تعد فرصًة طيبة للأقباط والمسلمين بالمدينة لمشاركة الاحتفالات، لعربوا فيها عن كامل سعادتهم بالاجتماع والمشاركة في المناسبات المختلفة سواء الدينية والاجتماعية وغير ذلك، حيث أن الجميع تربطه محبة الجيرة والصداقة المتواصلة على مدار سنوات طويلة يتخللها تبادل مشاعر الفرح والحزن سويًا داخل مجتمع واحد.

في ذات السياق اختتم أهالي منطقة منشأة العماري، شرق مدينة الأقصر احتفالاتهم بالمولد النبوي الشريف بـسباق الخيول "المرماح" وذلك عقب استمراره لمدة أسبوعين بدأت منذ اليوم الأول من شهر ربيع الأول.

ويعد "المرماح" لأهالي الأقصر خاصة ريفها من أبرز طقوس الاحتفال بالمولد النبوي؛ إذ تتسابق فيه الخيول في الجري والرقص على أنغام المزمار البلدي، وهو عبارة عن حلقات يشارك فيها الخيّالة ويستعرضون فروسيتهم، وتُعد من وسائل الترفيه في مدن الجنوب، ووسيلة لجمع شمل البلاد المجاورة والاحتفاء بمناسبة دينية بعينها، مثل ذكرى المولد النبوي الشريف.

كما تقام في العديد من قرى الأقصر مسابقات لعبة التحطيب أو "غية الرجال"، كما يطلق عليها، يتبارى فيها الرجال بالعصي في حلقة دائرية، يحيطها أهالي القرية وتجرى المنافسة على أنغام المزمار البلدي، بعد أن يقدم كل منهم التحية لفرقة المزمار.

وتلك الاحتفالات كان لها حضور خاص هذا العام إذ أن الأقصر هي المحافظة الوحيدة التي استطاع أهلها تنظيم الاحتفالات دون باقي المجاورة لها بسبب احترازات جائحة كورونا وما تسببت فيه من منع لعديد من الاحتفالات والمناسبات.

وفي غرب المحافظة وبالتحديد في مدينة القرنة مسقط رأس شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، أقامت ساحة عائلته احتفالات دينية بدأت منذ بداية شهر ربيع الأول، احتفالا بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، كما احتفلت قبيلة الحساسنة بذات المدينة بالمولد النبوي الشريف بالاستعراض بالسيوف؛ إذ يستلقي عدد منهم على الأرض، ويضعون طرف السيوف الحادة فوق بطونهم، ليقوم آخر بالسير عليها بقدمه بالضغط على الجانب الآخر، ورغم ذلك لم تحدث لهم إصابات، ومن ثم تكرار الأمر بوضع السيوف على ألسنتهم ويقوم أحد الشيوخ بالوقوف عليها بمساعدة آخرين.

كما شارك عدد من شباب مركز إسنا، جنوب الأقصر، فرحة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بتوزيع الشربات والعصائر والأرز باللبن والحلوى على المارة في الشوارع وعلى الأطفال، ذلك إلى جانب احتفال أقباط المدينة مع إخوتهم المسلمين بالمولد النبوي، من خلال تقديم مشروب الشربات للمارة في الشوارع، في مظهر يعبر عن الوحدة الوطنية والتكاتف والترابط بين قطبي الأمة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل