المحتوى الرئيسى

في عيد ميلاد المتمردة.. نوال السعداوي كاتبة بدرجة طبيبة

10/27 15:30

يحل اليوم عيد ميلاد الكاتبة نوال السعداوي المولدة عام 1931، في كفر طلحة بمحافظة القليوبية، فقد كان والدها يقدر العلم ودائم الإصرار على أن يعلم أبنائه العشرة، كمسئول في وزارة التربية والتعليم.

ورثت نوال منه الشجاعة وحب الوطن وقول الحق حتى لاحظ عليها القوة والجرأة وشجعها على ذلك وأصر أن تتعلم اللغات حتى توفى، وبعد وفاته مباشرة توفيت والدتها وتركتها بمفردها تتولى مسئولية اخواتها التسعه، وكانت مثال للقوة والتحمل بالرغم من توليها مسئولية أخواتها إلا أنها استطاعت أن تلتحق بطب القاهرة.

تخرجت عام 1955، وتخصصت في الأمراض الصدرية وبدأت حياتها المهنية في مستشفى قصر العيني ثم ابدت اهتمامها بالطب النفسي، سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتحصل على الماجستير في علوم الصحة من جامعة كولومبيا عام 1966.

عام 1957 أصدرت مجموعتها القصصية الأولى بعنوان "تعلمت الحب"، تكلمت عن نفسها بشكل مباشر وعن الانعكاسات التي عاشتها كمؤلفة وكطبيبة، وشرحت أن المجتمع في حاجة أكيدة للحب، ولكن كان من منظورها أن هذا الحب ليس بين الرجل والمرأة أو الأم وأولادها أو الأب وأبنه ولكن هو العلاقة بين الطبيب الإنسان ومرضاه حينما يوهب حياته من أجل الآخرين دون النظر للمال.

وأصدرت مجلة الصحة لنشر جميع آرائها ومعتقداتها دون خوف، إلى أن أغلقت لتعمل في وزارة الصحة كمدير مسئول عن الصحة العامة وأمين مساعد في نقابة الأطباء، حتى تمت إقالتها إثر كتابها "المرأة والجنس" عام 1972.

من عام 1973 إلى 1978 عملت في المعهد العالي للآداب والعلوم ولم تتوقف أبدًا عن الكتابة ونقل اضطهاد المرأة العربية التي اشتهرت بها ونشرت روايتها الأكثر شهرة "المرأة في بوينت زيرو" في بيروت ثم رواية "وفاة الله من قبل النيل" ثم رواية "الوجه المخفي للحواء النساء في العالم العربي".

في عام 1981 انتقدت الرئيس السادات، فتم اعتقالها ليطلق سراحها بعد شهر واحد من اغتياله، في عام 1983 أصدرت "مذكراتي في سجن النساء"، وقالت فيما بعد أنها حين خرجت من السجن كانت تتمنى كتابة برقية شكر إلى السادات الذي جعلها تحول الألم والشقاء والمعاناة إلى عمل إبداعي.

في عام 1987 كان الرفض الأكبر لها ولأفكارها حين صدرت النسخة الأولى من كتاب "سقوط الإمام" الذي كتبت فصله الأول في السجن وقالت انها استلهمت من شخصية أنور السادات بطلًا لروايتها وحوصرت بفتاوى الكفر والإلحاد، والتهديد بالقتل، مما جعلها تقبل عرض للتدريس خارج مصر، وسافرت عام 1988، وحاضرت في جامعات ديوك، وشمال كارولينا، وواشنطن، لكن أفكارها وآرائها لم تكن حبيسة مجتمع واحد أو بيئة واحدة، إنما هي طليقة المبدأ والفكرة، لذلك واجهت صراعات في رحلتها بالخارج بسبب انتقادها للنظام الغربي ونشرت السعداوي روايتها الأخيرة بعنوان "الرواية في القاهرة" عام 2004.

حصلت نوال على العديد من الجوائز العربية والعالمية منها جائزة الشمال والجنوب من المجلس الأوروبي، وجائزة ستيج داجيرمان من السويد وجائزة رابطة الأدب الأفريقي وجائزة جبران الأدبية،

وجائزة من جمعية الصداقة العربية الفرنسية وجائزة من المجلس الأعلى للفنون والعلوم الاجتماعية، بالإضافة إلى الدكتوراه الفخرية من قبل الكثير من الجامعات الأجنبية.

رغم وصفها الدائم للزواج بالمؤسسة العبودية والظالمة، إلا أنها تزوجت ثلاث مرات، أولها كان من زميلها أحمد حلمي وحدث الانفصال بعد عامين بسبب ادمانه ومحاولته قتلها، وانجبت منه ابنتها منى صحفية وأديبة تسير على خطى والدتها بكل وضوح.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل