بـ"نية حسنة وثوابت".. مصر تأمل في "بداية مختلفة" لملف سد النهضة

بـ"نية حسنة وثوابت".. مصر تأمل في "بداية مختلفة" لملف سد النهضة

منذ 3 سنوات

بـ"نية حسنة وثوابت".. مصر تأمل في "بداية مختلفة" لملف سد النهضة

في إشارة على رغبة القاهرة بحل ملف سد النهضة الشائك، أكد مسؤول مصري إمكانية التوصل إلى اتفاق عادل لو توفرت إرادة حقيقية لدى الدول الثلاث المعنية، مصر وإثيوبيا والسودان.\nويعقد وزراء الخارجية والري في الدول الثلاث اجتماعا بالفيديو، الثلاثاء، بدعوة من جنوب إفريقيا وبرعاية الاتحاد الإفريقي، بحثا عن "بداية مختلفة" للوصول إلى اتفاق عادل ودائم بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبي، حسب تعبير المتحدث باسم وزارة الري المصرية محمد السباعي.\nوالاثنين أعلنت وزارة الري المصرية أن القاهرة ستشارك في الاجتماع، بهدف إعادة إطلاق المفاوضات الخاصة بسد النهضة، المتوقفة منذ نهاية شهر أغسطس الماضي.\nوقال السباعي لموقع "سكاي نيوز عربية" إن جنوب أفريقيا وجهت دعوة إلى الدول الثلاث للاجتماع، الثلاثاء، و"قبلنا الدعوة والمشاركة بكل نية صادقة من أجل تقريب وجهات النظر والوصول إلى تحقيق اتفاق عادل ومستدام بشأن النقاط الخلافية المتعلقة بسد النهضة، كما كانت مصر دائما سباقة فى هذا الإطار".\nلا أجندة واضحة.. والجلسة إجرائية\nوحول أجندة الاجتماع، نبه السباعي إلى أن جلسة الثلاثاء ستكون "إجرائية بحضور وزراء الخارجية والري أو من يمثلهم، وذلك عبر تقنية فيديو كونفرانس. ولا نستطيع أن نقول إن هناك أجندة واضحة وهو أمر سيتضح عقب الجلسة".\nوأردف المتحدث: "نأمل أن تسفر الجلسة الإجرائية عن توضيح الأسس التي سيتم التفاوض على أساسها، والخطوات التالية التي نتمنى أن تكون بداية مختلفة للوصول لاتفاق عادل ومستدام".\nوإذ أقر السباعي أن المفاوضات حول سد النهضة "شاقة وطويلة"، فإنه أكد أنه "إذا ما توفرات الإرادة الحقيقية والسياسية من كافة الأطراف، سنصل جميعا لتوافق واتفاق عادل".\nورأى أن "المفاوضات، لا سيما في هذه الملفات الضخمة، لا بد أن تتسم بطول البال وحسن النية والرغبة الصادقة فى الوصول لتوافق، وهو أمر سيظهر فى الجلسات المقبلة".\nوأشار المتحدث باسم وزارة الري المصرية أن القاهرة "كانت ولا تزال لديها كافة السيناريوهات التي يمكن أن تقرب وجهات النظر، وتحل النقاط العالقة خاصة فيما يتعلق بآلية تشغيل وملء السد".\nلكن السباعي أكد في الوقت ذاته أن "هناك ثوابت مصرية نضعها نصب أعيننا دائما، وسيتم تقديرها والنظر إليها بعين الاعتبار حتي يمكننا الوصول لتوافق عادل".\nكما أبرز المسئول المصري أن "المياه بالنسبة للمصريين قضية حياة ووجود وليست رفاهية، حيث نعتمد علي مياه نهر النيل بنسبة تتجاوز 97 بالمئة من مورادنا المائية، ولدينا عجز مائي واضح جدا وفجوة مائية نعاني منها بشكل مباشر، ولدينا خطط وإستراتيجيات تكلفنا المليارات لكي نستطيع التعامل مع هذه الفجوة".\nوبسؤاله عن ربط البعض بين استئناف مفاوضات سد النهضة وحديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخير حول سد النهضة، أجاب: "نحن نتحدث هنا من جانب وزارة الري الفنية ونتعامل مع الواقع لا الاستنتاجات، والقاهرة تلبي دعوة رسمية من دولة جنوب إفريقيا بوصفها رئيس للاتحاد الإفريقي".\nوكان ترامب دعا رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، الجمعة، إلى التوصل إلى حل ودي للخلاف بشأن سد النهضة بين السودان ومصر من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى، موجها تحذيرا غير مسبوق لأديس أبابا.\nوقال ترامب في مكالمة مع حمدوك أمام صحفيين في البيت الأبيض، إنه أبلغ مصر أيضا نفس الشيء، مضيفا أن "الوضع خطير"، وأنه قد ينتهي الأمر بالقاهرة بأن "تنسف هذا السد".\nوكان وزير الري السوداني ياسر عباس قد بعث برسالة لوزيرة التعاون الدولي بجنوب إفريقيا جي باندورا، شدد فيها على "تمسك السودان بالمفاوضات الثلاثية برعاية الاتحاد الإفريقي، للتوصل لاتفاق ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة".\nوأكد عباس أنه "لا يمكن مواصلة التفاوض بنفس الأساليب والطرق التي تم اتباعها خلال الجولات السابقة، التي أفضت إلى طريق مسدود من المفاوضات الدائرية".\nوتختلف السودان ومصر مع إثيوبيا حول آلية ملء وتشغيل سد النهضة، وتصاعدت حدة الخلاف بين القاهرة وأديس أبابا قبل أشهر مع إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بدء ملء خزان السد قبل الموعد المتفق عليه.\nومنذ بدأت إثيوبيا تنفيذ المشروع عام 2011، تباينت وجهات نظر البلدان الثلاثة حياله، ففي حين ترى أديس أبابا أنه يدعم تننمية المجتمعات المحلية ويرفع الدخل القومي للبلاد، تتخوف القاهرة من أنه سيعمق أزمة المياه التي تعيشها.\nأما بالنسبة للسودان، فيبدو موقفه في الوسط، إذ يمكن أن يستفيد من السد في الحصول على مصادر طاقة رخيصة تجنبه مشكلة النقص الكبير في الكهرباء، إضافة إلى حمايته من موجات الفيضانات المتكررة التي كانت أحدثها في أغسطس الماضي، عندما اجتاحت المياه مساحات واسعة من البلاد وأدت إلى مقتل أكثر من 100 شخص وشردت نحو نصف مليون.\nلكن على جانب آخر، يتخوف السودانيون من أن يؤدي السد إلى تأثيرات بيئية ضارة ونقص في مناسيب المياه في بلادهم.\n\n\n\n\n\n

الخبر من المصدر