المحتوى الرئيسى

ابتدا المشوار.. أولاد الغلابة يجتمعون في "سنة أولى طب"

10/26 19:26

"إبراهيم" في الكلية مرتديا الكمامة

تعب الأبدان لم ينل من عزيمتهم وتمسكهم بالحلم.. مضى كل منهم فى طريقه، ساعياً إلى كسب رزقٍ يعينه على ظروف الحياة، ويدفعه إلى الأمام صوب هدفه، بالالتحاق بكلية الطب جامعة الإسكندرية، وبث أمل فى قلوب ملايين يعيشون نفس الظروف، بقرب الحصاد، فما ضاع حق وراءه مطالب.

على أعتاب الكلية، سقطت ألقابهم «بائع الفريسكا.. بائعة الأحذية.. ابنة حارس العقار.. ابنة بائعة الخضار»، ليحملوا جميعاً اللقب الأحب إلى قلوبهم «طالب الطب»، عاقدين العزم على مواصلة طريق التفوق، حتى وإن أقلقهم البعد عن الأهل والأصدقاء، فلا وقت لحنين وذكريات، ولا مجال إلا للدراسة والكفاح.

ارتدى قميصاً مهندماً أخضر اللون، وساعة بسيطة بيده اليسرى، ولم ينسَ الكمامة، حاملاً حقيبته ومتوجهاً صوب أولى خطوات تحقيق حلمه، حيث كلية الطب بجامعة الإسكندرية، ليكون بين طلاب الفرقة الأولى. هكذا بدأ إبراهيم عبدالناصر، المعروف إعلامياً بـ«بائع الفريسكا»، فصلاً جديداً من حياته، بعد تفوقه فى الثانوية العامة وحصوله على مجموع أكثر من 99%، باعثاً الأمل لشباب كثر يعيشون ظروفاً صعبة، ومتمسكين بالحلم.

شعور بالسعادة والفخر لازم «إبراهيم» فى أول يوم دراسة، مطلقاً العنان لدموع الفرحة تملأ وجهه، بحسب ما عبر عنه: «عينى دمعت لما دخلت الكلية.. مجهود وتعب سنين جنيته فى لحظة»، ليجد الشاب الطموح نفسه معروفاً بين زملائه وأساتذته بمجرد أن وطئت قدماه الكلية، ولاقى تشجيعاً وثناء زاده حماساً للتفوق، وبادلهم التعامل الراقى المغلف بفرحة وتعاون: «من فرحتهم بيا اتصوروا سيلفى معايا». لم تشغل بال «إبراهيم» السيارة التى حصل عليها كهدية لتفوقه بعد شيوع قصته، ولم يفكر فى الذهاب بها إلى كليته، مبرراً ذلك بأنه لا يريد أن يكون متميزاً عن أصدقائه، بجانب عدم تمكنه من قيادتها، لذلك اعتمد على وسائل المواصلات للوصول إلى «طب الإسكندرية».

تعلُّم قيادة السيارة، ليس من أولويات «إبراهيم» فى الوقت الحالى، كونه يركز على الدراسة، كما يغلق هاتفه باستمرار، حتى لا يضيع وقته: «بحاول أبعد عن الإعلام عشان أتحمل المسئولية، وأبقى عند ثقة الناس بيا»، فضلاً عن التحاقة بدورات لتعلم اللغة الإنجليزية، لتعينه على الدراسة بالكلية، التى يذهب إليها مرة واحدة فى الأسبوع فى ظل الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد: «عايز الناس كلها تدعى لى، وهبقى عند حسن ظنهم، وهاستكمل رحلة التفوق».

بملابس بسيطة ووجه مشرق تعلوه الابتسامة، وطئت قدم «هبة» أسوار كلية الطب جامعة الإسكندرية، لتبدأ أولى خطواتها نحو تحقيق حلمها، بأن تكون طبيبة تداوى جراح من لا يملكون ثمن العلاج.

فرحة هبة حامد محمود، المعروفة إعلامياً باسم «ابنة حارس العقار»، بالالتحاق بالكلية يفوقها اعتزازها بوالدها، الذى تدين له بالفضل فى ما وصلت إليه، فلم يبخل يوماً بنفقات تعليمها ودروسها، ودخله الشهرى لا يتعدى ألف جنيه، كحارس لعقار بمنطقة «فلمنج» شرقى الإسكندرية.

«أول ما عديت من باب الكلية حسيت وكأن كل تعب المذاكرة راح وربنا حقق دعائى»، بحسب «هبة»، التى تحمس لقصة كفاحها الدكتور عصام الكردى، رئيس جامعة الإسكندرية، واستجاب لرغبتها وأصدر قراراً بالتحاقها بكلية الطب بمنحة مجانية، فظروفها المادية لا تتحمل نفقات دراسة الطب.

اليوم الأول لـ«هبة» فى الكلية كان مميزاً، لم يكن بمقدور والدتها أن تتركها وحدها دون مشاركتها الفرحة، فذهبتا معاً، وافترقتا عند باب الكلية، لتواجه الشابة الطموحة مصيرها: «قابلت أصحابى واتعرفت على ناس جديدة، ومتفائلة بالدراسة فى الكلية، وأتمنى التوفيق».

لم يتعرف على «هبة» زملاء بالكلية، وبدت كأى طالب آخر، يسعى لتكوين صداقات جديدة، والتعرف على نظام الدراسة، موضحة أن أصدقاءها الجدد من محافظات مختلفة، وانشغلوا فى أولى المحاضرات بكيفية الحصول على المحاضرات «أون لاين» واستخدام بنك المعرفة المصرى، ولم تكتفِ «هبة» بحضور المحاضرات، وتدوين أهم النقاط التى أثيرت خلال المحاضرة، وإنما قررت شراء الكتب الجديدة، لاسترجاع دروسها أولاً بأول وبشكل جدى، عاقدة العزم على مواصلة النجاح وبتفوق.

فرحة والدتها ربما فاقت الالتحاق بكلية الطب بجامعة الإسكندرية، ففى لحظة نسيت سنوات الشقاء فى سوق الخضار ومرض الزوج، وشعرت بالفخر تجاه ابنتها، التى أصرت على تنحيتها جانباً عن العمل، للتركيز فى المذاكرة، حتى حصلت على مجموع 99.15% أهّلها لدراسة الطب. ياسمين يوسف البياع، لن تنسى أول يوم فى الجامعة، ليس فقط لفرحتها بالمدرج والزملاء، وإنما لمرافقة والدتها لها طريقها إلى الجامعة، وبداخلهما شعور بسعادة واعتزاز بالنفس لا يوصف.

«مبسوطة جداً إنى حققت حلمى، ودخلت الكلية»، بسعادة قالتها «ياسمين» وحكت عن اليوم الأول لها بـ«طب الإسكندرية»: «انتابنى مزيج من المشاعر، كنت مبسوطة وتعبانة فى نفس الوقت ومتوترة، بس كنت حاسة إنى هشوف عالم تانى مختلف.. ويارب يكون حلو».

خوف والدتها عليها دفعها للذهاب معها فى أول يوم جامعة، ليس ذلك فحسب، بل انتظرتها أمام الجامعة لحين انتهاء محاضراتها والعودة معاً إلى البيت: «والدتى كانت بتدعيلى كتير، وتقول لى ربنا يكرمك وتقدرى تساعدى كل الناس».

ردود فعل متباينة لاقتها فى كلية الطب، فاستقبلها بعض الزملاء بسعادة والتقطوا «سيلفى» معاً، بينما لم يكتشف آخرون أنها «ياسمين»، الطالبة التى تحدث عنها الجميع الأيام الماضية: «صحابى كانوا مبسوطين وفرحانين، وعاوزين إنى أتصور معاهم، ورغم إنى مابحبش الصور امتثلت لرغبتهم واتصورت، وفى نفس الوقت طلاب كتير لا اتكلموا معايا ولا عرفونى، والصراحة كده أحسن، أنا كده مرتاحة أكتر».

تتمنى «ياسمين» أن تفيد الجميع بالتحاقها بـ«طب الإسكندرية»، مؤكدة أن لها هدفاً تسعى لتحقيقه: «نفسى أعمل علاج للفيروسات اللى بتهاجمنا، بس مش علاج كيميائى، علاج باستخدام الجينات، بس مش عارفة أبدأ منين وإزاى».

شعور بالفرحة تسلل إلى قلبها بمجرد أن فتحت عينيها باكراً فى أول أيام العام الدراسى الجديد، ارتدت ملابسها الجديدة، قبَّلتها والدتها وحضنتها بالدموع، داعية المولى أن يوفقها ويكفيها شر الطريق.. آية طه حسين كانت حديث ومحط أنظار الجميع، بعد تفوقها فى الثانوية العامة بمجموع 99.5%، رغم مساعدتها لوالدتها فى بيع الأحذية، لتُعرف إعلامياً بـ«بائعة الأحذية»، وتحصل على منحة من الأزهر الشريف لدراسة الطب بجامعة الإسكندرية.

«كنت فرحانة جداً إنى شفت الجامعة والكلية، كانت حاجة مبهجة، وانبسطت أكتر لما شفت المدرج والطلبة والدكاترة»، قالتها آية، محاولة وصف شعور غريب انتابها بين فخر واعتزاز، رغم أن زملاءها فى الكلية لم يعرفوها: «اتقسمنا مجموعات، كل 100 فى مجموعة، بس زملائى فى الكلية ماعرفونيش، والمدرج كله لطلاب من دول تانية».

تستعد «آية» إيضاً للالتحاق بالمدينة الجامعية خلال أيام، ورغم فخرها بما حققته، تشعر بالحزن بسبب اضطرارها للإقامة بعيداً عن أهلها خلال الفترة المقبلة، حيث تدرس فى الإسكندرية بينما يقيم أهلها فى محافظة البحيرة: «زعلانة إنى هكون بعيدة عن أهلى، بس مستقبلى أهم ولازم أسعى عشان أحقق أحلامى».

تسعى «آية» فى أيام دراستها الأولى بالكلية إلى تكوين صداقات جديدة، تعرّفت على زميلة، وعبّرت لها عن سعادتها بمعرفتها، متمنية أن تدوم علاقتهما: «قالت لى إنها فرحانة إن فيه بنات زيى، وإنى رغم الظروف الصعبة وصلت لحلمى، وفرحانة إن احنا هنكون أصحاب».

لا تعمل «آية» مع والدتها بسبب انشغالها بدراستها وكليتها، لكنها اتفقت معها على وجودها بجانبها خلال إجازة الفصل الدراسى الأول: «انشغالى بدراستى خلانى أبعد عنها، بس اتكلمت مع ماما إنى هأقعد معاها فى الإجازة، ومتطمنة عليها عشان المحافظ جاب لها كشك تبيع فيه الأحذية وترص فيه البضاعة».

كما تحاول «آية» الالتحاق بدورات تدريبية فى بعض مواد الكلية واللغة الإنجليزية، لتكون مستعدة للدراسة والتفوق كعادتها.

الرغبة فى إدخال السرور على قلوب أطفال مستشفى 57357، تحديداً من يعانون من سرطان فى الدم، ومحاولة التخفيف عن معاناتهم من صعوبة العلاج، دفعت أشرف محروس الشهير بـ«كابونجا»، 39 عاماً، مؤسس أول اتحاد مصارعة فى الشرق الأوسط، للتفكير فى تنظيم عرض ترفيهى فى المستشفى، مع مراعاة أداء حركات المصارعة بطريقة تمثيلية، لعدم حث الأطفال على العنف.

مشاركة عدد من الأطفال فى العروض ضد مصارعى الاتحاد، هو ما ينوى «كابونجا» تنظيمه، ويحكى أنه قدم طلباً لرئيس المستشفى الدكتور شريف أبوالنجا فى شهر مارس الماضى، لتقديم عرض داخل المستشفى، ولكن تأخر العرض بسبب تفشى فيروس كورونا، وتم تأجيله إلى حين استقرار الأمور: «هدفنا نخفف عن الأطفال، لأنهم بيتعبوا جداً وعلاج الكيماوى صعب، ولازم العروض تبقى تمثيل عشان مايقلدوناش، وكمان الأطفال ينتصروا ويضربونا».

«كابونجا» يقطن بمحافظة الإسماعيلية، ويسعى إلى تكريم الأطفال خلال الفعالية المرتقبة، ومشاركة عدد كبير من المصارعين، الذين يصل عددهم إلى 50 مصارعاً، ما يزيد الأطفال حماساً ويمنحهم وقتاً ممتعاً: «إحنا بنّظم عروض مصارعة حقيقية، وبيكون فيها ضرب جامد، لكن ماينفعش نعمل كده قدام الأطفال».

وعن تأسيس اتحاد المصارعة، يروى «كابونجا» أنه منذ 7 سنوات أحس أن بداخله طاقة كبيرة يريد تفريغها فى الألعاب القتالية، ليقرر بعدها تأسيس الاتحاد، وقدم أول عرض منذ 6 سنوات فى أحد مراكز الشباب بالإسماعيلية، حضره ما يقرب من 2500 فرد: «مارست ألعاب قتالية كتير زى الجودو، بس حبيت المصارعة أكتر، ونظمت 39 عرض فى 8 محافظات مختلفة، وفيه عروض دولية فى الأردن مع مصارعين أردنيين».

يحاول «كابونجا»، نشر رياضة المصارعة فى مصر والشرق الأوسط، خاصة أن الاهتمام بها محدود فى الفترة الأخيرة، كما ينوى تنظيم عروض فى أماكن مختلفة فى المرحلة المقبلة.

يحتفل المسلمون هذه الأيام بذكرى المولد النبوى الشريف، وسط إقبال ملحوظ على شراء «حلاوة المولد» التى ينتظرها المصريون من عام لآخر، خاصة الأطفال، لكن ارتفاع الأسعار بالتزامن مع ظروف المعيشة وتداعيات فيروس كورونا المستجد، حرم كثيرين من شراء الحلوى، ما دفع عديداً من المؤسسات والشركات إلى توفيرها بأسعار مناسبة، فضلاً عن إمكانية التقسيط على مدد زمنية تصل إلى 3 أشهر.

يوفر البنك الزراعى حلاوة المولد بالتقسيط، إذ قال خالد وجيه، المستشار القانونى للجنة النقابية للعاملين بالبنك، إنهم يطبقون خصماً على الحلوى 10% لأى شخص يريد شراءها، أما العاملون فى البنك، فيتاح لهم تقسيط سعرها، مؤكداً أنه تقليد يحدث كل عام.

وبحسب الإعلان، توفر اللجنة النقابية للعاملين بالبنك الزراعى الحلوى، من خلال 3 أماكن مختلفة بأسعار مخفضة وخصم ما بين 11% و10% فى حال الدفع الفورى، فضلاً عن التقسيط.

وعلى غرار البنك الزراعى، توفر الشركة القومية العامة لمخابز القاهرة الكبرى، أيضاً، حلوى المولد للعاملين بها بالتقسيط لمدة تصل إلى 3 أشهر، بأسعار تتراوح بين 55 و650 جنيهاً، ويوضح أحمد عبدالرازق، مسئول بالشركة العامة لمخابز القاهرة الكبرى، أنهم يوفرون الحلوى بالتقسيط تسهيلاً وتيسيراً على العاملين وعلى أسرهم، فى ظل ظروف المعيشة الصعبة التى يمر بها البعض: «قرار التقسيط لا يطبق لأول مرة، فهى عادة استمرت قرابة 10 سنوات، أما عن أسعار العام الحالى فالعلبة الكيلو متوافرة بسعر 55 جنيهاً، وحجم 2 كيلو بسعر 115 جنيهاً، و3 كيلو بسعر 200 جنيه، و5 كيلو بـ350 جنيهاً».

وبحسب «عبدالرازق»، الخمسة أنواع حلوى المولد السابق ذكرها سادة، وتتراوح أسعارها بين 55 و350 جنيهاً.

أما بالنسبة لحلوى المولد ذات الحشوات فترتفع أسعارها: «الحلاوة المكسرات وزن 3 كيلو بحوالى 300 جنيه، و5 كيلو بـ550 جنيهاً».

مرض نادر، كان أقوى من تألقه، تملك من جسده، ونال من قوة عضلاته، حتى جعله يبعد عن كرة القدم، ويخوض رحلة علاج طويلة لم تنتهِ إلى الآن، ولكنه لم يغب عن قلوب محبيه

نرشح لك

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل