المحتوى الرئيسى

حنان أبو الضياء تكتب : " حارس الذهب" أنشودة أنسانية مغلفة بالحلم والقسوة

10/26 08:32

بتجربة ممتعة وأخاذة؛ لها مواصفاتها الخاصة يخطو أحمد مالك في دور "حنيف" نحو العالمية بعمل كان له فيه باع مميز وملفت للأنظار فى الاداء بفيلم  The Furnace والمعروف بين الجمهور المصرى بأسم " حارس الذهب" الذى أختارله مدير التصوير مكان رائع فى غرب أستراليا حيث ارتفعت درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية وجعلت إطلاق النار في بعض الأحيان  ضمن أحداث الفيلم غاية فى الصعوبة.

وفيلم  The Furnace يعرض فى مهرجان الجونة بدورته الرابعة بعد أن لفت المخرج الأسترالي رودريك ماكاي الأنظار إليه فى مهرجان فينسيا السينمائي بأول فيلم روائي طويل له .

وفيلم The Furnace ، " يمكنك ان تراه برؤية أنه خيال تاريخي ذو إيحاءات غربية ،ولكن الحقيقة أنه يقدم رؤية واقعية لتلك الفترة ؛وهو نتاج بحث كبير في هذا الوقت غير المعروف لدينا ؛ ليصبح هذا فى حد ذاته هدفا لمحاولة تمثيل تجربة هذا العصر بدقة؛ وتدور أحداثه في تسعينيات القرن التاسع عشر؛ ويقترب بشكل غير مباشر الى ذكرى حروب الحدود الأسترالية ؛ذلك مصطلح الذى أطلقه بعض المؤرخين على الصراعات العنيفة بين سكان أستراليا الأصليين والمستوطنين البيض أثناء الاستعمار البريطاني لأستراليا؛ حيث قُتل ما لا يقل عن 40,000 أسترالي من السكان الأصليين وما بين 2000

المخرج الأسترالي رودريك ماكاي يقدم أنشودة سينمائية عن الصراع الدموى الذى عاش فيه جيل من صانعي الجمال؛ تلك المهمة التى تواجدت فى أستراليا فى ذلك الوقت وكان يطلق عليهم أسم " الغان" ؛اننا هنا أمام تجربة أنسانية للهروب من الحياة القاسية في أستراليا الغربية والعودة إلى الوطن في عام 1897،  يعيشها شاب أفغانى "حنيف عبدالله" ويقوم بدوره"أحمدمالك" يتعاون مع رجل قادم من الغابات،يدعى فى البداية أن أسمه "مال" وأدى دوره" ديفيد وينهام"  لتهريب سبيكتي ذَهْب تحملان علامة التاج الملكي. يتوجب على الثنائي خداع رقيب شرطة نشيط يحاول مع قواته الوصول إلى الفرن السري؛ وهو المكان الوحيد الذي يمكن فيه، إزالة علامة التاج من على السبائك بأمان.

ومن خلال أحداث الفيلم نتعرف الى الأوضاع المأساوية للعمال الهنود والأفغان والفرس الذين نقلتهم الإمبراطورية البريطانية إلى أستراليا للعمل في التعامل مع الجمال؛ حيث اعتمدوا بشكل كبير على المهاجرين من الهجن من الهند وأفغانستان وبلاد فارس. كان للمجموعة ذات الغالبية المسلمة والسيخ ، والتي يشار إليها عادة باسم "الغان" ،وكان لها دور فعال في تسوية المناطق النائية ، ولكن مساهماتهم في تشكيل أستراليا الحديثة تم حذفها إلى حد كبير من التاريخ.

"The Furnace" بمثابة محاولة الكاتب والمخرج رودريك ماكاي لأول مرة لتسليط الضوء على ذلك الماضي غير المعروف ؛ انها فترة من التاريخ الأسترالي تم إهمالها إلى حد كبير؛ محاولا أستخراج قصص غنية جدًا بالتفاصيل وموجودة خارج نطاق التركيز الضيق الذي يقدم تلك الأعمال ؛لنرى هذا العالم مع أيضا بشكل مختلف.

وبذلك نجد أن "The Furnace" يعد إعادة تقييم للماضي المتقلب للتاريخ الأسترالي ، والذي الذى طالما أغفاله ، بشكل أكثر دقة  وثراءا؛ بأطروحات وحكايات جانبية الى جانب القصة الأساسية التى تبدو جديدة وديناميكية؛ وخاصة أنها تتم وسط صراعات دموية للفوزبالسبائك الذهبية التي تحمل علامة التاج 400 أوقية.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل