المحتوى الرئيسى

"الأستاذ" الذي تمرد على الإمام وعلى عبد الناصر - BBC News عربي

10/26 06:31

تعرض النعمان ومعه 64 من كبار القيادات اليمنية للحبس في السجن الحربي في مصر عام 1966

لم يُغْرِني أي شيء كي أعود من بغداد إلى صنعاء عبر جدة السعودية، حيث حضرت مهرجان المربد الشعري، إلا لقاءٌ مهم، إذ توقفت لقضاء ليلة هناك مع الشاعر اليمني، إبراهيم الحضراني، وابنته بلقيس مقابل مفاجأة أعداها لي.. كان ذلك في أواخر ثمانينيات القرن الماضي.

عند وصولي إلى منزلٍ هناك وجدتُ نفسي في حضرة "الأستاذ" وهو الاسم الذي كان اليمنيون يلقبون به السياسي اليمني أحمد محمد النعمان.

ليلتَها طار النوم وتبدد التعب وحضَرت الأسئلة.. وقد تأخر الرجل الثمانيني عن موعد نومه وبقينا معاً لبعض الوقت، لكن المدهش أن حديث النعمان في لقائي معه كان أغلبه أسئلة أكثر منه حديثاً قصيراً مع رجل أتعبته السنوات، وأرهقته الأحداث والخطوب والسجون والتشرد والشتات والمرض قبل "الجمهورية" وبعدها.. كان حديثاً لماحاً عميقاً ومتعدد الدلالات والمعاني.

في سبتمبر/أيلول 1966 تعرض الرجل ومعه 64 من كبار القيادات اليمنية للحبس في السجن الحربي في مصر من قبل نظام جمال عبد الناصر إثر وصولهم إلى القاهرة بدعوة منه، وذلك بسبب معارضة هؤلاء لتدخل العسكريين المصريين في القرار اليمني بعدما أرسلهم عبدالناصر على رأس قواته إلى اليمن لنجدة ثورة عام 1962 ضد نظام الإمامة الملكي.

من حرية القول إلى "حرية البول"

وقبل الإفراج عن النعمان ورفاقه بعد نكسة يونيو/حزيران 1967 فوجئ الرجل بوزير الحربية السابق في عهد عبدالناصر، شمس بدران، يقف خلفه في طابور لاستخدام حمام السجن، التفت إليه النعمان قائلاً: "كنا نطالب في العهد الملكي في اليمن بحرية القول، وها نحن اليوم في عهد عبد الناصر نطالب بحرية البول"!

كان عبدالناصر قد استقبل النعمان في منتصف ستينيات القرن الماضي عندما زار رئيس الجمهورية اليمنية،عبدالله السلال، ورئيس حكومته النعمان مصر على رأس وفد يمني كبير العدد لم يستطع الجانب اليمني التحكم في جعله ضمن حدود بروتوكول الاجتماع المشترك، وبالكاد تم الاحتفاظ بمقاعد لوزراء الجانب المصري الذي ترأسه عبدالناصر بالطبع.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل