المحتوى الرئيسى

أبطال خارج المستشفيات.. "سيد" يُعالج مرضى كورونا في منازلهم مجانا

10/25 04:28

على جبهة القتال فى معركة مُواجهة المصريين لفيروس كورونا المُستجد بطولات كبيرة ما زال يُسطرها أبطال الجيش الأبيض رافعين شعار "لا وقت إلا للعمل" من أجل مُحاربة هذا الفيروس اللعين، عازمين على النصر في معركة شرسة مع عدو خفى بات يُهدد حياة الجميع، إلا أن هناك أيضاً أبطال خارج مستشفيات العزل يعملون في الخفاء، ويُعالجون مرضى كورونا المعزولين منزلياً بسبب عدم وجود أماكن لهم في مستشفيات العزل التي خصصتها وزارة الصحة لمرضى كورونا.

الدكتور السيد الكرداوي، طبيب الأمراض الصدرية، صاحب الـ28 عاماً، ابن مدينة بيلا، بمحافظة كفر الشيخ، وأحد أبطال الجيش الأبيض، يحرص على علاج ومُتابعة المرضى المُصابين بفيروس كورونا والمعزولين منزلياً، بجانب عمله في مستشفى صدر المحلة للعزل الصحى، بمحافظة الغربية، حيث يستقبل مرضاه في أحد المستشفيات الخيرية لتوقيع الكشف الطبي عليهم بمبالغ زهيدة، ومن يثبت إصابته بفيروس كورونا ينصحهم بالعزل المنزلي، كما يقوم بمُتابعتهم منزلياً، مُعرضاً حياته للخطر، من أجل الوفاء بالقَسَم الذي أقسم عليه حين تخرجه من كلية الطب، واعداً بخدمة جميع المرضي طوال حياته، وتقديم الدعم للفئات المُستحقة منهم.

"لم أترد للحظة واحدة أن أكون ضمن الفريق الطبي للعمل في مستشفى عزل كفر الزيات، منذ أن تم تخصيصه في شهر أبريل الماضي، بعد ظهور أولى حالات كورونا في مصر، وعقب إنهاء مهمتي عدت لمكاني المستشفى، وكنت أول طبيب يُصاب بالفيروس، فى شهر يونيو الماضى أثناء تركيب أنبوبات حنجرية لمصابي كورونا، وعزلت نفسى منزلياً، حتى شًفيت، وكنت أخشى على أهلي من الإصابة بهذا الفيروس، وطالبتهم بعدم التعامل معي خلال فترة العزل، وتجرعت مرارة هذا الفيروس اللعين، ومن وقتها عاهدت نفسى على علاج ومُتابعة المرضى المُصابين بفيروس كورونا والمعزولين منزلياً، والاهتمام بهم، ودعمهم نفسياً، حتى الشفاء، والتزم بكل الإجراءات الاحترازية والوقائية فى تعاملي مع الحالات المُصابة، واتبع تعليمات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية من أجل حصار الوباء والقضاء عليه"، بهذه الكلمات بدأ الطبيب حديثه لـ"الوطن".

وأضاف "الكرداوي": "أتابع المُصابين بالفيروس والمعزولين منزلياً من خلال زيارتهم بصفة يومية أو التوصل مع ذويهم عبر الهاتف المحمول، ووفرت أجهزة لقياس نسبة الأكسجين فى الدم لبعض المرضى، وذلك لانخفاض نسبة الأكسجين، كما وفرت أسطوانات أكسجين للمرضى بالتعاون مع مستشفى محمد على سالم الخيرى فى مدينة بيلا، والتى أعمل بها، كما أننى حريص على مُتابعة ضغط الدم، ونسبة السكر، لدى المرضى الذين أقوم بالإشراف على علاجهم، مع التوصية بتناول بعض الأدوية ضمن بروتوكول العلاج لحالات العزل المنزلى للمصابين بفيروس كورونا والذى وضعته وزارة الصحة، ولا شك أن المريض المعزول منزلياً يحتاج إلي أدوية وإمكانيات باهظة الثمن".

يُقسم الطبيب، وقته بين عمله في مستشفي العزل الصحي والمستشفى الخيري ومتابعة المرضى المعزولين منزلياً: "أذهب إلى عملي في مستشفى صدر المحلة، وأيضاً أُواصل عملي في استقبال المرضى بعيادة الأمراض الصدرية في المستشفى الخيري، حيث يقدم خدمات صحية بمبالغ زهيدة لأهالي المركز، بالإضافة إلى مُواصلة عملي في مُتابعة وعلاج مرضى كورونا المعزولين منزلياً".

تابع الطبيب: "لا أخشى الإصابة بهذا الفيروس اللعين بقدر خوفي على الحالات التي أُشرف على علاجها لأنها مسؤولية كبيرة ولا بد من التركيز، كما أن هناك بعض الحالات لا تُصلح للعزل المنزلي، وخاصةً أصحاب الأمراض المُزمنة، ووقتها أنصح ذويهم بنقلهم إلى مستشفيات العزل لاحتياجهم على سبيل المثال إلى أجهزة تنفس صناعي، ورعاية طبية مُكثفة، وتحولت من إنسان طبيعي لشخص لا تغفل عيناه سوى لدقائق معدودة طوال اليوم، وأيام أخرى لا أنام هذه الدقائق، لشعوري بالمسؤولية تجاه كل المرضى، كما أحرص على دعم مرضاه نفسياً لما يُعانونه من آثار نفسية سيئة أثر إصابتهم بفيروس كورونا اللعين، معظم الناس بتعاني من الاكتئاب علشان كدة بدعمهم بالجلوس معهم لفترات طويلة والتقرب منهم".

يؤكد أن الشباب أكثر عرضة للإصابة بكورونا مثل كبار السن: "رأيت بنفسي الكثير من الشباب في حالات سيئة نتيجة الإصابة بهذا الفيروس اللعين، ومنهم من تُوفي ومنهم من كتب الله له الشفاء والنجاة، والفيروس لا يُفرق بين شاب أو مسن، وعلى الجميع خذ الحيطة والحذر في التعامل، ومُشاركتي فى هذا العمل مُهمة وطنية وإنسانية أفخر بها، ووالديّ وأخوتي كانوا وما زالوا يُشجعونني، ودعموني كثيراً خلال إصابتي بالفيروس، وكنت وما زلت أعتبر نفسي في ساحة قتال مع عدو خفي، وفي مُهمة وطنية كبيرة حتى يتم القضاء على فيروس كورونا اللعين".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل