المحتوى الرئيسى

«فنانين تحت القبة».. التاريخ السياسي للفن في المجالس النيابية

10/24 17:06

لم تخل الحياة النيابية في مصر سواء بمجلس الشعب سابقا (النواب حاليا) أو مجلس الشورى سابقا (الشيوخ حاليا)، من تواجد عدد من الفنانين ضمن الأعضاء، سواء كان ذلك عن طريق التعيين المباشر أو الانتخابات، حيث كانت الغرف النيابية في مصر، ولازالت تضم عدد من رموز الفن ولو بشكل محدود، وجميعهم ترك بصمة حقيقية وواضحة خلال عضويته بالغرفتين النيابيتين سواء كان بالتعيين أو بالانتخاب.

"الرئيس نيوز" يرصد مسيرة الفنانين في الغرف النيابية المصرية وأبرز الفنانين الذين خاضوا التجربة سواء بالتعيين أو الانتخاب، كما يتحدث مع الفنانين الذين تم تعينهم مؤخرا بمجلس الشيوخ ضمن الـ100 المعينين بقرار رئيس الجمهورية.

المعينين بقرار رئاسي

البداية كانت عام 1980 عندما قام الرئيس الراحل أنور السادات بتعيين الفنان محمود المليجى عضوا فى مجلس الشورى، باعتباره أحد أهم الرموز الفنية فى تاريخ السينما المصرية، وكانت مفاجأة هزت الأوساط الفنية فى ذلك الوقت، خاصة أنه أول فنان يشارك سياسيا تحت قبة البرلمان.

وفي عام 1983 جاء تعيين موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب لعضوية مجلس الشورى، خلفا لمحمود المليجي بعد وفاته، بأمر رئاسي فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، كما عينت الفنانة أمينة رزق عضوًا بمجلس الشوري، بعد وفاة الموسيقار عبدالوهاب في عام 1991، إذ اختارها الرئيس الأسبق مبارك لعضوية المجلس، واهتمت الفنانة الراحلة طوال عضويتها بالتشريعات الخاصة بالضريبة الموحدة وتجارة المخدرات والعقوبات التى توقع على المدمنين، وكذلك قضايا المرأة والأحوال الشخصية والفنية، بل وتحولت إلى زعيمة المعارضة، عندما قدمت استجواباً لوزير الثقافة وقتها عن حالة المسرح الذى أصبح لا يصدر الفن الراقى للخارج.

تم تعيين الفنانة مديحة يسرى أيضًا في عام 1998، من قبل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وكانت إحدى النجمات اللاتى حرصن على اقتحام عالم السياسة إيمانًا منها بأهمية دورها المجتمعى والفنى أيضا، وشاركت في أكثر من لجنة داخل المجلس، مثل لجنتي الآثار والإعلام.

أعضاء بالانتخاب الشعبي

لم تقتصر عضوية المجالس النيابية للفنانين على التعيين بقرار رئاسي  فقط، بل كان هناك عدد من الفنانين خاضوا الإنتخابات وحصلوا على مقاعدهم في البرلمان بالتصويت الشعبي، ويعتبر الفنان حسين صدقى أول هؤلاء، إذ حصل على عضوية البرلمان المصرى بالانتخاب المباشر وبنجاح كاسح، حين تم انتخابه عام 1961 عضوا فى مجلس الأمة "البرلمان"، الذى تم حله بعد سنة واحدة، وكان النجم السينمائى اتخذ قراره باعتزال التمثيل فور انتهائه من بطولة وإخراج آخر أفلامه "أنا العدالة" فى العام نفسه، وعلى رغم أنه لم يرشح نفسه فى الانتخابات التى تلت حل مجلس الأمة؛ أصر على قراره الاعتزال حتى وفاته فى العام 1976.

وتعد فايدة كامل، زوجة وزير الداخلية الأسبق النبوى إسماعيل، أهم نائبة بمجلس الشعب فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، لعدة دورات متتالية بداية من عام 1971 بعد أن توقفت عن الغناء، واحتفظت بكرسى البرلمان على مدار 34 عاما متواصلة، ما جعلها تدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية كأقدم برلمانية فى العالم.

 كانت كامل نائبة عن الحزب الوطنى عن دائرة حى الخليفة بمحافظة القاهرة لسنوات طويلة، كما ترأست لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بالمجلس، وفى إحدى دورات المجلس بأواخر السبعينيات كانت أزمة اتفاقية "كامب ديفيد" قد تفجرت على آخرها، فقامت فايدة مع 329 نائبا بترديد نشيد : "بلادى.. بلادى" تأييداً للقرار، أمام 15 عضوا قاموا بترديد "والله زمان يا سلاحى"، لكن تم حل المجلس بعدها.

كما نجح الموسيقار الراحل كمال الطويل، الذى خاض أيضا انتخابات مجلس الشعب على قائمة حزب الوفد فى الثمانينيات، حيث كان على قوائم المعارضة بفضل الشهرة الكبيرة التى كان يتمتع بها، فيما اقتنص الفنان حمدي أحمد، مقعدًا في مجلس الشعب عام 1979،  بدائرة بولاق الدكرور، عن حزب العمل الاشتراكي في الفترة من 1979 إلى 1984، وكان له مشاركات جيدة وشهيرة.

الفخراني: وافقت لخدمة الوطن 

خلال الدورة الأولى لمجلس الشيوخ؛ فوجئ الجميع بتعيين الفنانين يحيي الفخراني وسميرة عبدالعزيز ضمن الـ100المعينين، بقرار رئيس الجمهورية، لتستمر مسيرة العطاء الفني في المجالس النيابية المصرية.

وحول عضوية مجلس الشيوخ، قال الفنان يحيي الفخراني أنه وافق على المشاركة، بعد أن كان متخوفا في اتخاذ القرار في البداية، ولكنه بعد تفكير ودراسة للأمر ومناقشات مع زوجته فضل الموافقة بهدف تقديم خدمة إلى الوطن في الكثير من المجالات وليس الفن فقط.

 وأكد أنه مستمر في تصوير مسلسله الدرامي الجديد "نجيب زاهي زركش"، والذي بدأ تصويره قبل اختياره لعضوية الشيوخ، موضحًا أن العمل الفني لن يتضارب إطلاقا مع دوره كعضو في مجلس الشيوخ، وأن اهتمامه سيكون بملف الثقافة والفن بشكل كبير.  

سميرة عبد العزيز: تعييني في الشيوخ تقدير للفن

قالت الفنانة سميرة عبدالعزيز، أن تعيينها بالمجلس تقدير من الرئيس السيسي للفن، مشيرة أن اختيارها جاء لأنها تقدم فن جيد وترفض المشاركة في الفن الردئ، كما أنها تمثل المرأة المصرية بشكلها وطريقتها وأسلوبها.

 وأوضحت أن من أولوياتها الدفاع عن حقوق المرأة، وكشفت الفنانة القديرة أنها لم تعتزل التمثيل كما روج البعض، ومتمسكة بالاستمرار في عملها ومهنتها التي تحترمها وتقدرها، مشيرة أنها ربطت موافقتها على عضوية مجلس الشيوخ بالاستمرار في العمل، وعندما تمت الموافقة قبلت المهمة الجديدة في مجلس الشيوخ، بهدف تقديم رؤية للنهوض بالفن المصري ومساعدة الناس.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل