المحتوى الرئيسى

محور المقاومة أم محور التنازلات عند اللزوم؟

10/24 05:15

لايتوقف أتباع إيران في المنطقة عن ترديد شعارات العداء لأمريكا والغرب، ويقدمون أنفسهم على أنهم مانحون لشهادات حسن السلوك القومية والدينية، ويسوقون أكاذيبهم عبر إعلام أساسه تضليل الرأي العام العربي، ومع أن الذين يصدقونهم يتناقص عددهم يوماً بعد يوم، إلا أن البعض لايزال يظن بأن هؤلاء الذين يزعمون المقاومة والممانعة هم الأحرص على العرب والمسلمين ومصالحهم.

وخلال الأيام الماضية شهد العالم فضائح جديدة لهذا المحور، تشرح تلك الفضائح بجلاء ووضوح معلومة مفادها أن غرفة الأوامر الإيرانية المشتركة، تصدر تعليماتها للميليشيات حسب العرض والطلب وعند اللزوم، وليست تلك الأوامر أو هاتيك التعليمات وما يترتب عليها تخدم أجندات الدول التي تعيث فيها تلك العصابات الفساد، بل إن نظام إيران هو المستفيد الوحيد من هذا.

ففي اليمن الذي يعاني من تبعات انقلاب الحوثيين الموالين لإيران على الشرعية في صنعاء، ما إن لاحت في الأفق نية واشنطن تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية، وتم تدوال الأخبار بأن ذلك التصنيف قريب جداً، سارع الإرهابي عبدالملك الحوثي في إطلاق سراح رهينتين أمريكيتين، بغية إرسال رسائل التنازلات العاجلة للبيت الأبيض، فعسى ولعل أن يغير ذلك توجهات إدارة ترامب فيما تبقى لها من زمنٍ تحكم فيه الولايات المتحدة الأمريكية.

وأما في العراق وبُعيد رفع العصا الأمريكية والأوربية الغليظة فوق رقبة الحشد الشعبي الولائي الإرهابي الذي دأب على استهداف سفارة واشنطن في بغداد، تغيرت الاستراتيجية التدميرية و توقف المسلحون عن توجيه صواريخهم الإيرانية نحو المنطقة الخضراء، وباتت فصائل مسلحة ومتطرفة تتبع للحشد و تؤمر من طهران تستهدف مدنيي المحافظات السنية وغير السنية مجدداً، وليس آخرها مجزرة الفرحاتية في محافظة صلاح الدين.

وبما أن الوضع في لبنان معقد للغاية في ظل احتلال إيراني شامل لمؤسسات الدولة الدستورية، فقد تنازلت ميلشيا حزب الله عن بند عدم الاعتراف بدولة إسرائيل الذي لطالما رفعته شعاراً تتاجر به، وذلك بعد فرض وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على وزيرين سابقين مقربين من حسن نصر الله وإيران وتهديدها بعقوبات قادمة ربما تكون أشد وأقسى، وهرولت الميلشيات ومن يؤيدها في السلطة نحو مقر اليونيفيل في منطقة الناقورة، ليجلس وفد لبناني على عجل مع وفد إسرائيلي بغية ترسيم الحدود البحرية وربما البرية في مقبل الأيام.

لكن حماس في غزة بصفتها الحاكم الفعلي، شرعت في قبض ثمن هدوء جبهات عناصرها مع إسرائيل من أموال الخزينة القطرية، ووقع الحمساويون على اتفاقية سرية تمتنع من خلالها الحركة المسلحة والمقربة جداً من الحرس الثوري الإيراني عن استهداف الجيش الإسرائيلي لعام كامل، ولكي يحظى قادة الحركة من أمثال إسماعيل هنية بالراحة والاستجمام في فنادق الدوحة وقصور تركيا فإن هذا الاتفاق قابل للتجديد، والشعب الفلسطيني المنكوب يعاني ما يعانيه من فقر وانهيار شامل في الخدمات.

وخلاصة هذا السرد السريع لهذه النماذج التي يعرفها البعض ويشاهدها آخرون، تفيد للأسف بأن تجار القضايا و أصحاب الشعارات لاينتمون أبداً لتلك الشعوب التي يتحدثون باسمها، وهمهم جيوبهم وبطونهم والرفاهية التي يحصلون عليها مع عوائلهم والمقربين منهم، إن هم نفذوا الأوامر الصادرة من خامنئي.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل