المحتوى الرئيسى

قائد القوات البحرية لـ«المصرى اليوم»: التعاقد على أحدث وحدات النظم القتالية والفنية المتطورة | المصري اليوم

10/23 20:30

قال الفريق أحمد خالد، قائد القوات البحرية، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، إن من دواعى الشرف والفخر أن تتزامن احتفالات مصر والقوات المسلحة بنصر أكتوبر المجيد مع احتفال القوات البحرية بعيدها الـ53، ذلك اليوم الذى تفتخر وتعتز قواتنا المسلحة به، نستحضر فيه عزة ماضينا ونستشرق فيه ضياء مستقبلنا؛ يوم إغراق المدمرة إيلات، وإلى نص الحوار:

القوات البحرية تحتفل بعيدها: لا نتهاون فى حق مصر

القوات البحرية تنقذ مركبًا يرفع العَلَم التركى فى عمق «المتوسط»

بالصور.. مصر تحقق رقمًا قياسيًا بأطول علم تحت الماء احتفالا بعيد القوات البحرية

■ بداية، يتضمن تاريخ القوات البحرية سجلًا وافرًا من التضحيات والبطولات فى سبيل مصر وشعبها، فما أسباب اختيار 21 أكتوبر بالتحديد عيدًا للقوات البحرية؟

- إن يوم 21 أكتوبر 1967 لهو يوم العزة والكرامة واستعادة الثقة لقواتنا البحرية خاصة، وقواتنا المسلحة ولشعبنا العظيم عامة، إذ انتفضت فيه جميع أجهزة القوات البحرية وتراصت أركانها كالبنيان حين تم رصد اقتراب أكبر الوحدات الإسرائيلية فى ذلك الوقت - المدمرة إيلات - تبحر داخل المياه الإقليمية المصرية فى جولة لاستعراض القوة صلفًا وغرورًا، وعلى الفور اغتنمت القيادة السياسية والقيادة العسكرية الفرصة وصدرت الأوامر التى لطالما انتظرها جنودنا البواسل بتنفيذ الهجوم على المدمرة.

ففى هذا اليوم المجيد، تم تنفيذ هجمة بحرية مصرية مفاجئة ومباغتة بلنشى صواريخ على المدمرة إيلات، وكانت الضربة قاصمة والمفاجأة كبيرة، والتى دوت أصداؤها فى جميع أنحاء العالم، وجاء الخبر مشؤومًا على قوات العدو، بردًا وسلامًا وعزًا وفخرًا على قلوب المصريين «تم إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات»، وسبقت القوات البحرية المصرية بحريات العالم فى خوض أول معركة صاروخية بحرية فى العالم فى ذلك الوقت.

■ هل تم التعاقد على أنظمة جديدة فى ظل السياسة المتبعة لتنويع مصادر السلاح؟ وما مدى ارتباط هذه السياسة بتأمين الأهداف الحيوية؟

- فى ظل التحديات الخاصة بالأمن البحرى فى منطقة الشرق الأوسط وتعدد الصراعات الناتجة عن التغيرات الدولية والإقليمية بالمنطقة وتأثيرها على الأمن القومى المصرى والعربى، كان قرار القيادة السياسية للدولة بتطوير القوات المسلحة بما يتناسب مع تقديرات دقيقة تتجه نحو المهام المستقبلية للقوات البحرية ضمن رؤية استراتيجية شاملة للحفاظ على الأمن القومى ودعم مطالبه، حيث سعت إلى تطوير إمكانيات القوات البحرية بالتعاقد على أحدث الوحدات البحرية ذات النظم القتالية والفنية المتطورة، من ضمنها امتلاك مصر حاملات المروحيات طراز «ميسترال»، والفرقاطات الحديثة طراز «فريم- جوويند- ميكو 200»، والغواصات طراز «209- 1400»، مما كان له الأثر على إحداث نقلة نوعية للقوات البحرية وجعلها قادرة على استمرار تواجد وحداتها البحرية بالمياه العميقة، والحفاظ على مقدرات الدولة بالمناطق الاقتصادية الخالصة.

■ فى ظل قيام القوات البحرية بالتصنيع المشترك لعدد من القطع البحرية.. كيف ترى مستقبل هذه الصناعات ومدى إضافتها للقوات البحرية؟

- يعتبر التصنيع المشترك أول خطوة على طريق النجاح، حيث أحدث نقلة تكنولوجية كبيرة فى تطوير التصنيع بما تتطلبه من أجهزة ومعدات وتأهيل عنصر بشرى يجعله قادرًا على تصنيع وحدات جديدة تسهم فى رفع القدرات القتالية للقوات البحرية، وتتمكن الأيدى العاملة المصرية من اكتساب الخبرات والحصول على المعرفة والخبرة من الشريك الأجنبى حتى تصل إلى مرحلة التصنيع بأيدٍ مصرية بنسبة 100%.

■ على مدار الفترة الماضية، تم تسليح القوات البحرية وتزويدها بصفقات على درجة كبيرة من الأهمية، فهل لذلك ارتباط بتطوير البنية التحتية والإنشائية لها؟ وما الغرض من إنشاء قواعد جديدة؟

- اتساقًا مع قيام القوات البحرية بزيادة قدراتها فى مجال انضمام وحدات بحرية حديثة عن طريق تدبير وحدات جديدة وتصنيع مشترك، فإن زيادة القدرات فى الصيانة والإصلاح يتم على التوازى بإنشاء قواعد جديدة لاستقبال أكبر عدد من القطع البحرية، وكذا توفير قواعد لوجستية ومناطق ارتكاز لوحدات قواتنا البحرية لتوفر الانتشار المناسب والمتوازن بمسرحى العمليات، البحرين «المتوسط/ الأحمر»، بما يمكنها من دفع الوحدات البحرية فى اتجاه التهديد فى أقل وقت ممكن، وتم تطوير وإنشاء قواعد بحرية جديدة بتصميم يفى بمطالب جميع الوحدات البحرية الحديثة تزامنًا مع إعادة تنظيم القوات البحرية فى أسطولين وعدد من الألوية البحرية التابعة لها، وانضمام الوحدات البحرية الحديثة «حاملات الطائرات المروحية- فرقاطات- لنشات- صواريخ- غواصات»، حيث تم إنشاء قاعدة برأس بناس البحرية، وقاعدة 3 يوليو البحرية، بالإضافة إلى قاعدة شرق بورسعيد البحرية.

■ يقاس تقدم الشعوب بمدى امتلاكها منظومة متكاملة من الطاقات البشرية والتقنية القادرة على الابتكار والتطوير والبحث وبناء قاعدة متطورة للتصنيع والتأمين الفنى والصيانة والإصلاح.. كيف يُترجم هذا داخل القوات البحرية؟

- تحرص بحريات الدول العظمى على تعزيز أواصر العلاقات الثنائية العسكرية بمصر، لما تشهده القوات البحرية المصرية من تطوير متسارع ومتنامٍ بفضل الدعم المستمر من القيادة السياسية والعسكرية للدولة، حيث تسعى بحريات العالم لتنفيذ تدريبات مشتركة وعابرة مع القوات البحرية المصرية تأكيدًا على ما توصلت له قواتنا من تقدم من خلال منظومة متكاملة تتكون من العنصر البشرى القادر على الابتكار والتطوير.

كما تمتلك القوات البحرية المصرية منظومة تأمين فنى على أعلى مستوى، حيث تمتلك 3 قلاع صناعية تتمثل فى كل من: ترسانة القوات البحرية، والشركة المصرية لإصلاح وبناء السفن، وشركة ترسانة الإسكندرية.. وهى تعمل ضمن منظومة متكاملة لها القدرة على التأمين الفنى وصيانة وإصلاح الوحدات البحرية، كما أصبحت قادرة على التصنيع بعد تطويرها وفقًا لأحدث المواصفات القياسية العالمية بدعم من القيادة العامة للقوات المسلحة. وبدأت بالفعل فى تصنيع عدد من لنشات تأمين الموانئ ولنشات الإرشاد والقاطرات، بالإضافة إلى التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة فى مجال التصنيع المشترك من خلال مشاركتهم فى نقل التكنولوجيا، حيث يجرى العمل فى مشروع الفرقاطات طراز «جوويند» بالتعاون مع الجانب الفرنسى، وتتم الصناعة فى هذه القلاع بسواعد وعقول مصرية مدربة ومؤهلة.

■ فى ظل التقدم المستمر فى تكنولوجيا التسليح العالمية.. كيف يتم إعداد وتأهيل مقاتلى القوات البحرية وطلبة الكلية البحرية للتعامل مع هذه المنظومات؟

- سعت القيادة العامة للقوات المسلحة إلى الارتقاء بالفرد المقاتل باعتباره الركيزة الأساسية فى منظومة الاستعداد القتالى للقوات المسلحة، ومن هذا المنطلق أنشأت القوات المسلحة معهد ضباط الصف المعلمين، وهو معنىّ بتأهيل الفرد المقاتل فنيًا وتخصصيًا ولغويًا وتدريبيًا ليكون قادرًا على استيعاب التطور العالمى فى مجال التسليح والتعامل مع المنظومات الحديثة، وتسعى القوات البحرية للاستمرار فى تأهيل وإعداد الكوادر المختلفة من ضباط الصف فى جميع التخصصات والمستويات لأداء مهامهم بكفاءة عالية كونهم العمود الفقرى للقوات البحرية، حيث يتم توزيع ضباط الصف المتطوعين فى مراحل التأهيل والتعليم الأساسى على المدارس البحرية والمنشآت التعليمية المطورة وطبقًا لقدراتهم الشخصية.

ويتم التركيز خلالها على التدريب النظرى والعملى من خلال المدارس المتخصصة فى العلوم البحرية لتأهيلهم فى المناهج التخصصية المتطورة التى تشمل تخصصات التشغيل والإصلاح، لتلبية احتياجات ومطالب القوات البحرية بطريقة علمية منهجية لمواكبة التطور فى منظومة التسليح البحرى العالمى من خلال وسائل التعليم الحديثة على يد ضباط متخصصين فى هذا المجال. وبالنسبة للضباط، يتم تأهيلهم بدءًا من التقدم للكليات العسكرية، حيث يتم انتقاء أفضل العناصر التى تخضع للعديد من الاختبارات الحديثة والمتطورة بما فيها من اختبارات سمات وقدرات، بالإضافة إلى الاختبارات النفسية المتطورة التى تؤكد مدى استعداد وكفاءة الطالب لمواكبة الحياة العسكرية، ويتم تأهيل الضابط فى المراحل المختلفة منذ دخوله الخدمة حيث يخضع لأحدث نظم التعليم المتطورة والمواكبة للتكنولوجيا الحديثة أثناء الدراسة، بالإضافة إلى اشتراكه فى مأموريات سفريات الطلبة التى تجعله مُلمًّا بأحدث النظم فى بحريات العالم، وتدريبه العملى لفترات طويلة أثناء الإبحار على أحدث الوحدات البحرية المصرية. وينتقل بعد ذلك الضابط إلى مرحلة التدريب طوال فترة الخدمة التى تستمر منذ تخرجه حيث يستمر تأهيله من وقت إلى آخر فى معهد الدراسات العليا البحرى، بالإضافة إلى إيفاده إلى العديد من البعثات والمأموريات للتدريب التخصصى مع كبرى دول العالم لمواكبة التكنولوجيا المتطورة، ويعتمد جزء كبير من تدريب الضباط والأفراد على الاشتراك فى التدريبات المشتركة والتدريبات العابرة مع الدول المختلفة للوصول إلى أرقى مستوى تدريبى للقوات البحرية والحفاظ على كفاءتها القتالية العالية وحماية الدولة وأمنها.

■ حدثنا عن الدور الذى تشارك به القوات البحرية فى عملية «إعادة الأمل»؟

- تشارك القوات البحرية فى العملية «إعادة الأمل» من منطلق تحقيق مفهوم الأمن البحرى، حيث يتضمن الأمن البحرى عناصر مختلفة، بدءا من حرية الملاحة البحرية إلى القدرة على التصدى للتهديدات التى تشكلها القرصنة والإرهاب والاتجار بالمخدرات والتهريب بالبحر، خاصة تهريب الأسلحة، حيث استوجب ذلك تغيير المفهوم التقليدى للأمن المبنىّ على قدرة الدولة على حماية أرضها وحدودها البحرية فى مواجهة أى تعدٍ، لذلك أصبح هذا المفهوم غير كافٍ لحماية مقدرات الدولة واستوجب ضرورة التواجد بمناطق السيطرة البحرية، والتى تعتبر حاكمة على الممرات الملاحية وخطوط الملاحة وتحقيق الحماية للمجرى الملاحى «قناة السويس» كونه شريانا ملاحيا عالميا، لذا وجب على القوات البحرية المحافظة على استمرار تدفق الملاحة الآمنة فى هذا الشريان الحيوى بدءا من مضيق باب المندب مرورًا بالبحر الأحمر.

كما تقوم القوات البحرية بدعم الأمن القومى العربى عند باب المندب بالمشاركة فى العملية لمساندة الدول العربية الشقيقة فى تأمين مصالحها القومية وحماية أمنها القومى فى ظل المتغيرات الدولية والإقليمية بالمنطقة، وتقوم القوات البحرية المصرية بتنفيذ مهام إنفاذ القانون بالبحر بمنطقة باب المندب، كذلك تقديم الحماية للسفن التجارية أثناء عبورها مناطق التهديد، حيث قامت القوات البحرية بتأمين وحراسة الكثير من ناقلات البترول والسفن التجارية واعتراض السفن المشتبه بها لتلك بالمنطقة.

■ ما دور القوات البحرية فى العملية الشاملة بسيناء؟

- القوات البحرية كفرع رئيسى بالقوات المسلحة المصرية، وبالتعاون مع الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية، تقوم بتأمين الأهداف الاستراتيجية التعبوية التكتيكية على جميع الاتجاهات والمحاور المختلفة، كما تؤدى دورا كبيرا فى العملية الشاملة بسيناء، هذا الدور يتلخص فى عزل منطقة العمليات من ناحية البحر بواسطة الوحدات البحرية وعدم السماح بهروب العناصر الإرهابية ومنع أى دعم يصل لهم من جهة البحر، والاستمرار فى تأمين خط الحدود الدولية مع الاتجاه الشمالى الشرقى وتكثيف ممارسة حق الزيارة والتفتيش داخل المياه الإقليمية المصرية والمنطقة المجاورة ومعارضة أى عائمات أو سفينة مشتبه بها، مع قيام عناصر الصاعقة البحرية باستخدام العائمات الخفيفة المسلحة بمداهمة جميع الأوكار والمنشآت المشتبه فيها على الساحل وتفتيشها بطول خط الساحل الشمالى لسيناء.

■ عصف فيروس كورونا بالعالم أجمع، لكن تميزت مصـر بطرق التعامل معه والتصدى له.. فكيف واجهت القوات البحرية هذه الجائحة؟

- بات فيروس كورونا هو التهديد الأكبر الذى يواجه الدول على مستوى العالم، ولقد اتخذت القوات البحرية ضمن منظومة القوات المسلحة خطوات جادة منذ بداية ظهور الفيروس للحد من انتشاره، واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية بجميع الوحدات والتى من شأنها الحفاظ على الاستعداد القتالى والكفاءة القتالية للأفراد والمعدات.

■ نفذت القوات البحرية العديد من التدريبات المشتركة مع الدول العربية الشقيقة والدول الأجنبية الصديقة فى المنطقة.. ما أوجه الاستفادة منها؟

- التدريب هو جزء من عملية مخططة تخطيطا دقيقا يمر بمراحل مختلفة متدرجة يراعى فيها أبعادا كثيرة، وصولًا لتحقيق درجات الاحترافية القتالية التى تمكن القوات من تنفيذ مهامها القتالية بكفاءة ونجاح، ويأتى من إحدى مراحلها التدريبية المشتركة.. ونظرًا لارتقاء مستوى قواتنا البحرية المتمثل فى الوحدات المنضمة حديثًا وارتفاع مستوى الجندى المقاتل فى استخدام المعدة والخبرة العالية، حرصت بحريات الدول الشقيقة والصديقة التى تمتلك بحريات متقدمة على تنفيذ تدريبات مشتركة وعابرة مع القوات البحرية المصرية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل