المحتوى الرئيسى

عمار الشريعي.. "الموسيقى العربية" يكرم الغواص في بحر النغم

10/23 08:03

حاضر دائماً بيننا ولم يغب بموسيقاه وفنه وإبداعه، كل منا منذ طفولته ويستمع لموسيقاه فهو غواص حقاً في بحر النغم، حيث استطاع الموسيقار عمار الشريعي، تقديم أنواع الأعمال الموسيقية  فحقق نجاحا كبيرا بأغنياته للأطفال مع الفنانة عفاف راضي وإحتفالات أعياد الطفولة التي كانت تقام في فترة الثمانينيات والتسعينيات دوما ما تشعرك موسيقاه بأنه طفل كبير يلهو معك وبعد ذلك اكتمل وعينا بألحانه العاطفية لأغلب مطربين الوطن العربي فنحب على موسيقاه.

عمار الشريعي ذلك الفنان العظيم البطل الذي لم يستسلم لفكرة فقدانه للبصر وإستطاع أن يحفر إسمه بطاقة من نور وفن عظيم في التاريخ الفني العربي كانت بداياته عام 1970 كعازف لألة الأكورديون في أكثر من فرقة موسيقية ثم تحول لألة الأورج لما تمثله من صعوبة في تعلمها ولكنه قد قبل التحدي وإستطاع العزف عليها وأكثر وكان قد تعلم بمجهوده الذاتي العزف علي ألات البيانو والعود  لاحقاً وبعد ذلك قرر دراسة  التأليف الموسيقي عن طريق مدرسة هادلي سكول الأمريكية  لتعليم المكفوفين بالمراسلة، والأكاديمية الملكية البريطانية للموسيقى.

ومن هنا إتجه "الشريعي" بعد ذلك للتلحين والتأليف الموسيقي وكانت أول ألحانه للمطربة مها صبري عام 1975 لينطلق بعدها الشريعي بعالم الموسيقي والأنغام وكون عام 1980 مشروعه الخاص بمزج الموسيقي الحديثة بالتراث القديمة متمثلة في فرقة الأصدقاء والتي كانت تضم أصواتاً جديدة  أصبحت نجوما فيما بعد مثل مني عبد الغني وعلاء عبد الخالق، وبالرغم من نجاحه في تلحين الأغنيات لا أنه لم يغفل الشريعي مجال التأليف الموسيقي والسينما بل وضع الكثير من  الموسيقي التصويرية لأفلام سينمائية وتعتبر معظمها من أهم العلامات السينمائية في تاريخ   الفن المصري المعاصر، مثل "البريء، البداية، حب في الزنزانة، كتيبة الإعدام، أحلام  هند وكاميليا، أبناء وقتلة وكذلك الأعمال الدرامية التليفزيونية لما تمثله من أهمية وقدم بها  أعمالاً عاشت بوجدان الملايين من مشاهدين تلك الأعمال مثل "شيخ العرب همام،  نصف ربيع الأخر، رأفت الهجان، ريا وسكينة، أرابيسك" ورائعتيه "مسلسل أم كلثوم ومسلسل حديث الصباح والمساء".

لم يكن الشريعي ملحناً وموسيقياً فقط فيعتبره الكثيرون مؤلفا موسيقيا وناقداً وأحد أعمدة  الموسيقي الهامة بالوطن العربي وهذا كان واضحاً في تجاربه القليلة بتقديم عدد من البرامج  التي تتناول الموسيقي بشكل خاص وهذا كان شيء نادر بالإعلام العربي فقدم برنامج غواص في بحر النغم عام 1988 بالاذاعه المصرية وكان يتناول فيه الموسيقي بشكل ناقد متأملاً   ويحلل الموسيقي العربية , ثم قدم برنامج سهرة شريعي علي قناة دريم الفضائية وهنا كانت  التجربة مختلفة فهذا البرنامج بجانب تحليله وتذوقه للموسيقي كان يستضيف أيضاً أصدقاءه وزملاؤه ممن قد عمل معهم علي مدار تاريخه الفني ليبدعوا سوياً.

وعلي المستوي العالمي كان له ثقله كفنان ومبدع موسيقي فقد شارك الشريعي مع مؤسسة "dancing dots"، الأمريكية في إنتاج برنامج هام يقدم النوتة الموسيقية بطريقة برايل للمكفوفين , وتم تكريمه في كثير من المحافل الدولية مثل جائزة مهرجان فالنسيا عام 1986 من إسبانيا وجائزة  مهرجان فييفيه من سويسرا عام 1989 ووسام التكريم من الدرجة الأولي بسلطنة عمان عام 1992، ووسام التكريم من الدرجة الأولى من ملك الأردن بالإضافة لجائزة الحصان الذهبي لأحسن ملحن بإذاعة الشرق الأوسط علي مدار سبعة عشر عاماً متتالية .

رحل عن عالمنا عمار الشريعي في السابع من ديسمبر عام 2012 تاركاً خلفه تاريخاً كبيراً وعلامات وبصمات بتاريخ التأليف الموسيقي والغنائي  المصري والعربي، حافراً بداخلنا الكثير من الذكريات والأحاسيس والمشاعر كلما إستمعنا إلي ألحانه وموسيقاه، وعلمنا درساً ونموذجاً يحتذي به في إثبات الذات وتخقيق المستحيل.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل