المحتوى الرئيسى

أدب عالمي | «العزلة والصمت».. كارثة «دون ديليلو» 

10/22 14:24

"العزلة والصمت والترصد".. ثلاث صفات تحلى بها الكاتب الأمريكي العالمي "دون ديليلو"، وساهمت في رسم وتشكيل إبداعه، فأنتج مجموعة من الأعمال آثارت جدلًا كبيرًا في الأوساط الأدبية العالمية عقب تنبؤه بأحداث عالمية قبل حدوثها، وفسرها النقاد بأنها نتاج طبيعي لعزلة "دون ديليلو"..

فالعزلة منحته طاقات كبيرة لاستشفاف وقرأه الأحداث، وتوقع ما سيترتب عليها مستقبلًا، وعلى الرغم من أن القارئ العادي الغير أكاديمي يستطيع أن يربط أحداث روايات ومسرحيات "ديليلو" بالواقع، إلا أنه في أحد حواراته النادرة نفى ذلك وأكد انه بعيد كل البعد عن الواقع والسياسة.

وأصدر "دون ديليلو"، في أول الشهر الجاري أخر أعماله المثيرة للجدل رواية "الصمت"، التي تتنبأ بحالة الصمت القاتل التي شهدها العالم، بعد انتشار جائحة كورونا، حيث وصف "ديليلو" حالة الشوارع بعد تحطم طائرة، وانقطاع شبكات الطاقة المختلفة بأرجاء العالم، ويترك القارئ يتساءل من وراء كل ذلك مثلما حدث فور انتشار جائحة كورونا، فتشابهت التساؤلات لتشابه الأجواء النفسية التي تبدو ملائمة للحظة الراهنة، وذلك ما أكده ديليلو بقوله :«نرافق بعضنا البعض عبر هذه الحالة من الأرق الجماعي في فترة لا يمكن تصورها».

وفي نهاية روايته يؤكد "دون ديليلو" إن «الحياة يمكن أن تصبح على قدر بالغ من الإثارة لدرجة تنسينا خوفنا منها».

وتعمد " دون ديليلو"، أن يرسم ملامح للحياة الغيبية، واتضح ذلك في روايته "ضوضاء بيضاء"، التي تتناول حكاية عالِم جامعي يحدث تسرُّب كيميائي في معْمله يقلب حياته رأسًا على عقب، فيفقد زوجته، إلا أنه يقوم بالاتصال بها روحيًا من خلال ظاهرة إلكترونية صوتية يكتشفها فيما بعد.

وتأثر "دون ديليلو" بالفيلسوف الجزويتي الفرنسي "بيير دي شاردان"، واتضح ذلك التأثُر في روايته «نقطة النهاية» ، الذي وصفها بأنها المرحلة الأخيرة في تطور الوعي،وقال ديليلو في إحدى تصريحاته النادرة إنه قرأ عن عمل شاردان منذ وقت طويل للغاية، فأسرته الفكرة القائلة إن الوعي الإنساني يصل إلى نقطة الاستنفاء، وأن ما يأتي عقب ذلك قد يكون إما البرحاء أو شيئاً شديد السمو والرقي.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل