المحتوى الرئيسى

طفل يعيش رحلة شقاء.. "محمد" محروم من حضن أمه ومرفوض في الحضانة

10/22 13:49

مرّت 4 سنوات و5 أيام، لم يتذوق فيهم يوما واحدا حلاوة حضن أمه الدافئ، ولم يعرف طعم حليبها، وزادت المرارة بافتقاد حنان وعطف الأب، نشأ "محمد" وترعع في بيوت عمه وعمته وجدته، وتربى داخل بيئات وثقافات مختلفة، ربما أثرت على نشأته وجعلته مشتت ذهنيا وفكريا، بسبب الانشغال الدائم لوالده مع والدته المريضة التى ترقد فى غيبوبة منذ 4 سنوات.

"ابني مفتقد لحضن أمه، بيدخل عليها وهي نايمة ويقولها أوبح شيليني يا ماما"، كلمات كما كشفت عن مأساة "محمد"، عبرت عن حزن والده هاني الصانع، من أبناء محافظة البحيرة، فطوال هذه الأعوام، ظل الأب المكلوم يتردد على الأم المريضة بغرفتها، يلقي نظرة أمل، بأن تستيقظ وتحمل فلذة كبدهما المشتاق إلى حضنها، لكن سرعان ما تخيب آمال هذا الصغير، ويخرج من غرفتها منكوس الرأس.

يحكي الصانع: "بيقول لي بابا نفسي ماما تاخدني في حضنها زي صحابي في الشارع، كل أمهاتهم معاهم وبيلعبوا معاهم"، فمنذ اليوم الأول لولاد "محمد" دخلت الأم في غيبوبة طيلة هذه السنوات، على إثر تسمم حمل: "مراتي كانت حامل في توأم، البنت توفت بعد الولادة ومحمد عنده كهرباء زيادة وبيتعالج، وده أثر عليه، وعنده ضعف في النطق وتشنجات".

لا يعيش الصغير، حياة سوية منذ فتحت عينيه على الحياة، حيث قضى أول 4 أشهر من عمره في بيت عمه وزوجته، و4 أشهر آخرين قضاها في ضيافة عمته وزوجها، ويعيش حاليا مع جدته للأم: "ابني مرضعش طبيعي ومعرفش معنى الحنية والاحتواء، وكان عايش مع أختي وأخويا وكانوا بيعاملوه كويس جدا، لكن مفيش حاجة زي حنية الأم والأب، وابني مفتقدها لكن هعمل إيه مقدرش أسيب أمه، أنا الوحيد اللي بمرضها وباخد بالي منها، وبغير لها الحفاظات وهدومها، وبحميها وهي على السرير"، بحسب "هاني".

لم ير الأب طفله يكبر ويترعرع أمامه بسبب انشغاله الدائم، وكذلك حُرم من متعة اللعب معه والنوم بجانبه، ومشاكساته وشقاوته الطفولية الممتعة في هذا العمر: "نفسي شملنا يتلم، ونفسي أخد ابني في حضني وألعب معاه، وادلعه وأمه تصحى من الغيبوبة وتشوف ضناها قدامها".

متع كثير تفتقدها هذه الأسرة بسبب عدم اجتماعهم في بيت واحد: "يكفي أني معرفش تفاصيل كتير عن ابني، الوقت الوحيد اللي بقضيه معه نص ساعة وإحنا رايحيين جلسات التخاطب 4 مرات في الأسبوع، وبحس أني بعمل واجب مفروض عليا، معنديش وقت للراحة ولا الرفاهية ولا ادلعه"، وبحسب "هاني"، دخل طفله الحضانة يومين فقط، ورفضته إدارة الحضانة بسبب التشنجات والكهرباء الزائدة التي يمر بها بين الحين والآخر.

محمد سلامة يرسم على الورق بدقة تصل إلى دقة الكاميرا الفوتوغرافية، شخصيات عامة وحيوانات أتقن رسمها ببراعة معتمدا على جميع أدوات الرسم والتلوين

ورث حماده وهو شاب ثلاثيني يعول أسرة مكونة من أم وطفلتين مهنة بيع السبح عن أبيه منذ 10 سنوات.. يعتز حماده بالأنواع القيمة للسبح

لا يرى غيرها ولا يريد سواها، يخدمها ليل نهار، حتى ولو ظل حياته بطولها وعرضها بين يديها، يجلس بجانب سريرها يحدثها، يحكي لها عن يومه وعن ابنهما التي لم تحظى بفرصة

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل