ليبيا.. اختطاف "بعيو" بين صراع الأجنحة والمصالح الشخصية

ليبيا.. اختطاف "بعيو" بين صراع الأجنحة والمصالح الشخصية

منذ 3 سنوات

ليبيا.. اختطاف "بعيو" بين صراع الأجنحة والمصالح الشخصية

كشفت مصادر ليبية أن حادث اختطاف محمد بعيو وزير إعلام السراج  تقف خلفه تصفية حسابات قديمة وصراعات على الاعتمادات المالية وتقسيم النفوذ بين ميليشيات حكومة طرابلس.\nوفجر الأربعاء داهم ما يعرف بمليشيا ( ثوار طرابلس ) منزل محمد بعيو المكلف من فايز السراج بإدارة إعلام حكومته واقتادته وولديه إلى أحد مرتكزاتها بالعاصمة الليبية.\nوجاء الاختطاف بعد 40 يوما من تنصيبه على رأس إعلام ميليشيات حكومة الوفاق في 10 سبتمبر الماضي وذلك بعد وظيفته السابقة كمستشار إعلامي للإخواني الصديق الكبير محافظ مصرف ليبيا المركزي بطرابلس.\nوتشير المصادر إلى أن الاختطاف سبقته حرب مستترة وعلنية وحلقات من الشد والجذب والتهديدات بالقتل بين محمد بعيو المختطف من جانب والميليشياوي أيوب أبو راس والإعلامي الإخواني سليمان دوغة المقيم في إسطنبول من الجانب الآخر.\nويكشف الناشط السياسي الليبي عيسى رشوان النقاب عن الجانب المستتر في القضية والذي يعود ليوم 12 سبتمبر الماضي حين أعلن بعيو بدء عمله بميزانية سنوية قدرها 135 مليون دينار ليبي لإعادة هيكلة الإعلام التابع للوفاق في طرابلس.\nويضيف رشوان في تصريح خاص لسكاي نيوز عربية أن الخلاف دب بين أجنحة الإخوان المتنافسة في طرابلس ومارس سليمان دوغة ضغوطا غير مباشرة على السراج لإلغاء قراره بتعيين بعيو وشكل جبهة ضغط من الجناح الإخواني التابع لمفتي القاعدة الصادق الغرياني.\nويكمل رشوان أن هذه الضغوط أثرت في السراج مما جعله يمنح بعيو مبلغ 5 مليون فقط من الميزانية المطلوبة وهو ما قابله الأخير بفتح ملف حصول دوغة على مبلغ 28 مليون دولار عام 2013 من حكومة على زيدان لإنشاء قناة باسم ( ليبيا الإخبارية ) ولم تخرج للنور.\nوفي خطوة أثارت حفيظة إعلاميي الاخوان  أعلن محمد بعيو في منشور له عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك" أنه تسلم ميزانية المؤسسة الليبية للإعلام، وسيبدأ العمل قريباً على ما سماه "المشروع الوطني للإعلام" والذي سيهتم بالدورات التدريبية والندوات واللقاءات الشعبية والمؤتمرات الإعلامية عن طريق تشكيل لجان شعبية تعمل على التحضير لهذه الملفات وقال بعيو أن ميزانية المشروع تبلغ سنويا 135 مليون دينار وهي الخطوة التي فسرها البعض أنها تأتي على طريق الكيد بين الزميلين السابقين بعيو ودوغة في إشارة مستترة من بعيو إلى أن الاموال التي صرفت على إعلام الإخوان في طرابلس وإسطنبول ذهبت سدى وأنه سيؤسس لإعلام جديد.\nويذكرأن بعيو من أبناء مدينة مصراته وكان من أبرز المدافعين عن نظام العقيد القذافي وجمعه مع  الاخواني سليمان دوغة سابقا  ما عرف بـ (مشروع ليبيا الغد ) الذي أطلقه الدكتور سيف القذافي عام 2009 مع عناصر إخوانية وسلفية جهادية قالت إنها أجرت مراجعات فكرية بعد فترة طويلة من حملهم السلاح ضد النظام.\nكما يذكر أن بعيو كان من أشد المنتقدين لأداء شركة ( الغد ) الإعلامية التي كان يعمل بها دوغة وآخرين من عناصر الإخوان والجماعة المقاتلة والقاعدة.\nوترسم هذه الحادثة إحدى ملامح المرحلة التي تمر بها ليبيا تحت سطوة الإخوان ومليشياته المتصارعة منذ سقوط الدولة في الفوضى والانفلات الأمني عام 2011 وحتى الآن.\nوتشير مصادر أمنية ليبية، رفضت الكشف عن نفسها، أن تعيين محمد بعيو في منصب رئيس المؤسسة الليبية للإعلام جاء في إطار تقاسم النفوذ والموارد بين أجنحة تنظيم الإخوان الإرهابي الموجودة في مصراته وطرابلس غرب ليبيا  والذي يتخذ بعدا جهويا أغلب الأحيان رغم تقاربهما الأيدلوجي.\nأيدلوجية واحدة ببصمات جهوية \nينقسم تنظيم الإخوان الإرهابي في غرب ليبيا ، إلى تيارين يتناحران فيما بينهما عبر أجنحة متعددة، لكن يجمعهما تقاسم السلطة والنفوذ والاعتمادات المالية.\nويمثل التيار الأول ما يعرف بتيار المفتي الغرياني، وهو تيار يقترب فكر قياداته إلى فكر القاعدة وتنظيم داعش، ويتزعمه علي الصلابي وعبد الحكيم بلحاج وسامي الساعدي ونوري أبو سهمين رئيس المؤتمر العام السابق، والصديق الكبير رئيس البنك المركزي،  ومصطفي صنع الله مؤسسة النفط وفتحي باشأغا وزير داخلية ما تسمى حكومة الوفاق ومركز ثقله المليشياوي في مصراته وبعض مناطق  ومؤسسات طرابلس.\nأما التيار الثاني للتنظيم الإرهابي،  فيمثله محمد صوان المنتمي إلى حزب العدالة والبناء الذراع السياسي للتنظيم الارهابي،  وخالد المشرى رئيس ما يعرف بمجلس الدولة ومجموعة إخوان بريطانيا محمد الثابت عبدالملك والأمين بلحاج وبشير الكبتي وصلاح الشلوي ونزار كعوان وآخرين وواجهته فايز السراج ومحمد سيالة وزير خارجيته ومركز ثقله في طرابلس فقط.\nوشهدت طرابلس خلال هذه الفترة العديد من جرائم الاختطاف والتصفية  لمسؤولين محسوبين على هذا الجانب أو ذاك في اطار التصارع على مقدرات الشعب الليبي.\nوفي مايو الماضي قامت ميلشيا النواصي الموالية لمصراته باختطاف رئيس مخابرات فايز السراج في طرابلس عبد القادر التهامي، الذي توفي بعدها بساعات وسط تداول أنباء عن تعذيبه  بعد اقتياده لمكان مجهول ثم إعلان وفاته بأزمة قلبية في وقت لاحق.\nوقبل حادثة التهامي بأسبوع وفي مطلع مايو شهدت طرابلس أيضا  اختطاف ميلشيا من مصراته المسؤول بديوان المحاسبة بطرابلس رضا قرقاب ثم اطلاق سراحه بعدها بيومين.\n\n\n\n

الخبر من المصدر