المحتوى الرئيسى

حكاية "حمد السمان": رجل صالح اتعمل له مقام.. فيه ضريح بس مفيش جثمان

10/22 01:31

مقابر عتيقة وزاوية صغيرة أمامها مصلى أعلاه ألواح من الصاج تحمي أحباب الشيخ من الطقس، بعض قطع السجاد المتهالكة تفترش الأرض، ولافتة صغيرة مدون عليها بخط يدوي "مشيخة عموم الطريقة السمانية الخلوتية"، هكذا بدا المشهد أمام ضريح حمد السمان بمنطقة مقابر الإمام الشافعي بمصر القديمة.

"سمعت إن الشيخ حمد ولي من أولياء الله الصالحين، وإن له كرامات لكن هو مين بالتحديد وكراماته ايه ماعنديش فكرة".. هكذا بدأ محمد أحمد، 58 عاما، تربى بمقابر الإمام، حيث أكد أن هذا الضريح لرجل صالح كان يعيش بمنطقة المعتمدية بمحافظة الجيزة، وأنه لا يوجد جثمان له داخل الضريح، وعلى الرغم من ذلك فإن له مولد دوري، في أول أسبوع من شهر شعبان من كل عام، يتجمع خلاله جميع أبناء الطريقه السمانية: "اللي مش مجند مش هيحس بوجوده، لازم يكون القلب مجند علشان الإنسان يحس إن كان فيه جثمان ولا لا".

تقول فاطمة خالد، 36 سنة، إحدى سكان المقابر: "من يوم ما اتولدت وأنا أعرف إن سيدنا حمد ولي صالح، زمان كان فيه مولد بيتعمل لشيخ اسمه أبوالمجد، فضل فترة يتعمل، وبعد كده مبقاش حد يفكر فيه، وكلنا اهتمينا بسيدنا حمد، فيه بائعين حمص وحلاوة بيجوا هنا في الليلة الكبيرة، وبيتعمله حضرة، وحلقات ذكر".

تواصل حديثها قائلة: "سمعت إن الضريح فاضي، بس عادي مش هتفرق كتير، موجود أو لا، المهم إننا بنفرح ونفرح العيال، فضلنا نحتفل بمولد سيدنا، لحد السنة اللي فاتت بعد كده الحي طلب فلوس علشان تتعمل، بس للأسف مفيش فلوس فبقاله سنة مابيتعملش".

لم يختلف الحال كثيرا بالنسبة لضريح السادات والقريب من ضريح حمد السمان.

زاوية صغيرة للصلاة، بها مئذنة عالية تراها العين من مسافة بعيدة، الدخول إلى تلك الزاوية والتعرف على ما تحويه من أضرحة، ليس بالأمر اليسير، حيث إن خادم الزاوية، يغلق بابها حتى لا يتمكن أحد من الدخول والعبث بالأضرحة الموجودة بها.

في بداية الدخول، ستجد بابا خشبيا متهالكا، به قفل صغير، أكله الصدأ ولكنه ما زال يحكم الغلق على محتوياتها: "كل الأضرحة هنا منعرفش عنها حاجة لكن بيقولوا إنها لتلامذة الإمام مالك".. قالها العمال القائمون على خدمة الأضرحة ليؤكدوا من خلالها أنهم لا يعرفون حقيقة هذه الأضرحة، وما إن كانوا من بها هم حقا تلامذة الإمام مالك أم لا.

"هو مفيش مولد ليهم، لكن الناس بتيجي تزورهم من كل مكان في مصر، وخاصة الأرياف، واللي سمعته إنها لتلامذة الإمام مالك لكن مستحيل يكون هنا جثامين من الأساس لأن الصناديق مرفوعة عن الأرض، أعتقد تكون فاضية".. قالها محمود مصطفى، 56 عاما، والذي جاء إلى مقابر الشافعي لزيارة قبر أخيه، حيث شكك بكلامه هذا في وجود جثامين داخل أضرحة تلامذه الإمام مالك، ولم يمنع ذلك الشك لدى البعض من زيارة تلك الأضرحة ومحاولة التقرب إلى الله من خلالها، موضحا أن كل هذه الأمور ما هي إلا "سبوبة" لبعض المرتزقة، غير أنها وجدت مع وجود الفاطميين في مصر.

المكان الأشبه بفناء كبير، يبدأ عند دخوله بمراحيض للمياه، أمامها "حبل غسيل"، معلق به ملابس كثيرة، تبدو وأنها تخص خادم الأضرحة الثماني.

"جيت من المنوفية علشان أكون قريب من أسيادنا الغاليين وأنول رضاهم"، قالها ياسر أحمد، 47 سنة والذي يصلي برواد المسجد يوميا الخمس صلاوات: "بقالي عشرين سنة في المقابر بصلي بالناس وبخدم على الأضرحة، وبسترزق من قراءة القرآن على قبور المتوفين".

ويوضح ياسر أنه اضطر إلى العيش بالمقابر نظرا لظروفه المعيشية الصعبة، كما أنه يود التقرب من أولياء الله الصالحين بحسب قوله: "ماقدرش أقول إن الأضرحة دي فيها جثامين، دي حاجة في علم الغيب لكن مش هتفرق كتير".

ورث حماده وهو شاب ثلاثيني يعول أسرة مكونة من أم وطفلتين مهنة بيع السبح عن أبيه منذ 10 سنوات.. يعتز حماده بالأنواع القيمة للسبح

قررت شركة جوجل الأمريكية إزالة تطبيقا موثوقا به من متجرها في الأول من ديسمبر المقبل ولن يكون متاحا بعد ذلك للمستخدمين.

في السابعة صباحا، ينهض "عمرو"من غفوته مبكرا على صوت آيات القرآن الكريم والتواشيح الدينية من المحلات المجاورة لبيته، يهرول، رغم صعوبة حركته، من سريره حتى باب غرف

نرشح لك

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل