المحتوى الرئيسى

محمود أبو حبيب يكتب.. عندما كان علماء الأزهر على الجبهة

10/21 15:11

الملحمة الوطنية في السادس من أكتوبر سنة 1973م، التي حققت النصر الخالد، كان للأزهر دور كبير فيها باعتباره أحد أهم أدوات القوى الناعمة للدولة المصرية، هذا الدور الذي ظهرت فيه العمائم على الجبهة إلى جوار الدبابات والقذائف، محمسة للجنود ورابطة على قلوبهم بعقدة إيمانية حتى لا يساورهم شك في أن ما يقدموه من تضحيات لوطنهم هو جهاد في سبيل الله، وواجب إيماني، وفريضة وطنية مقدسة لا يجب التولي عنها يوم الزحف.

حالة التعبئة التي قام بها علماء الأزهر لإخوانهم من الجنود الشرفاء الذين حملوا أرواحهم فداء لهذا الوطن، جعلتهم مستبشرين فرحين بقرار الحرب، وانتزعت ما قلوبهم من خوف وقلق وزرعت فيهم بذرة العطاء والفداء لهذا الوطن، فآتت أكلها بالنصر أو الجنة ـ لمن نال الشهادة ـ في سبيل وطنه.

لم يكن نصر أكتوبر المجيد محض صدفة، بل سبقه بشارة ساقها فضلة الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود، شيخ الأزهرf='/tags/43290-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%87%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%81'>الأزهر الشريف آنذاك، إلى الرئيس الراحل محمد أنور السادات (بأنه رأى النبي "صلى الله عليه وسلم" في المنام يعبر قناة السويس ومن خلفه علماء المسلمين)، وكأن هذه الحرب حرب إيمانية، حرب بين الحق والباطل، ولأن رؤيا النبي صدق وحق، استنشق السادات نسائم النصر بهذه الرؤيا الصالحة التي حملها إليه شيخ الأزهر، وبعزيمة المخلصين أخذ السادات يجمع عدته وعتاده للحرب، وأخذ شيخ الأزهر يستنفر همم الجنود ويربط على قلوبهم ليثبت الأقدام حتى تزول قدم هذا العدو الغاصب من على أرض سيناء، تلك البقة المباركة التي كلم الله فيها موسى تكليما.

"إننا جميعًا جنود الحق، أنا بالحرف وأنتم بالسيف، أنا بالكتاب وأنتم بالكتائب، وأنا باللسان وأنتم بالأسنان" كانت هذه الكلمات لإمام الدعاة فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي للجنود في معسكراتهم وهم مرابطون، وكأن فضيلة الإمام أرد أن يزيل الوحشة من نفوسهم ويؤكد لهم أننا معكم وبكم سنحصل على النصر لوطننا، سائرين في سبيل الله للحصول على هذا النصر.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل