المحتوى الرئيسى

أماني أبو زيد: أفريقيا طوت صفحة الاستعمار المظلم لتصبح القارة أسرع نموا

10/20 12:37

ألقت الدكتورة أماني أبو زيد مفوضة الطاقة والبنية التحتية في الإتحاد الأفريقي الكلمة الرئيسية في الاحتفالية التي أقامتها مدينة مانشستر البريطانية  وذلك بمناسبة  مرور ٧٥ عاما على اجتماع الآباء الأوائل للتحرير في افريقيا .

وقدم الندوة البروفيسير Khalid Nedvi  رئيس المعهد العالمي للتنمية Global Institute for Development  وبحضور عدد كبير من الأساتذة  من الجامعات البريطانية .

وأعربت الدكتورة أماني أبو زيد في كلمتها في الاحتفالية عن سعادتها بالمشاركة في الاحتفالية, وقالت : لقد تغيرت أشياء كثيرة منذ ذلك الحين في العالم كما  تغيرت أشياء كثيرة في أفريقيا. بالفعل تغيرت أشياء كثيرة منذ العام الماضي ، كما  تغيرت العديد من المبادئ خاصة تلك التي جمعت هذه المجموعة المتميزة من المفكرين والقادة ، بينما لم يتغير بعضها بعد.

وأضافت مفوضة البنية التحتية بالاتحاد الأفريقي : لقد طرح كل من هؤلاء القادة العظماء أفكارهم واستراتيجياتهم الخاصة فيما يتعلق بكيفية إنهاء استعمار و تنمية إفريقيا ، وهذه الأفكار تكمن ورائها العديد من التطورات والاستراتيجيات والسياسات في أفريقيا اليوم .

و دعت الدكتورة أماني أبو زيد الى دعم القارة في تنفيذ استراتيجياتها الرامية إلى النهوض و تحقيق الرفاه لكل مواطنيها و ذلك من خلال شراكات بناءة داخل و خارج القارة .

وأوضحت أبوزيد  إن روح التحدي و التمسك بالأمل و العمل الجاد و الإخلاص رغم المصاعب هي التي ساعدت أفريقيا على تحرير نفسها من الاستعمار ومن الفصل العنصري ، وتحقيق تقدم اقتصادي واجتماعي وثقافي كبير. كما أرست أفريقيا الأسس لوحدتها ، من خلال إنشاء  منظمة الوحدة الأفريقية ، التي أصبحت فيما الاتحاد الأفريقي في عام 2002.

وأشارت الدكتورة أماني أبو زيد في كلمتها إلى أن  الاتحاد الأفريقي اليوم في طليعة الفكر الإنمائي ودعم الشراكات لصالح أفريقيا والأفارقة , وأنه  يتم دعم هذه الشراكات على أعلى مستوى سياسي في القارة التي تجمع بين الحكومات والهيئات الإقليمية والمجتمع المدني.

وقالت  : أنه  هذه هي الروح الكامنة وراء أجندة 2063 ويمكنني أن أقول بثقة  إن استراتيجية التنمية لأفريقيا هي مثال لما كان يفكر فيه هؤلاء القادة الأفارقة قبل 75 عامًا .

وأوضحت أبو زيد أن  اتفاقية منطقة التجارة الحرة الأفريقية تعكس قناعاتهم , حيث يتم من خلال هذه الاتفاقية  تكامل القدرات و استغلال الموارد الهائلة التي تتمتع بها القارة لكسر حلقة التبعية والفقر.

وأشارت أبو زيد إلى  التطورات الإيجابية والزخم الجديد  والنتائج الباهرة التي بدأت في الظهور في جميع أنحاء

وأكدت الدكتورة أماني أبو زيد أن أفريقيا غيرت نظرة العالم السلبية لها  وأصبحت مرة أخرى فخر العالم , وقالت  : أن هذا  الأمر لم يحدث بطريقة سحرية أو في غمضة عين بل استغرق عقودًا بعد عقود و تطلبت قرارًات و إصلاحات كبيرة وجهود ومدروسة لتحسين مستويات المعيشة وتطوير بلادنا. وأسهمت الإصلاحات المؤسسية في البلدان الأفريقية على وضع القارة على مسارات تجارية واقتصادية وسياسية ثابتة .

وأضافت : لقد تحولت إفريقيا من مجرد قارة مهمشة في الشؤون الدولية في نهاية الحرب الباردة  القرن الماضي إلى "أفريقيا الناهضة" التي يتكالب عليها العالم و يسعى لكسب صوتها في المحافل الدولية والعمل مع بلدانها

وتطرقت الدكتورة أماني أبو زيد في كلمتها إلى قضية تمكين المرأة في أفريقيا   , وقالت :  إذا نظرنا إلى صورة القادة في ذلك الحدث قبل 75 عامًا ، هناك امرأة واحدة فقط ,  لقد تغير ذلك الأمر  بالتأكيد ، فالمرأة الأفريقية اليوم هي المحرك الرئيسي الاقتصادات الأفريقية وقد لعبت ولا تزال تلعب دورًا نشطًا في تنمية القارة .

وأشارت أبو زيد إلى أن الاتحاد الأفريقي إحتفل مؤخرا بنهاية عقد المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة ’’ 2010/2020 ’’  حيث تم تكريس عقد كامل للمرأة ، وأظهر القادة الأفارقة إرادتهم السياسية والتزامهم بتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة وحقوقها , لافتة إلى أنه  طوال هذا  العقد تم إحراز تقدم كبير في ترجمة الالتزام إلى عمل  حيث اتخذت معظم البلدان

وأكدت أبو زيد أن أفريقيا قارة ذات إمكانات كبيرة غير مستغلة. غالبًا ما يتم قياس هذه الإمكانات من حيث الموارد الطبيعية ، سواء كانت مياه ومصادر الطاقة ومعادن. لكن أعظم موارد القارة هم الشباب وذلك  مع ما يقرب من 500 مليون شاب أفريقي تتراوح أعمارهم بين 15 و 35 عامًا اليوم. في غضون عشر سنوات ، ستكون إفريقيا موطنًا لخمس الشباب في جميع أنحاء العالم.

وأشارت الدكتورة أماني أبو زيد في كلمتها إلى أن المستويات المنخفضة للبنية التحتية تشكل  أحد أكبر التحديات التي تواجه أجندة تنمية أفريقيا ، والتي لها تأثير سلبي على القدرة التنافسية لأفريقيا ومشاركتها في الأسواق العالمية.

وقالت : سوء حالة البنية التحتية فيما يتعلق بالكهرباء والمياه. والطرق وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات تقلل النمو الاقتصادي الوطني بنسبة 2٪ سنويًا وتقلل من الإنتاجية, مشيرا إلى أن حوالي 600 مليون شخص في افريقيا بدون كهرباء بينما أقل من 39٪ فقط من سكان إفريقيا يتمتعون بربط الإنترنت على الرغم من أن إفريقيا هي السوق الرقمية الأسرع نموًا .

وشددت مفوضة البنية التحتية في الاتحاد الأفريقي على أن هناك حاجة ملحة لأفريقيا لرسم مسارها الخاص , مؤكدة أن السلم و الطاقة و الرقمنة و الأمن الغذائي و تطوير الطرق والموانئ والبنية التحتية الصحية والتعليمية هي في طليعة أولويات القارة

وقالت الدكتورة أماني أبو زيد :  يجب علينا بكل وضوح أن نختار بجرأة نهجًا مبتكرًا يصلح لـ أفريقيا , مشيرة إلى أن جائحة كورونا أكدت علي  الحاجة الملحة لوضع حد للاعتماد على الخارج , مؤكدة أن إفريقيا تتحمل مسؤولية تنميتها وازدهارها ، و يجب على العالم التضامن معها .

وأضافت : لقد بزغ فجر إفريقيا حقاً ... الأمر لا يتعلق بنسيان من نحن ومن أين أتينا .... ولكن كما قال الرئيس ناصر: الأمر  ليس أن ننسى ماضينا  .. و لكن أن نذوي صفحته"

واقتبست من الرئيس كوامي نكروما قوله "إننا في أفريقيا لا نتطلع إلى الشرق أو إلى الغرب. إنما نحن نتطلع للتقدم للأمام "

و اختتمت الدكتورة أماني أبو زيد المحاصرة الهامة بقولها : إن هذا هو بالضبط ما ننظر إليه و نعمل عليه في أفريقيا  التقدم للأمام بخطى كبيرة" .

جدير بالذكر أن اجتماع مانشستر عام  1945 كان مقدمة لتطور عدد من حركات التحرر الأفريقية التي استمرت لتأمين الحكم الذاتي بنجاح للبلدان في جميع أنحاء أفريقيا.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل