المحتوى الرئيسى

أبو زيد: أفريقيا طوت صفحة الاستعمار المظلم لتصبح القارة أسرع نموا

10/20 13:48

ألقت الدكتورة أماني أبو زيد مفوضة الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد الأفريقي، الكلمة الرئيسية في الاحتفالية التي أقامتها مدينة مانشستر البريطانية، وذلك بمناسبة، مرور ٧٥ عاما على اجتماع الآباء الأوائل للتحرير في أفريقيا.

و قدم الندوة البروفيسير Khalid Nedvi، رئيس المعهد العالمي للتنمية Global Institute for Development  وبحضور عدد كبير من الأساتذة  من الجامعات البريطانية .

وأعربت الدكتورة أماني أبو زيد في كلمتها في الاحتفالية عن سعادتها بالمشاركة في الاحتفالية، وقالت: «لقد تغيرت أشياء كثيرة منذ ذلك الحين في العالم كما تغيرت أشياء كثيرة في أفريقيا، بالفعل تغيرت أشياء كثيرة منذ العام الماضي، كما تغيرت العديد من المبادئ خاصة تلك التي جمعت هذه المجموعة المتميزة من المفكرين والقادة، بينما لم يتغير بعضها بعد».

وأضافت مفوضة البنية التحتية بالاتحاد الأفريقي: «لقد طرح كل من هؤلاء القادة العظماء أفكارهم واستراتيجياتهم الخاصة فيما يتعلق بكيفية إنهاء استعمار و تنمية إفريقيا، وهذه الأفكار تكمن ورائها العديد من التطورات والاستراتيجيات والسياسات في أفريقيا اليوم».

ودعت الدكتورة أماني أبو زيد، إلى دعم القارة في تنفيذ استراتيجياتها الرامية إلى النهوض وتحقيق الرفاه لكل مواطنيها وذلك من خلال شراكات بناءة داخل وخارج القارة.

وأوضحت أبوزيد، أن روح التحدي والتمسك بالأمل والعمل الجاد والإخلاص رغم المصاعب هي التي ساعدت أفريقيا على تحرير نفسها من الاستعمار ومن الفصل العنصري، وتحقيق تقدم اقتصادي واجتماعي وثقافي كبير، كما أرست أفريقيا الأسس لوحدتها، من خلال إنشاء  منظمة الوحدة الأفريقية، التي أصبحت فيما الاتحاد الأفريقي في عام 2002.

وأشارت الدكتورة أماني أبو زيد في كلمتها إلى أن الاتحاد الأفريقي اليوم في طليعة الفكر الإنمائي ودعم الشراكات لصالح أفريقيا والأفارقة، وأنه  يتم دعم هذه الشراكات على أعلى مستوى سياسي في القارة التي تجمع بين الحكومات والهيئات الإقليمية والمجتمع المدني.

وقالت: «إنه هذه هي الروح الكامنة وراء أجندة 2063 ويمكنني أن أقول بثقة إن استراتيجية التنمية لأفريقيا هي مثال لما كان يفكر فيه هؤلاء القادة الأفارقة قبل 75 عامًا».

وأوضحت أبو زيد أن اتفاقية منطقة التجارة الحرة الأفريقية تعكس قناعاتهم، حيث يتم من خلال هذه الاتفاقية  تكامل القدرات واستغلال الموارد الهائلة التي تتمتع بها القارة لكسر حلقة التبعية والفقر.

وأشارت أبو زيد إلى  التطورات الإيجابية والزخم الجديد  والنتائج الباهرة التي بدأت في الظهور في جميع أنحاء القارة والتي تشمل وجود عدد من الدول الأفريقية في الاقتصادات الأسرع تقدمًا، والمراكز التقنية التي تنتشر في كل مكان في القارة والمشروعات الكبرى التي يتم تنفيذها في عدد كبير من الدول الافريقية وبروز الطبقة الوسطى في دول القارة، وتحسين الحوكمة.

وأكدت الدكتورة أماني أبو زيد أن المشروعات الرئيسية القارية، تسير في المسار الصحيح، مشيرة إلى أن التكامل الاقتصادي للقارة الذي تتطلع له شعوبها أصبح الآن في متناول اليد.

وأضافت: «طموحنا المشترك وطموح قادتنا والمئات من ملايين الأفارقة، هو التقدم بقوة أكبر وتصميم نحو هذا الأفق».

وأكدت الدكتورة أماني أبو زيد أن أفريقيا غيرت نظرة العالم السلبية لها، وأصبحت مرة أخرى فخر العالم، وهذا الأمر لم يحدث بطريقة سحرية أو في غمضة عين بل استغرق عقودًا بعد عقود وتطلب قرارًات وإصلاحات كبيرة وجهود ومدروسة لتحسين مستويات المعيشة وتطوير بلادنا، كما أسهمت الإصلاحات المؤسسية في البلدان الأفريقية على وضع القارة على مسارات تجارية واقتصادية وسياسية ثابتة .

وأضافت: «لقد تحولت إفريقيا من مجرد قارة مهمشة في الشؤون الدولية في نهاية الحرب الباردة  القرن الماضي إلى أفريقيا الناهضة، التي يتكالب عليها العالم و يسعى لكسب صوتها في المحافل الدولية والعمل مع بلدانها».

وتطرقت الدكتورة أماني أبو زيد في كلمتها إلى قضية تمكين المرأة في أفريقيا، وقالت: «إذا نظرنا إلى صورة القادة في ذلك الحدث قبل 75 عامًا، هناك امرأة واحدة فقط، لقد تغير ذلك الأمر بالتأكيد، فالمرأة الأفريقية اليوم هي المحرك الرئيسي الاقتصادات الأفريقية وقد لعبت ولا تزال تلعب دورًا نشطًا في تنمية القارة».

وأشارت أبو زيد إلى أن الاتحاد الأفريقي إحتفل مؤخرا بنهاية عقد المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة 2010/2020، حيث تم تكريس عقد كامل للمرأة، وأظهر القادة الأفارقة إرادتهم السياسية والتزامهم بتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة وحقوقها، لافتة إلى أنه طوال هذا  العقد تم إحراز تقدم كبير في ترجمة الالتزام إلى عمل، حيث اتخذت معظم البلدان الأفريقية خطوات عملاقة للارتقاء بوضع المرأة من خلال الوسائل القانونية والدستورية، فضلاً عن خلق بيئات مواتية للمرأة لتحقيق إمكاناتها.

وقالت: «لقد شهدت إفريقيا زيادة في مشاركة المرأة في عمليات صنع القرار السياسي، وتشغل النساء الآن في عدد من الدول الأفريقية وزارات استراتيجية مثل الدفاع والاقتصاد والمالية والشؤون الخارجية، والتي كانت تقليديا مخصصة للرجال»، لافتة إلى أن تمثيل المرأة على سبيل المثال في الحكومة المصرية حوالي 20 % وتمثل 15 % من البرلمان.

وأكدت أبو زيد أن أفريقيا قارة ذات إمكانات كبيرة غير مستغلة، غالبًا ما يتم قياس هذه الإمكانات من حيث الموارد الطبيعية، سواء كانت مياه ومصادر الطاقة ومعادن، لكن أعظم موارد القارة هم الشباب وذلك مع ما يقرب من 500 مليون شاب أفريقي تتراوح أعمارهم بين 15 و 35 عامًا اليوم، في غضون عشر سنوات، ستكون إفريقيا موطنًا لخمس الشباب في جميع أنحاء العالم.

وأشارت الدكتورة أماني أبو زيد في كلمتها إلى أن المستويات المنخفضة للبنية التحتية تشكل  أحد أكبر التحديات التي تواجه أجندة تنمية أفريقيا، والتي لها تأثير سلبي على القدرة التنافسية لأفريقيا ومشاركتها في الأسواق العالمية.

وقالت: «سوء حالة البنية التحتية فيما يتعلق بالكهرباء والمياه. والطرق وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات تقلل النمو الاقتصادي الوطني بنسبة 2٪ سنويًا وتقلل من الإنتاجية، مشيرا إلى أن حوالي 600 مليون شخص في أفريقيا بدون كهرباء بينما أقل من 39٪ فقط من سكان إفريقيا يتمتعون بربط الإنترنت على الرغم من أن إفريقيا هي السوق الرقمية الأسرع نموًا».

وشددت مفوضة البنية التحتية في الاتحاد الأفريقي على أن هناك حاجة ملحة لأفريقيا لرسم مسارها الخاص، مؤكدة أن السلم والطاقة والرقمنة والأمن الغذائي وتطوير الطرق والموانئ والبنية التحتية الصحية والتعليمية هي في طليعة أولويات القارة».

وقالت الدكتورة أماني أبو زيد: «يجب علينا بكل وضوح أن نختار بجرأة نهجًا مبتكرًا يصلح لـ أفريقيا، مشيرة إلى أن جائحة كورونا أكدت على الحاجة الملحة لوضع حد للاعتماد على الخارج، مؤكدة أن إفريقيا تتحمل مسؤولية تنميتها وازدهارها، ويجب على العالم التضامن معها».

وأضافت: «لقد بزغ فجر إفريقيا حقا، الأمر لا يتعلق بنسيان من نحن ومن أين أتينا، ولكن كما قال الرئيس ناصر: الأمر  ليس أن ننسى ماضينا، ولكن أن نذوي صفحته، واقتبست من الرئيس كوامي نكروما قوله: إننا في أفريقيا لا نتطلع إلى الشرق أو إلى الغرب. إنما نحن نتطلع للتقدم للأمام».

واختتمت الدكتورة أماني أبو زيد المحاصرة الهامة بقولها: «إن هذا هو بالضبط ما ننظر إليه و نعمل عليه في أفريقيا  التقدم للأمام بخطى كبيرة».

يذكر أن اجتماع مانشستر عام  1945 كان مقدمة لتطور عدد من حركات التحرر الأفريقية التي استمرت لتأمين الحكم الذاتي بنجاح للبلدان في جميع أنحاء أفريقيا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل