المحتوى الرئيسى

عاصفة غضب عربية بعد الإساءة لوفد إماراتي بالأقصى

10/20 07:26

عاصفة غضب عربية شهدها موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" رفضا وتنديدا لقيام فلسطيني بتوجيه إساءات لوفد إماراتي خلال زيارته للمسجد الأقصى.

واستهجن مغردون، بينهم كتاب وإعلاميون من مختلف الدول العربية، توجيه إساءات فلسطيينة للوفد الإماراتي، وأشادوا في الوقت نفسه بأخلاق الإماراتين الذين رفضوا الرد على الإساءة بالإساءة.

وسارعت قناة "الجزيرة" القطرية والإعلاميين الموالين لتنظيم "الحمدين" بتداول الفيديو والاحتفاء به، وسط تأكيدات مغردين أن سلوكهم يؤكد أن الفلسطيني المسئ تم تحريضه من قطر.

وأكد المغردون إنه بالوقت الذي كان الإخونجية يرفعون الشعارات ويحرضون على الوفد الإماراتي الزائر للمسجد الأقصى، كان هناك وفد إماراتي آخر يجتمع مع منظمة الأونروا لدعم الشعب الفلسطيني.

وبادر مغردون فلسطينيون بالاعتذار للوفد الإماراتي، وأعلنوا تبرؤهم من تلك السلوكيات الشائنة.

وفي هذا الصدد قال مغرد يحمل اسم "ابن فلسطين منير" : "باسمي وباسم كل شريف في فلسطين نعتذر إلى أهلنا في الإمارات عن التصرف الفردي من شخص جاهل يشتم أخوه المسلم في بيت الله المسجد الأقصى أولى القبلتين لكل مسلم".

وتابع: "كل فلسطيني أمنيته أن يرى أخوه المسلم يصلى في المسجد الأقصى.. ضاق صدري من التصرف".

وأيده في اعتذاره معه العديد من المغردين الفلسطينيين، من بينهم مغردة تحمل اسم "بنت فلسطين"، والتي غردت قائلة: "نحن باسم كل فلسطيني وفلسطينة أشراف أحرار في فلسطين، نقدم ايضاً الاعتذار لأشقائنا في الإمارات ونحن ندرك أننا أخوة وأخوات مسلمين نتلهف جميعا لو بركعتين في الاقصى الشريف جعلها الله أن يكتبها لنا وللمسلمين".

وأردفت: "نكرر الاعتذار لشعب الإمارت.. فمن قام بمثل هذا ليس من أرض فلسطين الشريفة".

من جهة أخرى، أعرب مغردون إماراتيون عن استيائهم من الإساءة التي وجهت للوفد الإماراتي.

وفي رد قوي وبليغ على تلك الإساءة غرد الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والخارجية بالمجلس الوطني الاتحادي الإماراتي بقوله تعالى (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه).

من جهته، قارن الكاتب الإماراتي يعقوب الريسي بين موقف بلاده الداعم لفلسطين، والإساءة لوفد بلاده بتحريض من قطر.

ونشر صورتين أحدها لتغريدات تحريضية لإعلاميين قطريين على خلفية الفيديو، والأخرى لرابط خبر عن لقاء ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي، مع فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا"، وتأكيدها على التزام الإمارات بدعم فلسطين.

وغرد قائلا: "بالوقت الذي كان الإخونجية يرفعون الشعارات ويحرضون على الوفد الإماراتي الزائر للمسجد الأقصى! بالمقابل كان هناك وفد إماراتي آخر يجتمع مع منظمة الأونروا لدعم الشعب الفلسطيني."

وأردف: "للعلم 3,1 مليار درهم هي المساعدات التي قدمتها الإمارات للفلسطينين من 2013 حتى2020".

بدوره قارن المغرد بن ثاني، بين أخلاق الإماراتيين وسلوك المسئ لهم، بنشره تسجيل صوتي أحد أعضاء الوفد الإماراتي يروي فيه ما حديث، ويؤكد أنه رفض الحديث عن تلك الإساءة لرجل الأمن الذي كان يراقفقهم، حتى لا يتعرض الفلسطيني لأي أذى".

وقال في هذا الصدد: "يوم سألهم السكيوريتي حد ضايقكم في المسجد؟ قالوا لا رحمة به، بالرغم من أنه سبهم ونشر الفيديو إلا أنهم ما بغوا يضرونه".

على الصعيد نفسه، استنكرت المغردة ليلى العوضي، ما حدث للوفد الإماراتي، وغردت قائلة: "هل هذه أخلاق الضيافة عن الفلسطينيين ؟! هل من أصول الدين أن تسب داخل المسجد؟! هل هذه أخلاق العرب؟! "، وتابعت: "سنزور الأقصى لأنه ليس ملكاً لكم بل ملك المسلمين جميعا."

وأعرب مغردون عرب عن صدمتهم من الإساءة الفلسطينية للوفد الإماراتي، وذكروا بدعم الإمارات المتواصل للشعب الفلسطيني.

في هذا الصدد، قال الإعلامي السعودي عبدالله البندر: "شتم بألفاظ نابية وكلمات بذيئة ضد مسلمين داخل مسجد وفي المقابل تعامل الإماراتيين بأخلاقهم وعدم الرد عليهم احتراماً لقدسية المكان."

وأردف: "للمعلومية: دولة الإمارات تعتبر من أكبر الدول الداعمة للشعب الفلسطيني بعد السعودية في المساعدات حسب منظمة "الأونروا" ومع ذلك يكون الجزاء نكران وجحود".

في السياق نفسه قال الكاتب الموريتاني الشيخ ولد السالك: "هذا الفعل المشين مظهر من مظاهر بيع المسجد الأقصى في سوق النخاسة السياسية.. لا شك في أن هذا الشخص وغيره يتم تحريكهم من تنظيم الإخوان ومثيري الفتنة في قطر وتركيا وإيران".

وناشد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني " بوصفه الوصي عربيا ودوليا على المسجد الأقصى التدخل لوقف وإدانة هذا الفعل".

بدوره استنكر المغرد السعودي سطام الحارثي تلك الإساءة، وغرد قائلا: "تصدقون توقعت الفلسطينيين يقابلون إخوانهم العرب بالورود ويفتحون لهم بيوتهم ضيافة الله يعطينا على قد نيتنا وصفاء قلوبنا.. المقطع محزن وتوقعت أن يقوم بهذا الفعل اليهود المتشددين وليس الفلسطينيين"، وتابع: "شكرا لأبناء زايد على هذه الأخلاق وهذا الصبر".

وكان وفد إماراتي زار القدس مؤخرا، وأدى الصلاة في ثالث الحرمين الشريفين، وتجوّل داخل باحات المسجد الأقصى.

وجاءت الزيارة كأحد ثمار معاهدة السلام التي وقعتها دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، يوم 15 سبتمبر/أيلول الماضي، ورسالة إماراتية للفلسطينيين والعالم بأن المعاهدة تدعم قضيتهم وما تم الاتفاق عليه يجري تنفيذه على أرض الواقع.

وفتحت الإمارات الطريق أمام تسوية وضع الأقصى، وألزمت معاهدة السلام إسرائيل بفتح المسجد أمام المسلمين من بقاع الأرض كافة.

وعلى الفور حاول الذباب الإلكتروني لقطر وتركيا التشويش على الزيارة وتشويه أهدافها ومهاجمتها في إطار مخططه البائس لإفشال جهود السلام الإماراتية وتشويهها.

لكن التناقض الغريب والعجيب هنا، أن من هاجموا زيارة الوفد الإماراتي وحاولوا تشويه أهدافه، هم أنفسهم من احتفوا بزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمسجد الأقصى وسط حراسة إسرائيلية مشددة قبل عدة سنوات، ثم الاحتفاء بزيارة صلاح بن غانم العلي، وزير الثقافة والرياضة القطري قبل عامين.

كما تظهر تلك المواقف المتناقضة أن المعترضين، هم أنفسهم من أشادوا بزيارة الأتراك والقطريين للأقصى بوصفها دعما لصمود لدعم المقدسيين، بل ودعوا العرب لزيارة المسجد الأقصى.

تلك المواقف المتناقضة تكشف بجلاء متاجرة القطريين والأتراك والموالين لهم من السلطة الفلسطينية وفصائلها، بالقضية الفلسطينية.

تلك المتاجرة ظهرت عبر استراتيجية الظواهر الصوتية واستخدام عبارات تستميل القلوب من قبيل "دعم القدس ونصرة الأقصى" للترويج لداعميهم، في وقت يطال الوفد الإماراتي دعوات من قبيل التحريض والتخوين رغم تشابهه المواقف.

وتقدم الإمارات للعالم أجمع نموذجا يجسد التسامح في أجمل صوره ومعانيه، بعد أن تعالت على الإساءات المتواصلة من السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس والفصائل التي تدور في فلكها، ومضت قدما في دعم الشعب الفلسطيني.

هذا الدعم تؤكده لغة الأرقام، وتوثقه المنظمات الدولية المعنية بالقضية الفلسطينية، وتشهد به كل الدول حول العالم، حيث لا يمكن أن يزايد منصف على مواقف دولة الإمارات الداعمة للقضية الفلسطينية، التي تعد أحد ثوابت سياستها الخارجية.

فقد قدمت دولة الإمارات للفلسطينين خلال الفترة من عام 2013 وحتى عام 2020 دعما تجاوز 840 مليون دولار أمريكي.

وحصلت وكالة الأونروا منها، على أكثر من 218 مليون دولار أمريكي، بما فيهم 166 مليون دولار لقطاع التعليم، و19 مليون دولار كمساعدات سلعية وبرامج موجهة للخدمات الاجتماعية في غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان.

وتترأس دولة الإمارات الدورة الحالية للجنة الاستشارية للأونروا، والتي تستهدف خلال فترة رئاستها 2020-2021 التركيز على مجالات رئيسية كرقمنة التعليم، وتمكين النساء والفتيات، وتمكين الشباب، واستدامة البيئة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل