عاصفة غضب عربية بعد الإساءة لوفد إماراتي بالأقصى

عاصفة غضب عربية بعد الإساءة لوفد إماراتي بالأقصى

منذ 3 سنوات

عاصفة غضب عربية بعد الإساءة لوفد إماراتي بالأقصى

عاصفة غضب عربية شهدها موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" رفضا وتنديدا لقيام فلسطيني بتوجيه إساءات لوفد إماراتي خلال زيارته للمسجد الأقصى.\nواستهجن مغردون، بينهم كتاب وإعلاميون من مختلف الدول العربية، توجيه إساءات فلسطيينة للوفد الإماراتي، وأشادوا في الوقت نفسه بأخلاق الإماراتين الذين رفضوا الرد على الإساءة بالإساءة.\nوسارعت قناة "الجزيرة" القطرية والإعلاميين الموالين لتنظيم "الحمدين" بتداول الفيديو والاحتفاء به، وسط تأكيدات مغردين أن سلوكهم يؤكد أن الفلسطيني المسئ تم تحريضه من قطر.\nوأكد المغردون إنه بالوقت الذي كان الإخونجية يرفعون الشعارات ويحرضون على الوفد الإماراتي الزائر للمسجد الأقصى، كان هناك وفد إماراتي آخر يجتمع مع منظمة الأونروا لدعم الشعب الفلسطيني.\nوبادر مغردون فلسطينيون بالاعتذار للوفد الإماراتي، وأعلنوا تبرؤهم من تلك السلوكيات الشائنة.\nوفي هذا الصدد قال مغرد يحمل اسم "ابن فلسطين منير" : "باسمي وباسم كل شريف في فلسطين نعتذر إلى أهلنا في الإمارات عن التصرف الفردي من شخص جاهل يشتم أخوه المسلم في بيت الله المسجد الأقصى أولى القبلتين لكل مسلم".\nوتابع: "كل فلسطيني أمنيته أن يرى أخوه المسلم يصلى في المسجد الأقصى.. ضاق صدري من التصرف".\n\nوأيده في اعتذاره معه العديد من المغردين الفلسطينيين، من بينهم مغردة تحمل اسم "بنت فلسطين"، والتي غردت قائلة: "نحن باسم كل فلسطيني وفلسطينة أشراف أحرار في فلسطين، نقدم ايضاً الاعتذار لأشقائنا في الإمارات ونحن ندرك أننا أخوة وأخوات مسلمين نتلهف جميعا لو بركعتين في الاقصى الشريف جعلها الله أن يكتبها لنا وللمسلمين".\nوأردفت: "نكرر الاعتذار لشعب الإمارت.. فمن قام بمثل هذا ليس من أرض فلسطين الشريفة".\nمن جهة أخرى، أعرب مغردون إماراتيون عن استيائهم من الإساءة التي وجهت للوفد الإماراتي.\nوفي رد قوي وبليغ على تلك الإساءة غرد الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والخارجية بالمجلس الوطني الاتحادي الإماراتي بقوله تعالى (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه).\n\nمن جهته، قارن الكاتب الإماراتي يعقوب الريسي بين موقف بلاده الداعم لفلسطين، والإساءة لوفد بلاده بتحريض من قطر.\nونشر صورتين أحدها لتغريدات تحريضية لإعلاميين قطريين على خلفية الفيديو، والأخرى لرابط خبر عن لقاء ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي، مع فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا"، وتأكيدها على التزام الإمارات بدعم فلسطين.\n\nوغرد قائلا: "بالوقت الذي كان الإخونجية يرفعون الشعارات ويحرضون على الوفد الإماراتي الزائر للمسجد الأقصى! بالمقابل كان هناك وفد إماراتي آخر يجتمع مع منظمة الأونروا لدعم الشعب الفلسطيني."\nوأردف: "للعلم 3,1 مليار درهم هي المساعدات التي قدمتها الإمارات للفلسطينين من 2013 حتى2020".\nبدوره قارن المغرد بن ثاني، بين أخلاق الإماراتيين وسلوك المسئ لهم، بنشره تسجيل صوتي أحد أعضاء الوفد الإماراتي يروي فيه ما حديث، ويؤكد أنه رفض الحديث عن تلك الإساءة لرجل الأمن الذي كان يراقفقهم، حتى لا يتعرض الفلسطيني لأي أذى".\n\nوقال في هذا الصدد: "يوم سألهم السكيوريتي حد ضايقكم في المسجد؟ قالوا لا رحمة به، بالرغم من أنه سبهم ونشر الفيديو إلا أنهم ما بغوا يضرونه".\nعلى الصعيد نفسه، استنكرت المغردة ليلى العوضي، ما حدث للوفد الإماراتي، وغردت قائلة: "هل هذه أخلاق الضيافة عن الفلسطينيين ؟! هل من أصول الدين أن تسب داخل المسجد؟! هل هذه أخلاق العرب؟! "، وتابعت: "سنزور الأقصى لأنه ليس ملكاً لكم بل ملك المسلمين جميعا."\n\nوأعرب مغردون عرب عن صدمتهم من الإساءة الفلسطينية للوفد الإماراتي، وذكروا بدعم الإمارات المتواصل للشعب الفلسطيني.\nفي هذا الصدد، قال الإعلامي السعودي عبدالله البندر: "شتم بألفاظ نابية وكلمات بذيئة ضد مسلمين داخل مسجد وفي المقابل تعامل الإماراتيين بأخلاقهم وعدم الرد عليهم احتراماً لقدسية المكان."\n\nوأردف: "للمعلومية: دولة الإمارات تعتبر من أكبر الدول الداعمة للشعب الفلسطيني بعد السعودية في المساعدات حسب منظمة "الأونروا" ومع ذلك يكون الجزاء نكران وجحود".\nفي السياق نفسه قال الكاتب الموريتاني الشيخ ولد السالك: "هذا الفعل المشين مظهر من مظاهر بيع المسجد الأقصى في سوق النخاسة السياسية.. لا شك في أن هذا الشخص وغيره يتم تحريكهم من تنظيم الإخوان ومثيري الفتنة في قطر وتركيا وإيران".\n\nوناشد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني " بوصفه الوصي عربيا ودوليا على المسجد الأقصى التدخل لوقف وإدانة هذا الفعل".\n\nبدوره استنكر المغرد السعودي سطام الحارثي تلك الإساءة، وغرد قائلا: "تصدقون توقعت الفلسطينيين يقابلون إخوانهم العرب بالورود ويفتحون لهم بيوتهم ضيافة الله يعطينا على قد نيتنا وصفاء قلوبنا.. المقطع محزن وتوقعت أن يقوم بهذا الفعل اليهود المتشددين وليس الفلسطينيين"، وتابع: "شكرا لأبناء زايد على هذه الأخلاق وهذا الصبر".\nوكان وفد إماراتي زار القدس مؤخرا، وأدى الصلاة في ثالث الحرمين الشريفين، وتجوّل داخل باحات المسجد الأقصى.\nوجاءت الزيارة كأحد ثمار معاهدة السلام التي وقعتها دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، يوم 15 سبتمبر/أيلول الماضي، ورسالة إماراتية للفلسطينيين والعالم بأن المعاهدة تدعم قضيتهم وما تم الاتفاق عليه يجري تنفيذه على أرض الواقع.\nوفتحت الإمارات الطريق أمام تسوية وضع الأقصى، وألزمت معاهدة السلام إسرائيل بفتح المسجد أمام المسلمين من بقاع الأرض كافة.\nوعلى الفور حاول الذباب الإلكتروني لقطر وتركيا التشويش على الزيارة وتشويه أهدافها ومهاجمتها في إطار مخططه البائس لإفشال جهود السلام الإماراتية وتشويهها.\nلكن التناقض الغريب والعجيب هنا، أن من هاجموا زيارة الوفد الإماراتي وحاولوا تشويه أهدافه، هم أنفسهم من احتفوا بزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمسجد الأقصى وسط حراسة إسرائيلية مشددة قبل عدة سنوات، ثم الاحتفاء بزيارة صلاح بن غانم العلي، وزير الثقافة والرياضة القطري قبل عامين.\n\nكما تظهر تلك المواقف المتناقضة أن المعترضين، هم أنفسهم من أشادوا بزيارة الأتراك والقطريين للأقصى بوصفها دعما لصمود لدعم المقدسيين، بل ودعوا العرب لزيارة المسجد الأقصى.\nتلك المواقف المتناقضة تكشف بجلاء متاجرة القطريين والأتراك والموالين لهم من السلطة الفلسطينية وفصائلها، بالقضية الفلسطينية.\nتلك المتاجرة ظهرت عبر استراتيجية الظواهر الصوتية واستخدام عبارات تستميل القلوب من قبيل "دعم القدس ونصرة الأقصى" للترويج لداعميهم، في وقت يطال الوفد الإماراتي دعوات من قبيل التحريض والتخوين رغم تشابهه المواقف.\nوتقدم الإمارات للعالم أجمع نموذجا يجسد التسامح في أجمل صوره ومعانيه، بعد أن تعالت على الإساءات المتواصلة من السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس والفصائل التي تدور في فلكها، ومضت قدما في دعم الشعب الفلسطيني.\nهذا الدعم تؤكده لغة الأرقام، وتوثقه المنظمات الدولية المعنية بالقضية الفلسطينية، وتشهد به كل الدول حول العالم، حيث لا يمكن أن يزايد منصف على مواقف دولة الإمارات الداعمة للقضية الفلسطينية، التي تعد أحد ثوابت سياستها الخارجية.\nفقد قدمت دولة الإمارات للفلسطينين خلال الفترة من عام 2013 وحتى عام 2020 دعما تجاوز 840 مليون دولار أمريكي.\n\nوحصلت وكالة الأونروا منها، على أكثر من 218 مليون دولار أمريكي، بما فيهم 166 مليون دولار لقطاع التعليم، و19 مليون دولار كمساعدات سلعية وبرامج موجهة للخدمات الاجتماعية في غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان.\nوتترأس دولة الإمارات الدورة الحالية للجنة الاستشارية للأونروا، والتي تستهدف خلال فترة رئاستها 2020-2021 التركيز على مجالات رئيسية كرقمنة التعليم، وتمكين النساء والفتيات، وتمكين الشباب، واستدامة البيئة.\nأيضا تحتل دولة الإمارات المرتبة الرابعة بين أكبر 10 دول داعمة مالياً لدولة فلسطين منذ قيام السلطة الفلسطينية عام 1994، وفق ما تورده بيانات رسمية فلسطينية.\nواستناداً إلى معطيات المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار "بكدار" (شبه حكومي)، فإن الإمارات قدمت مساعدات بقيمة 2 مليار و104 ملايين دولار أمريكي للشعب الفلسطيني منذ قيام السلطة الفلسطينية عام 1993.\nوتتفاوت هذه المساعدات ما بين دعم لميزانية السلطة الفلسطينية ومشاريع بنية تحتية، دون أن تشمل هذه المعطيات مئات ملايين الدولارات التي قدمتها الإمارات للفلسطينيين من خلال وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).\nوبحسب بيانات المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار "بكدار"، فإن الدول العشر الأكثر تقديماً للمساعدات إلى الفلسطينيين هي: الاتحاد الأوروبي ومؤسساته، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وألمانيا، والنرويج، والبنك الدولي، والمملكة المتحدة، واليابان، وفرنسا.\nوللمفارقة فإن قطر لم تقدم سوى 756 مليون دولار أمريكي منذ عام 1994 ما يجعل ما قدمته لا يتجاوز ثلث ما قدمته الإمارات العربية المتحدة.\nومضت الإمارات في طريقها إلى أبعد من الدعم المادي، للبحث عن حلول مستدامة تساعد على إقامة الدولة الفلسطينية عن طريق السلام.

الخبر من المصدر