المحتوى الرئيسى

رئيس استخبارات أفريكوم: هجمات تنظيم الشباب الصومالي أصبحت أكثر شراسة

10/01 13:01

اعترف الادميرال هيدى بيرج، رئيس شعبة الاستخبارات في القيادة الأمريكية لإفريقيا -ومقرها مدينة شتوتجارد الألمانية- بتنامي الخطر الناتج عن انشطة تنظيم الشباب في الصومال، وقال إن هذا التنظيم المحسوب استخباراتيا على تنظيم القاعدة "بات أكثر جرأة وشراسة" في شن هجماته عن ذي قبل.

وأضاف مسئول الاستخبارات العسكرية الأمريكي، في مقابلة مع دورية "ديفنس نيوز" المتخصصة في الشأن الدفاعي والاستخباري، أن شعبة الاستخبارات فى القيادة الأفريقية للجيش الأمريكي تعكف الآن على إجراء "إعادة تقييم لمخاطر تنظيم الشباب استنادا إلى معطيات قوة وأسلوب تنفيذ العمليات النوعية للتنظيم التى رصدتها استخبارات أفريكوم على مدار الشهرين الماضيين".

كما اعترف مسئول شعبة استخبارات القيادة الإفريقية فى الجيش الأمريكى، بأن خطورة تنظيم الشباب المتمركز فى الصومال تفوق خطورة تنظيم إرهابية أخرى تنتشر فى إفريقيا من أبرزها تنظيم بوكو حرام فى نيجيريا وامتداداته فى غرب إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء الكبرى وتنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى المتمركزة قواعده فى شمال القارة الإفريقية، وقال المسئول المخابراتى الأمريكى أنه وسط كل تلك التنظيمات وغيرها يبقى "تنظيم الشباب فى الصومال" الأكثر إزعاجا للاستخبارات الأمريكية فى شرق إفريقيا، وأضاف أن البيانات الصادرة عن تنظيم الشباب باتت أكثر شراسة وتبجحا عن ذى قبل وتذكر ببيانات تنظيم القاعدة قبيل هجمات الحادى عشر من سبتمبر عام 2001.

وأكد مسئول شعبة الاستخبارات فى "أفريكوم" أن تنظيم الشباب فى الصومال يشكل الخطر الأكبر على المصالح الغربية فى القارة الإفريقية، وذلك بمعايير القدرة العملياتية للتنظيم.

ويقول المراقبون إن تصريحات مدير شعبة الاستخبارات فى القيادة الإفريقية للجيش الأمريكى جاءت على وقع قيام مسلحى تنظيم الشباب فى الصومال باستهداف مفرزة عسكرية صومالية فى السابع مع سبتمبر الماضى أسفر عن إصابة عدد من العسكريين الصوماليين، وكذلك إصابة عسكرى أمريكى كان يقوم بمهام استشارية لنظرائه الصوماليين فى مجال مكافحة الإرهاب.

وبحسب رواية شهود عيان الهجوم ومن بينهم العسكرى الأمريكى المصاب، فقد تم تنفيذ هذا الهجوم باستخدام مركبات مفخخة وقذائف هاون تم إطلاقها فى توقيت متزامن مع تفجير العربات المفخخة وهو ما شكل أسلوبا جديدا أكثر جرأة وتعقديا فى شكل تنفيذ العمليات الهجومية التى ينفذها مسلحى تنظيم الشباب الصومالى من وجهة نظر خبراء مكافحة الإرهاب فى أفريكوم وشعبة استخباراتها.

وفي يناير الماضى، نفذت عناصر تنظيم الشباب الإرهابى فى الصومال هجوما على الأراضى الكينية كان مسرحه مطار خليج ماندا الكينى، حيث نصب مسلحو حركة الشباب كمينا محكما لمجموعة عمل عسكرية أمريكية وأسفر الهجوم عن مصرع هنرى مايفيلد وهو مجند متطوع فى الجيش الأمريكى تبلغ من العمر 23 عاما، وإلى جانبه مصرع اثنين من مقاولى وزارة الدفاع الأمريكيين هما دوستين هاريسون، 47 عاما، وبروس تريبليت، 64 عاما، بعد إصابتها بجراح قاتلة جراء الهجوم.

واستنادا إلى العملية السابقة، قال رئيس شعبة استخبارات أفريكوم، إن تنفيذ تنظيم الشباب لعملية هجومية من هذا النوع الاستهدافى الدقيق يكشف عن تمدد شبكة علاقات واتصالات التنظيم إلى خارج حدود الصومال وامتلاكه "لمسهلين" على الأراضى الكينية يدعمون تنفيذ مهامه.

وتأتي تقديرات رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في أفريكوم بشأن مستوى خطورة تنظيم الشباب الصومالي منسجمة مع تقرير المفتش العام للقوات المسلحة الأمريكة فى أغسطس الماضى حذر من تنامى خطورة تنظيم الشباب على المصالح الأمريكية والغربية فى منطقة شرق إفريقيا.

وتؤكد تقارير شعبة استخبارات أفريكوم عدم حدوث تغير نوعى كبير فى تكتيكات عمل عناصر تنظيم الشباب الصومالى نتيجة جائحة كوفيد-19 فقد سارت وتيرة عمليات التنظيم على الأراضى الصومالية على نحوها المعتاد فيما قبل كوفيد-19، وفى الربع الثانى من العام الجارى أي فى الفترة ما بين الأول من أبريل 2020 وحتى 30 يونيو 2020 نقذت عناصر تنظيم الشباب 600 عملية إرهابية على الأراضى الصومالية ما بين عمليات صغرى ومتوسطة وكبيرة.

وقد نفذت حركة الشباب الصومالي الإرهابية خلال الربع الأول من العام الجارى أي فى الفترة من الأول من يناير وحتى نهاية مارس الماضيان 568 عملية إرهابية على الأراضى الصومالية تنوعت ما بين هجمات فر وكر وأعمال تعرض للدوريات الأمنية وتنفيذ عمليات نسف عن بعد بالمفرقعات المرتجلة "يدوية الصنع" ونصب كمائن استهدافية متنوعة ضد مدنيين وعسكريين وأمنيين.

وتؤكد تقارير تقدير الموقف الأمني الصادرة عن القيادة الإفريقية في الجيش الأمريكى "أفريكوم" تجذر تنظيم القاعدة فى داخل المجتمعات الإفريقية البدائية بصورة عامة، وتؤكد التقديرات ذاتها على أن القاعدة كتنظيم قد نجح فى تطوير أهدافه على الساحة الإفريقية، فبعد أن كانت القاعدة تنظر إلى إفريقيا فى السابق بغاباتها وأحراشها وصحاريها كملاذ أمن لقيادات التنظيم باتت القاعدة تنظر اليوم وبعد عشرين عاما بنظرة مختلفة إلى إفريقيا باعتبارها قاعدة انطلاق جديدة لتنظيم القاعدة المندحر فى افغانستان فى مواجهة تمدد نفوذ داعش وطالبان، وصارت إفريقيا فى نظر قيادات القاعدة الكبار منصة لتصدير أيدولوجية التنظيم المتطرفة إلى العالم.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل