المحتوى الرئيسى

محمد الدرة.. 20 عاما على توثيق الإعلام لأحد مشاهد وحشية الصهاينة

09/30 20:31

مثلت واقعة اغتيال الصبي الفلسطيني محمد الدرة، على يد قوات الاحتلال الصهيوني بقطاع غزة، في مثل هذا اليوم 30 سبتمبر عام 2000، شرارة استمرار الانتفاضة الفلسطينية الثانية وتوهجها.

وكان من أبرز أسباب التعاطف العربي والدولي، هو بث وسائل الإعلام لمشهد اغتيال طفل في حضن أبيه، الذي استغاث لوقف إطلاق الرصاص عليه، ملوحا بيده للتأكيد على أنه أعزل.

هذه الواقعة التي يمر عليها اليوم 20 عاما، تضمنت ملمحا هاما، وهو دور الإعلام في نقل الصورة، حيث التقطت عدسة المصور الفرنسي شارل إندرلان المراسل بقناة فرنسا 2، مشهد احتماء جمال الدرة وولده محمد البالغ من العمر اثنتي عشرة عامًا، خلف برميل إسمنتي، بعد وقوعهما وسط محاولات تبادل إطلاق النار بين الجنود الإسرائيليين، وقوات الأمن الفلسطينية.

وعرضت هذه اللقطة التي استمرت لأكثر من دقيقة، مشهد احتماء الأب وابنه ببعضهما البعض، ونحيب الصبي، وإشارة الأب لمطلقي النيران بالتوقف، وسط إطلاق وابل من النار والغبار، وبعد ذلك ركود الصبي على ساقي أبيه.

وبعد تسع وخمسين ثانية من البث المبدئي للمشهد في فرنسا، بتعليق صوتي من رئيس مكتب فرنسا 2 بإسرائيل، شارل إندرلان، الذي لم يشاهد الحادث بنفسه، ولكنه اطلع على كافة المعلومات المتعلقة به، من المصور عبر الهاتف، أخبر إندرلان المشاهدين أن محمد الدرة ووالده كانا "هدف القوات الإسرائلية من إطلاق النيران"، وأن الطفل قد قتل، وبعد التشييع في جنازة شعبية تخلع القلوب، مجّد العالم العربي والإسلامي محمد الدرة باعتباره شهيدًا.

ثم يأتي دور طلال أبو رحمة الذي عاش في غزة، إذ عمل مصورًا حرًا بقناة فرانس 2 منذ عام 1988، وكان يدير مكتب الصحافة الخاصة به، مركز الأخبار الوطنية في غزة، وساهم في السي إن إن من خلال مكتب الوطنية للصحافة. درس إدارة الأعمال في الولايات المتحدة، وكان عضوًا في مجلس إدارة جمعية الصحفيين الفلسطينيين.

حصل طلال على عدد من الجوائز لتغطيته حادث الدرة، بما في ذلك جائزة روري بيك في عام 2001، على الرغم من أن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين منعوه من السفر إلى لندن لاستلام الجائزة لأسباب أمنية.

وبحسب ما ذكر عن أبو رحمة فقد أشار إلى أن المتظاهرين الفلسطينيين تجمعوا من مختلف الأنحاء في تمام السابعة من صباح يوم 30 سبتمبر، وألقوا الحجارة وقنابل المولوتوف، فأطلق الجيش الإسرائيلي لرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، وتواجد هناك العديد من المصورين، ومن بينهم مصورو وكالة رويترز، و وكالة أنباء أسوشيتد برس، والتقط مصورو الوكالتين مشاهد للدرة وأبيه، ولكن التقطت عدسة أبو رحمة فقط اللحظة الحاسمة التي وقعت فيها الحادثة.

كما ذكر عن أبو رحمه أنه أقسم في شهادة خطية في 3 أكتوبر 2000، أنه قد صور سبع وعشرين دقيقة من الحادث الذي قال إنه استمر خمس وعشرين دقيقة، وتركزت حوالي أربع وستون ثاتية من اللقطات على جمال الدرة وابنه ومحمد، وتم تحرير الشريط للبث لتصل مدته إلى تسع وخمسين ثانية تعرض مشهد الدرة، ثم أضاف إندرلان تعليقًا صوتيًا.

وتظهر اللقطات جمال ومحمد وهما رابضين وراء البرميل، والطفل يصرخ ويحاول والده حمايته، وظهر جمال وهو يلوح تجاه الموقع الإسرائيلي، وظهر أيضًا وهو يصرخ ببعض الكلمات في اتجاه المصور، وكان هناك وابل من الرصاص، فأصبحت اللقطات مشوشة وغير واضحة، وعندما خفت حدة إطلاق النار، أظهرت اللقطات جمال جالسًا في وضع مستقيم، ويبدو أنه قد أصيب، ومحمد ملقى على ساقيه.تم استدعاء سيارات الإسعاف، لكنها تأخرت بسبب إطلاق النار.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل