المحتوى الرئيسى

«حلم بوفاته» و«طلبَ تغسيله بالمسك».. 8 قصص من حياة «ابن الشاويش حسين» | المصري اليوم

09/28 12:26

جسدٌ ضخم، مُغلف بابتسامة طفولية لا يُخطئها أحد، يُفصح صوته عن «طيبة» يحملها قلب لآلاف الكيلومترات، ويشهد بها كل من حوله، مُنذ يوم ولادته صبيًا داخل صعيد مصر في المنيا، عُرف بأنه «ابن موت» وليس «ابن عز» كعنوان فيلمه الشهير، يتحدث عن الموت في عز انشغاله بمقتضيات الحياة اليومية، يوصي من حوله بالنظر إلى مثواهم الأخير، حتى رحل عنّا مبكرًا، قبل أن يكمل عامه الأربعين، صبيحة نهار عيد الأضحى 2003.

أشرف عبدالباقي يكشف كواليس وفاة علاء ولي الدين

محمود سعد يكشف قصة تعويض منتج «بالعربي تعريفة»: «محدش يقول علاء ولي الدين خسرّه»

9 محطات في حياة علاء ولي الدين: اشترى مقبرة قبل موته بـ3 أشهر 

«المصري اليوم» يستعرض 8 قصص من حياة «ناظر مدرسة الكوميديا»، علاء ولي الدين، في ذكرى ميلاده اليوم.

داخل مُحافظة المنيا، تحديدًا في مركز «بني مزار»، ولد علاء سمير سيد ولي الدين، بتاريخ 28 سبتمبر 1963، طفلٌ بشوش، يحتفظ بخفة دم ميزتهُ وسط إخوته، وجعلت والده الفنان، سمير ولي الدين، يفتخر به وسط أهالي المركز.

وبعد سنوات قليلة، انتقل الأب، الفنان الذي يقوم بدور «الكاركتر» في الأعمال الفنية، ولعل أبرزها مسرحية «شاهد مشافش حاجة»، حيث قام بدور «الشاويش حسين»، وبالقُرب من حي مصر الجديدة الهادئ، استقرت العائلة، وكان يحرص علاء على أن يذهب رفقة أبيه إلى كواليس المسرحيات والأفلام، يقف في أقرب منطقة تُخفيه عن الأنظار، يحفظ ما يقوم به الممثلون جيدًا.

وفي المنزل، كان يقف علاء أمام المرآة ليُكرر كل ما رآه في الكواليس، يذهب إلى مدرسة مصر الجديدة الثانوية العسكرية صباحًا، ويحلُم بالفن ليلاً، إلى أن سارت الرياح عكس اتجاه السفن، وتوفي والد علاء، تاركًا 3 أولاد لأم وحيدة.

7. «أبويا سابلنا حُب الناس والسيرة الحلوة»

«بابا مسابليش فلوس ولا ثروة، لكن سابلي حاجة مهمة نفعتني، حُب الناس وسيرته الحلوة»، جملةٌ قالها بفخر علاء ولي الدين، أثناء استضافته في برنامج «آخر كلام»، في أواخر التسعينيات، ليحكي كيف سارت حياة الأسرة الصغيرة بعد وفاة الوالد، وتحمّل علاء مسؤولية الإنفاق على إخوته، إلى أن التحق بكلية التجارة، وكان يعمل أيضًا كفرد أمن بسبب بُنيانه الضخم الذي ساعده في ذلك.

وفي عام 1985، تخرّج علاء في كلية التجارة، محاولاً البحث عن شغفه الحقيقي، ولكن لم تسِر الأمور كما توقع، وفشل في اختبارات معهد الفنون المسرحية، كما روى أثناء ظهوره في سهرة أُذيعت على شاشة التليفزيون الكويتي، عام 2001، تحت عنوان «الناظر علاء الدين»: «أنا قدمت في معهد الفنون سنة 1985، وفشلت في امتحانات القبول، كان بيبقى في مشهد لغة عربية وعامية».

وأضاف ضاحكًا: «كان أيامها بيتذاع مسلسل (على هامش السيرة)، روحت ماسك الورقة والقلم، عشان أكتبُه، وكان المشهد اللي حفظته بتاع كامل ياسين، وهو قاعد ضمن اللجنة، ولمّا سألني هتقدم إيه، قولتله (المسلسل بتاع حضرتك بالليل)»، لم تقتنع اللجنة بما قدّمه علاء، بل سخروا بما قام بهِ قائلين: «تنفع بلياتشو».

لم ييأس علاء من ردّ فعل اللجنة، وأصر على التقديم مرة أخرى في السنة التالية، ولكن في مجال النقد «قولت أهو امتحان تحريري، ومحدش هيضحك عليا ويرفضني»، ولكن الفشل كان حليفه مرةً أخرى.

ورغم عدم قبوله في امتحانات معهد الفنون، لم يترك علاء حلمُه يذهب بعيدًا، وظلّ يبحث ويبحث في كواليس الأفلام السينمائية والمسرحيات، كما قال: «دوّرت على مكان أمثل فيه، ولقيت مسرحية اسمها (مطلوب للتجنيد)، وقالوا إنهم محتاجين كاركتر، روحت أقدم وأقولهم أنا ابن فلان الفلاني، وأقولهم أنا محتاج فرصة شغل، يقولولي عدي علينا بكرة عشان المخرج يبقى موجود».

وأضاف: «فضلت كده لمدة سنة، وبعدها المخرج شافني بالصدفة، وطلب يشوفني، وكانت أول حاجة أعملها، إن عسكري ينادي عليا، وأنا أقول (أفندم)، وبعدها الكل بدأ يضحك بما فيهم ليلى علوي، اللي كانت بطلة المسرحية، وبعدها بدأت الناس تسأل عني، والمخرج يديني جمل أكبر واحدة واحدة».

وبعد انتهاء دور علاء ولي الدين في المسرحية، تبناه الفنان نور الدمرداش، وجعله مساعدًا له، يعلمُه أصول التمثيل «صنعة وفن»، كما قال علاء، في لقائه الذي أذيع على التليفزيون الكويتي، سنة 2001: «أستاذ نور الدمرداش هو اللي علمني، لدرجة إني بقول عليه أكاديمية نور الدمرداش».

«كان بيجاملك؟»، سؤالٌ واجهه به المذيع، فردّ علاء: «الفن مفيهوش مجاملة، لو معنديش موهبة، استحالة كُنت أكمل في المجال»، ليُبادره المذيع بسؤالٍ آخر: «وإنت لمّا بقيت فنان كبير، ممكن تجامل حد في يوم من الأيام؟»، ليُجيب: «الوحيد اللي ممكن أجامله الفنان الكبير عادل إمام».

وأكمل «مرحلة ظهوري مع عادل إمام في 6 أفلام، هو اللي أهلني عشان أوقف على رجلي في فيلم الناظر وعبود على الحدود، واتعلمت من أستاذ عادل، إن لو أنا بطل العمل، لازم كُل العناصر تبقى أحسن مني كمان».

فمن خلال دورٍ صغير في فيلم «الإرهاب والكباب»، تعرّف الجمهور على علاء ولي الدين، ويطلبهُ المخرجون في أعمالهم الدرامية والمسرحية، ويُعد دوره في مسلسل «زهرة والمجهول» للفنانة ليلى علوي، أول الأعمال التي لفتت النظر إليه، وفي السينما لعب أدوارًا ثانوية كثيرة، خاصة في أفلام الفنان عادل إمام، منها «المنسي، الإرهاب والكباب، بخيت وعديلة، الجردل والكنكة، النوم في العسل»، وكان دائمًا يعتبر أدواره في تلك الأفلام هي محطة أساسية في مشواره الفني، وشارك في أفلام أخرى «حلق حوش»، «آيس كريم في جليم» و«هدى ومعالي الوزير».

وفي أواخر التسعينيات، وتحديدًا عام 1999، جاءت الفرصة أخيرًا لعلاء لكي يؤدي دور البطولة برفقة أحمد حلمي وكريم عبدالعزيز، في فيلم «عبود على الحدود»، ليُعلن الفيلم عن ميلاد نجم جديد، استطاع أن يتربع على عرش الكوميديا، بإفيهات «طازجة» وردود فعل طبيعية.

وجاء عام 2000، بمزيد من النجاح لنجم الكوميديا علاء ولي الدين، من خلال تقديم فيلم «الناظر»، الذي فوجئ بنجاحه الكبير، فتخطّت الإيرادات آنذاك أفلام الزعيم، عادل إمام، وبدلاً من أن يُصبح الفيلم كاسمه المفترض «الناظر صلاح الدين»، أُطلق على علاء لقب «ناظر مدرسة الكوميديا»، وسط سعادته بذلك: «أنا سعيد بنجاح مجهودي في الفيلم، وإن الناس حبته جدًا».

وفي عام 2001، قدّم علاء ثالث أفلامه «ابن عز»، ولكنه لم يحقق نجاحًا، فأصيب علاء بالإحباط قليلاً، ثُم أكمل مشواره بالفيلم الذي لم يُكتب له الانتهاء من تصويره بسبب غياب علاء «عربي تعريفة».

وبعيدًا عن السينما، قدم علاء أربع مسرحيات هي «كعب عالي» مع النجمة يسرا ومن بعدها «حكيم عيون» ثم «ألابندا» وأخيرًا «لما بابا ينام» التي شارك في بطولتها مع عدد من النجوم الجدد، ويقول علاء عن تجربته المسرحية الأخيرة: «العمل في المسرح مع فريق عمل يضم يسرا وهشام سليم وحسن حسني وأشرف عبدالباقي وفي ظل وجود نص متكامل وسليم ومخرج يملك أدواته ومنتج لا يبخل على العمل، يجعلك تشعر بقيمة ما تقدمه، لذلك فأنا سعيد بمشاركتي مع كل هؤلاء النجوم، فالقصة ليست بطولة مطلقة من عدمه والمهم دائمًا هو موضوع العمل»، وفقًا لموقع «الفن».

رف علاء ولي الدين بجسده الضخم و«السمنة» التي تسبّبت في إصابته بمرض السكري مبكرًا، إذ عانى مبكرًا من المرض، وكان يوصيه الأطباء بضرورة الحرص على حياته وعدم الإفراط في تناول الطعام، إلى أن حدثت لهُ أزمة صحية حرجة تعرض لها بسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم، ثم عاد ليواصل عمله في العرض المسرحي «حكيم عيون»، ويمازح زملاءه في العرض بخفة ظله المعهودة قائلا: «يبدو أنكم ستغارون مني لأن دمي كله سكر».

غير أن إصابة علاء ولي الدين بوعكات متتالية دفعت الأطباء المعالجين إلى تحذيره بشدة ومطالبتهم له بضرورة إنقاص وزنه والامتناع عن تناول بعض الأطعمة واتباع نظام غذائي معين بغرض فقد عدة كيلوجرامات من الدهون، إلا أن علاء كان يقابل ذلك بضيق شديد قائلًا: «لا أتصور نفسي نحيفًا، إنهم يريدون أن يجعلوا مني شخصًا آخر لا أريده، فأنا أحب سمنتي ولا أتصور أن أفقدها في يوم».

كان يشعر علاء دائمًا بأنه «ابن موت» ويعرف أن عمره سيكون قصيرًا، ففي إحدى المرات، أخبر صديقه محمد هنيدي بأنه سيرحل قريبًا، ولكن هنيدي قابل هذا بالضحك والفكاهة واعتبرها دعابة، بل طلب منه ألا يتحدث عن الموت مرةً أخرى.

وفي عام 2003، ذهب علاء إلى البرازيل لتصوير فيلم «عربي تعريفة»، وهُناك حلم برؤية قال عنها الشيخ سيد، مُفسر الأحلام، إنها كانت توحي بوفاة علاء مبكرًا.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل