المحتوى الرئيسى

لماذا تتدخل تركيا في الصراع بين أرمينيا وأذربيجان ؟ (تقرير) | المصري اليوم

09/28 14:00

فصل جديد من فصول الصراع الأذري الأرميني تسطره اشتباكات عسكرية، الأحد، على خط التماس بين البلدين في إقليم قره باغ المتنازع عليه بين البلدين، بعدما اندلعت اشتباكات مسلحة على خط التماس بين القوات الأذرية وانفصاليون أرمنيون، في إقليم قره باغ المتنازع عليه، وأدت الاشتباكات لمقتل عشرات وإصابة المئات من المدنيين والعسكريين، بحسب التقارير الصادرة من الجانبين.

أرمينيا تعلن استئناف القتال مع قوات الجيش الأذربيجاني في ناغورني كاراباخ

بعد خسائر في الأرواح... أرمينيا تعلن الاستيلاء على 11 مدرعة وعتاد من جيش أذربيجان

أرمينيا تتهم باكو بنشر مشاهد من حرب سوريا على أنها من قره باغ

وتبادل الطرفان الاتهامات، فبينما ألقت أذربيجان باللوم على أرمينيا، وأن عملياتها كانت رد فعل انتقامي على قتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة نتيجة القصف المدفعي للقوات المسلحة موالية لأرمينيا في قره باغ، في المقابل تحدثت سلطات قره باغ الموالية لأرمينيا عن مقتل شخصين وإصابة أكثر من 30 آخرين بين المدنيين «جراء هجمات القوات الأذرية في الإقليم».

وغرد رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، قائلًا إن بلاده «أسقطت طائرتي هليكوبتر و3 طائرات بدون طيار، ودمرت 3 دبابات»، ردا على القصف الأذري، وأن بلاده تدرس الاعتراف بإقليم قره باغ كجمهورية مستقلة».

الدور التركي لم يتأخر للاستفادة من هذا المشهد المظلم، بمختلف الأدوات عبر التصريحات الرسمية من جانب، والتهديد بالأعمال العسكرية من جانب آخر.

فسياسيا وعقب اندلاع الاشتباكات، أصدر جميع كبار المسؤولين الأتراك بيانات لدعم أذربيجان محملين أرمينيا مسئولية الهجمات ومعتبرين إيها انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي وجريمة ضد الإنسانية، وأعرب الرئيس رجب طيب أردوغان عن دعم أنقرة الكامل لباكو في اتصال هاتفي مع نظيره الأذري، إلهام علييف.

وأدان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين في تغريدة له عبر تويتر «بشدة» الاشتباكات وقال إن أرمينيا «انتهكت مرة أخرى القانون الدولي و(أظهرت) أنها لا تهتم بالسلام والاستقرار». ودعا المجتمع الدولي إلى «القول كفى لهذا الاستفزاز الخطير» وأضاف «أذربيجان ليست وحدها. واضاف كالين ان تركيا تحظى بدعم تركيا الكامل.

ومن جهته، قال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، في بيان «سندعم أشقائنا الأذربيجانيين بكل ما لدينا من وسائل في كفاحهم لحماية وحدة أراضيهم»، مضيفًا: «أكبر عقبة أمام السلام والاستقرار في القوقاز هو عدوان أرمينيا، وعليها أن تتخلى عن هذا العدوان الذي سيلقي بالمنطقة في النار».

أما عسكريا فأكد زعيم إقليم قره باغ أرايك هاروتيونيان، أمس، أن مقاتلات «إف 16» تابعة للقوات الجوية التركية شاركت بشكل مباشر في معارك بالمنطقة المتنازع عليه، على إثرها فقد سكان الإقليم الأرمن بعض مواقعهم لصالح الجيش الأذربيجاني.

وسبق تلك الاشتباكات بشهرين إجراء مناورات عسكرية مشتركة بين باكو وانقرة، ورغم الجوار الجغرافي، إلا أن الدور التركي وأهدافه، عليه العديد من علامات الاستفهام في تلك الأزمة.

ويقول محمد حامد، الخبير في الشأن التركي، إن «النظام التركي يريد أن يحيي ملف قديم، من إرث الاتحاد السوفيتي، بهدف ترميم شعبيته المنهارة واستقطاب القوميين الأتراك، والتغطية على اخفاقه الاقتصادي والانشقاقات الحزبية»، مشيرًا إلى أن «أردوغان يريد أن يذكي نوع من الصراع المسيحي الإسلامي أملًا في دغدغة عواطف المسلمين حول العالم».

وأضاف «حامد» في تصريحات لـ«المصري اليوم»، الإثنين، أن «أردوغان يعاني من إفلاس في ملفات السياسة الخارجية، سواء الملف الليبي ملف شرق المتوسط، اللذان شهدا تراجع للموقف التركي»، مشيرًا إلى أنه «يستغل جملة من الظروف الدولية لتأجيج ذلك الصراع مستغل الفراغ أمريكية نتيجة الانشغال بالانتخابات الامريكية وغياب رؤية موحدة أوروبية بشأن مواجهة الدور التركي».

وحول مستقبل الأزمة، توقع الخبير في الشأن التركي أن «تتجمد الأزمة، ولا يزداد التصعيد فيها، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي تحدث مثل تلك الأزمات»، مشيرًا إلى أنها «أزمة مجمدة تحتاج التسوية لكن الظرف الدولية تمنع ذلك خاصة في ظل الدعم الروسي لأرمينيا، والذي يرى الدور التركي على أنه محاولة من الناتو لمقارعة الروس في القوقاز»، لافتًا إلى أن «موسكو لديها مخاوف جدية من تحول تلك المنطقة لنقطة تجمع للتكفيرين القادمين من القوقاز -روسيا- مما يشكل خطر عليها».

ومن جانبه، يرى مصطفي صلاح، الباحث في المركز العربي للبحوث والدراسات، أن «التدخل التركي في الأزمة بين باكو ويريفان يأتي بهدف الحفاظ على مجريات الأمور، خاصة وأن أذربيجان تقع في منطقة استراتيجية بالنسبة لتركيا»، مشيرًا إلى أن «تركيا تستخدم أذربيجان كحديقة خلفية لدعم سياساتها الخارجية في المنطقة عبر تدريب المرتزقة».

وأضاف «صلاح» لـ«المصري اليوم» أن «أنقرة تستخدم باكو لمقايضة أرمينيا في بعض القضايا الأمنية، خاصة وأن التوترات التركية الأرمنية نتيجة مذابح العثمانيين للأرمن في فترة الحرب العالمية الاولي، دفعت تركيا تاريخياً لتحقيق التقارب مع أذربيجان»، مشيرًا إلى أن «بجانب أن أذربيجان دولة غنية بالطاقة وخاصة الغاز الطبيعي، لذا تعول تركيا عليها كثير كمصدر من مصادر الغاز الطبيعي، في ظل الضغوط التي توجها انقرة في شرق المتوسط».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل