المحتوى الرئيسى

وسائل لبر الولدين بعد موتهما.. منها الصدقة الجارية وإكرام أصدقائهما

09/27 20:39

"إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو  ولد صالح يدعو له"، هكذا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن عمل المسلم يمكن ألا ينقطع بعد وفاته، وأنه يمكن للإنسان أن يبر أهله المتوفين، بما يقدمه لهم من دعاء وصدقة جارية، فهل تمثل هدايا لهم ترفع بها درجاتهم في الجنة.

يقول الدكتور محي الدين عفيفي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وعميد كلية البحوث الإسلامية، إنه يمكن للإنسان ان يبر أحبائه المتوفين، وتحديدا والديه، عبر إقامة صدقة جارية لهم، وتتمثل الصدقة الجارية، في عدة طرق، وفق "عفيفي"، منها توفير ثلاجة مياه في مكان به عمال يرتون به، أو مساعدة أسرة فقيرة تتزوج بنتهم أو ابنهم، أو المساهمة في علاج مريض بما يتيسر له، أو تبني ومساعدة طالب علم نابغ، حيث المساهمة في تكوينه العلمي، وليس شرطا تحمل تكاليف تعليمه كاملة.

و أوضح "عفيفي"، أن تنويع الصدقة مهم وأفضل عند الله تعالى، على أن يجرى العمل بنية أن يتقبلها الله، و وهب هذه الصدقة لروح المتوفي، لافتا إلى أن بر الابن بوالديه لا ينقطع بعد الممات، وإنما يبقى ويستمر، فعندما جاء رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يسـأله:" هل بقى من بر والدي شيء بعد مماتهم، قال نعم، صلة الرحم التي لا توصل إلا بهم، وإنفاذ عهدهم، أي الأمور التي كانوا يلتزمون بها ومداومتهم على فعل الخير، فيقوم الأبناء بنفس هذه الأعمال كنوع من البر، إضافة إلى إكرام صديقهم، إذا كان الأب والأم لهم صديق يرتاحون له، والإكرام هنا يعني الوفاء والأدب وحسن الخلق، وليس ضروريا أن يكون إكرام مادي.

وتقدم عدد من الجمعيات الأهلية الخيرية، بعض الخيارات للراغبين في تقديم صدقة جارية لأحبائهم الذين توفاهم الله، يقول هاني عبد الفتاح، إن مؤسسة صناع الخير تقدم الصدقة الجارية، في عدد من المجلات كوصلات المياه، للأسر الأكثر احتياجا، حيث أن هناك  قرى لا يكون بها مياه، والمشروعات التنموية مثل الجاموس العشار والأغنام.

تقول داليا صبري حبيب، مدير إدارة علاقات متبرعين مؤسسة مصر الخير، إن شعار المؤسسة هو "تنمية الإنسان مهمتنا الأساسية"، فمعظم الخدمات التي تقدمها المؤسسة تمثل صدقة جارية، كبناء وتجهيز المستشفيات، مثل مستشفى أورام الفيوم، حيث تساهم المؤسسة في تجهيز المستشفى، والمساهمة في العلاج، وتعالج جميع الأعمار، والعمليات الجراحية، لافتة إلى أن هذه المستشفى موجودة في الفيوم لخدمة قطاع الصعيد، كذلك هناك المدارس المجتمعية في المناطق النائية، والمساهمة في ترميم المدارس المتهالكة، ودفع دفع مصاريف طلاب الأسر الأكثر احتياجا، ودفع رواتب المعلمين، إضافة إلى الأجهزة التعويضية كالكراسي المتحركة، ووصلات المياه وهي الأكثر شيوعا ورغبة من قبل الراغبين في إقامة الصدقة الجارية، وترميم وتسقيف المنازل، حيث تجهيز المنازل حتى تكون صالحة للمعيشة، إضافة إلى مشاريع توليد الدخل، والغارمين، وأماكن لأسر المرضى في أماكن الاغتراب.

وأضافت، أن المشاركة في الصدقة الجارية تبدأ من التبرع ولو بجنيه، وذلك إما عن طريق ماكينات الدفع الفوري والمتوفرة في السوبر ماركت أو محلات البقالة، باسم مصر الخير، أو عن طريق ماكينة السداد لديه، والتي يكون بها خانات مختلفة للتبرع منها صدقة جارية أو غارمين ، وغير ذلك، أو عن طريق الاتصال بالخط الساخن وإرسال مندوب للمتبرع، أو من خلال البنك.

ويقول محمود فؤاد، نائب رئيس جمعية الأورمان، إنه يمكن أن تقدم الصدقة الجارية عبر التبرع بسرير في مستشفى، أو كرسي كيماوي، أو غرفة متكاملة بكل ما فيها، أو المساهمة في علاج مريض.وهناك أيضا ما يعرف بـ"خرطوشة الخير"، حيث المساهمة في المباني بأسهم، مقابل مبالغ تتراوح ما بين 25 وحتى 100 ألف جنيه، على أن توضع رخامة باسم المتوفي في مبنى المستشفى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل