المحتوى الرئيسى

جولة لـ«الدستور» في مدينة الشروق: ثورة تنموية شرق القاهرة (فيديو)

09/27 19:03

ماذا يحدث في مدينة الشروق؟ سؤال طرحته «الدستور» أثناء جولة تفقدية برفقة المهندس عبدالرؤوف الغيطي، رئيس جهاز مدينة الشروق الذي اصطحب محرر الجريدة إلى الموقع لمشاهدة ما يحدث على الطبيعية.. تُرى ماذا رصدنا؟

نصف ساعة تقريبًا تنقلك من وسط القاهرة إلى المدينة التي تقع شرقها، سواء اتخذت طريق القاهرة - السويس أو طريق القاهرة – الإسماعيلية، حيث يحدها الطريقين شمالًا وجنوبًا، ما يسهّل الوصول إليها في ظل منظومة الطرق التي تم تطويرها مؤخرًا والمحاور الكثيرة التي تم دشّنها لتسهيل الوصول لكل المدن الجديدة.

مدينة الشروق واحدة من مدن محافظة القاهرة، تم إنشائها بقرار رئيس الوزراء رقم (326) لعام 1995، تصنّف ضمن مدن الجيل الثالث، وتقع المدينة عند الكيلو 37 طريق (مصر – الإسماعيلية)، وتمتد عرضًا حتى طريق (مصر – السويس) بعمق 7 كيلومتر، تحدها مدينة هليوبوليس الجديدة من الشرق، وذلك بعد مدينتي الرحاب ومدينتي بـ5 كيلومتر.

يتذكر أغلبنا كيف كانت النظرة لهذه المدينة وغيرها من المدن الجديدة، كونها خارج حزام مدينة القاهرة التاريخية، حيث يرغب الجميع في السكن داخل الأخيرة أكثر من غيرها، لسهولة التنقل وتوافر الخدمات وما إلى ذلك، إلاّ أن الازدحام الشديد داخل القاهرة وانتشار العشوائيات قبيل ثورة يناير فتح الباب لتفَكير الكثيرين في البحث عن مجتمع هادئ وحضاري تتوافر فيه كافة الخدمات، فبدأ الاتجاه للمدن الجديدة.

• المساحات السكنية تقترب من النفاذ

تقترب المدينة، حاليًا، من نفاذ المساحات المتاحة بها، بعدما شهدت اقبالًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة تزامنًا مع بدء مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، كونها إحدى المدن القريبة منها جدًا، وتسعى هيئة المجتمعات لرفع مستواها لتواكب ما يحدث حولها من عمليات تنمية غير مسبوقة، وتم اختيار المهندس عبد الرؤوف الغيطي، أحد القيادات الشابة الذي كان يعمل نائبًا لرئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة، ليتولّى رئاسة جهاز الشروق في فبراير 2019، لتنفيذ طموح الهيئة في رفع مستوى المدينة.

خلال اصطحابه لنا من مكتبه للتجول في المدينة ومشروعاتها، كشف لنا الغيطي عن استهدافه تحويل الشروق إلى مدينة خضراء:«ننفّذ، حاليًا، أكبر خطة تنموية في مجال الزراعة والتشجير قبل عام واحد كانت إجمالي المسطحات الخضراء بالمدينة منذ إنشائها لا تتجاوز الـ250 فدانًا، ضاعفنا هذا الرقم خلال العام الماضي ونستهدف رفعها لـ350 فدانًا بنهاية العام الجاري حتى نصل إلى نحو 560 فدانًا إجمالي المساحات الخضراء بالمدينة، وهو ما نعتبره الطفرة الأكبر في تاريخ المدينة، لأنه سيخدم كل سكان المدينة، لأننا نستهدف توفير متنزهات خضراء للجميع، تمنحهم رؤية بصرية مريحة وجودة مناخ يعيشون به.

يبدأ رئيس جهاز مدينة الشروق يومه في العمل بمكتبه من السابعة والنصف صباحًا، حتى الثامنة يتلقى البوسطة، ومن الثامنة حتى العاشرة صباحًا يستقبل سكان المدينة ممَن يودّون لقائه دون سابق ميعاد، لبحث أي مشاكل تواجه أيًا منهم، ويغادر مكتبه بعد العاشرة صباحا للمرور على المشروعات التي يجري تنفيذها والأحياء حتى الثالثة مساءً، ثم يعاود التواجد في مكتبه لاستقبال السكان من الثالثة حتى الخامسة عصرًا، ومن الخامسة حتى الثامنة مقابلة المسؤولين في الجهاز وفحص البوسطة المتواجدة، وهي طبيعة عمله بشكل يومي.

• أضخم مشروع سكني في تاريخ المدينة

بدأت الوثبة الأولى في جولتنا مع رئيس جهاز الشروق عند مشروع سكن مصر الذي وصفه «الغيطي» بأكبر مشروع سكني ينفذه الجهاز على مستوى تاريخه بواقع 114 عمارة وإجمالي استثمارات تقدر بنحو مليار ونصف المليار جنيه، وكنا في تحد هنا لتنفيذه بالشكل المرجو، حيث كانت جميع مداخله جانبية، وتسويقيًا غير مقبول بهذا الشكل، فليس من المعقول أن ننفذ مشروع بهذه الضخامة وبهذا الجمال ويكون بمداخل جانبية وكان لدينا هنا فى الموقع حرم لخطوط البترول، قمنا بالتنسيق مع الجهة المعنية من وزارة البترول لاستغلال هذا الحرم في إنشاء مدخل للمَشروع وإنشاء حديقة بدون أساسيات تمنع الصيانة الدورية لهذه الخطوط.

ومن المتوقع تسليم هذه العمارات خلال شهر مارس المقبل، وتسكين مَن تقدموا إليها وبعد التنسيق مع المعنيين في وزارة البترول لاستغلال مساحة حرم مواسير تابع لها، نفذنا فيهم المدخل الرئيسي للمشروع ونفذنا حديقة كبيرة مفتوحة على المساحة المتبقيّة التي تقدر بنحو 10 أفدنة، كمتنفس لمَن سيَسكنون داخل المشروع كما يسَتخمدونها المحيطين بها من كل جهة كمتنزه لهم، وأنشأنا بها تراك للدراجات بطول 1.5 كيلومتر، ومن يرغب في تكرار المسافة كيفما يشاء، ونفّذنا بالحديقة 20 برجولة تضم كل منها 4 كراسي تخدم 200 فرد، وننفذ حاليًا 8 أكشاك حضارية بالحديقة لخدمة روادها وسنَطرحه قريبًا بحق الانتفاع، بحيث يكون المشروع رفيهي متكامل يخدم مشروعات الاسكان الاجتماعي وإسكان الشباب وسكن مصر.

أنجزنا تنفيذ 118 عمارة إسكان اجتماعي ويجري تسليمهم حاليًا، تضم نحو 4200 وحدة سكنية، ومن المتوقع أن ينتهي تسليمهم بالكامل للمستفيدين بنهاية العام الجاري وبداية العام المقبل، وحتى الإعلان الأخير هناك محوّلون سيتسلّمون وحداتهم في هذه العمارات، ونسعى حاليًا لتوفير أراضي جديدة لإنشاء وحدات إسكان اجتماعي جديدة.

وننتظر الموافقة على الأرض المقترحة من قبل جهاز المدينة لإنشاء مشروع سكن لكل المصريين الذي أعلن عنه الرئيس عبدالفتاح السيسي، وسنبدأ فورًا في التنفيذ بعد الحصول على الموافقات اللازمة، ويتبقى مساحات بسيطة بالمدينة للمشروعات السكنية، وقريبًا سنطرح عدد من قطع الأراضي المسحوبة والمتخللات على موقع الهيئة، وأراضي لم تطرح من قبل، إنما أراضي الخدمات متوفرة لدينا ونطرح مجموعة منها بشكل شهري على موقع الهيئة، وأكثر المجالات اكثر إقبالًا في مدينة الشروق هو مجال المدارس يليه المجال الطبي، خاصة أننا مستهدفين من الأساس ان يكون للمدينة عنصر جذب محدد.

• بدء تنفيذ أكبر مشروع طبي شرق القاهرة

خطّتنا هنا تستهدف أن تكون مدينة الشروق متميزة طبيًا وتعليميًا، كـ"براند" يخدم كل المدن المحيطة، بالتعاون مع السلطة المختصة بالهيئة، وحصلنا على الموافقة على تخصيص 72 فدان لمُستثمر بريطاني مطلة على طريق السويس، سيكون بها مستشفى جامعي قوة 350 سرير وهي أول مستشفى جامعي بهذا الحجم شرق القاهرة، إضافة لـ3 كليات طب ومشروع سكني، وهو كومباوند سكني طبي متكامل، وسنسلّم الأرض خلال أيام.

• إقبال كبير على انشاء المدارس

يقول رئيس حي مدينة الشروق:"نطرح أراضي للمدارس بكثرة؛ لأنها مطلوبة وعليها إقبال كبير هنا، ولدينا مراكز تعليمية على كل المستويات، ونحن كجهاز حكومي، طلبنا بناء مدرستين جدد، وسلمنا العام الماضي مدرستين لهيئة الأبنية التعليمية وخلال شهرين سنسلم مدرستين تتبع مدارس النيل، بحيث نكون غطينا جميع المستويات وفي نفس الوقت اطرح بشكل مستمر على المستثمرين الراغبين في إنشاء مدارس لتوفير الخدمة من خلاله لكافة المستويات.

• مساعي لإنشاء أكاديمية فنون بالمدينة

وعلى مستوى الخدمات التجارية، حكى لنا الغيطي أنهم توسّعوا في هذا الإطار بشكل كبير وتمكنوا من تسويق حوالي 118 فدانًا خلال الفترة الماضية، تم بيعهم كخَدمات، وحاليًا، هناك مساعي لعمل براند جديد في المدينة من خلال التواصل مع وزارة الثقافة لإنشاء أكاديمية فنون وستكون ثاني أكاديمية فنون موجودة على مستوى الجمهورية في مدينة الشروق وهو ما سنَعتبره إضافة جديدة لـ«براندات المدينة».

• القضاء على ظاهرة الباعة الجائلين

بعد التجول بالسيارة على مشروعات الزراعة ومشروعات سكن مصر والاجتماعي، والحديقة الجديدة، اصطحبنا الغيطي، لتفقد منافذ الخير وهي فكرة نفذها لحل معضلة الباعة الجائلين، حكى لنا أنه عندما كان يضبط أحدهم ويوجهه بعد التواجد بهذا الشكل كان ينتهي الأمر بعودته بعد ساعتين وكأننا نعيش لعبة القط والفأر، فكان لا بديل عن حل جذري للموضوع، وتمكنا من خلال التعاون مع المستثمرين والقطاع الخاص من إنشاء منافذ حضارية بواقع 88 منفذًا عبارة عن بواكي مقفولة، وحتى نحل مشكلة كان لا بدّ من توفير البديل.

بعدما أنهينا عملية إنشاء المنافذ تواصلنا مع الباعة الجائلين، وذلك من خلال داتا متوفرة لدينا لهم جميعا بالاسم والتليفون، ببساطة لأننا كلما قبضنا على أحدهم وحررنا له محضرًا، نأخذ منه البيانات الخاصة به ونحتفظ بها، وأصبح لدينا قاعدة بيانات كاملة لهم، مكنتنا من جلبهم جميعا لمنافذ الخير بمقابل انتفاع رمزي 10 جنيهات يوميًا، وبالتالي كانت النتيجة أنك إذا تجولت بالمدينة لن تجد بائع متجول في أي مكان ومن يضبط لا نرحمه ونطبق عليه القانون بكل حسم، لأن البديل توفر.

يواصل الغيطي حديثه لـ«الدستور»: بعد التشغيل لاحظنا مشكلة وهي اختلاط جميع الأنشطة ببعضها البعض مثل اللحوم والأسماك مع الخضار والبقالة وما إلى ذلك، ولاحظنا شكلًا غير مريحًا فتَواصلنا مجدّدًا مع المستثمرين ومشكورين ننشئ حاليًا حوالي 16 باكية جديدة منفصلين تماما عن المنافذ القديمة مختصين باللحوم والدواجن والأسماء، بحيث نكون فصلناهم تماما عن باقي الأنشطة وخلال شهر سنقوم بتسكينهم ونقلهم من المنافذ القديمة وسنَطرح الباقي للايجار بالمقابل الرمزي 10 جنيهات يوميًا.

وبعيد عن أن منافذ الجير قضت على ظاهرة الباعة الجائلين، توافرت منافذ قمنا بطرحها بنظام القرعة العلنية للشباب الذي يبحث عن فرصة عمل هنا في المدينة واستطعنا توفير 200 فرصة عمل وبانتهاء الـ 11 باكية الجديدة سنوفر نحو 50 فرصة أخرى؛ لأن كل منفذ يعمل به 3 أفراد.

استعدادات مكثفة لاستقبال موسم الشتاء

واستعدادًا لموسم الشتاء، يقول رئيس جهاز مدينة الشروق إنه تم التوسع في إنشاء بالوعات للأمطار في كل شوارع المدينة، ولدينا حاليا أكثر من عملية سواء تشغيل أو صيانة مرافق وننفذ خطة منذ شهر تقريبًا لأعمال تطهير البالوعات القديمة ورفع كفاءتها بحيث نكون على أهبّة الاستعداد، وهذه هي الحلول التقليدية، أمّا فيما يخص الحلول غير التقليدية بدأنا تطهير مخرات السيول القديمة بالمدينة، وننفذ أماكن تخزين سطحي مؤقتة في الأماكن التي تعودنا على تجمع مياه الأمطار بها خلال المواسم الماضية، وبعد انتهاء الأمطار نقوم بحسب مياهها وتصريفها في شبكة الصرف القائمة، أدخلنا جميع معداتنا للصيانة وبحلول أكتوبر ستكون معدّاتنا الخاصة بعملية الصرف جاهزة تمامًا، إضافة إلى صيانة كل روافع المياه لدينا.

وبالنسبة لمحطات الصرف، لدينا 3 محطات ننفذ لها رفع كفاءة باشراف الجهاز التنفيذي، ومتوقع الانتهاء منهم منتصف أكتوبر المقبل مع خط الطرد الجديد، وسيحل هذا الأمر مشكلة كبيرة كانت تواجه مدينة الشروق كل عام، فإن محطات الرفع القديمة كانت لا تستوعب تصريف كميات المياه وبرفع كفاءتها سيكون قدرتها قد تضاعفت ما يؤهلها للاستِيعاب.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل