تفسير آيات القرآن في افتتاح مؤتمر السيسي: تحذير من ألاعيب الشياطين

تلاوة القرآن الكريم أصبحت عنصراً ثابتاً في بداية كل مؤتمر للرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث تبدأ المؤتمرات الرئاسية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وهو الأمر الذي تكرر اليوم مع افتتاح الرئيس عدد من المشروعات القومية بالقاهرة، وجاءت الآيات القرآنية من سورة البقرة والتي تحذر في جزء منها من السير وراء أكاذيب الشيطان.

وجاءت الآيات القرآنية في افتتاح المؤتمر: "أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267) الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268) يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ".

 وتعددت التفسيرات حول الآية 268، التي تحذر من الشيطان، ويشير تفسير ابن كثير إلى قول عبد الله بن مسعود في الآية الكريمة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن للشيطان للمة بابن آدم، وللملك لمة، فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق . فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله، فليحمد الله، ومن وجد الأخرى فليتعوذ من الشيطا،  ثم قرأ: الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا"..ورواه مسعر، عن عطاء بن السائب، عن أبي الأحوص عوف بن مالك بن نضلة، عن ابن مسعود، معنى قوله تعالى: الشيطان يعدكم الفقر أي: يخوفكم الفقر، لتمسكوا ما بأيديكم فلا تنفقوه في مرضاة الله، ويأمركم بالفحشاء أي: مع نهيه إياكم عن الإنفاق خشية الإملاق، يأمركم بالمعاصي والمآثم والمحارم ومخالفة الخلاق ، قال [ الله ] تعالى : ( والله يعدكم مغفرة منه ) أي : في مقابلة ما أمركم الشيطان بالفحشاء، وفضلا أي: في مقابلة ما خوفكم الشيطان من الفقر.

وفسر الشيخ محمد متولي الشعراوي، في تفسيره "خواطر الشعراوي"، الآيات الكريمة، قائلاً: إن الشيطان قد يوسوس لكم بأن الإنفاق إفقار لكم، ويحاول أن يصرفكم عن الإنفاق في وجوه الخير، ويغريكم بالمعاصي والفحشاء، فالْغَنِيُّ حين يقبض يده عن المحتاج فإنه يُدْخِل في قلب المحتاج الحقد.

وحذر الشعراوي من الاستماع إلى ما وصفها بـ"آلاعيب الشياطين" لخداع البشر ونشر الفساد والقتل والشر، قائلاً: "الذي يسمع لقول الشيطان ووعده، ولا يستمع إلى وعد الله يصبح كمن رجّح عدو الله على الله أعاذنا الله وإياكم من مثل هذا الموقف إن الشيطان قد وسوس لكم بالفقر إذا أنفقتم، وخبرة الإنسان مع الشيطان تؤكد للإنسان أن الشيطان كاذب مضلل، وخبرة الإنسان مع الإيمان بالله تؤكد للإنسان أن الله واسع المغفرة، كثير العطاء لعباده. والحكمة تقتضي أن نعرف إلى أي الطرق نهتدي ونسير. وبعد ذلك يقول الحق: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً".

ويأتي المؤتمر الذي يفتتحه الرئيس السيسي اليوم، لإطلاق عدد من المشروعات القومية والتنموية، بعد أيام من دعوات تحريضية أطلقتها قنوات جماعة الإخوان الإرهابية، لعودة مشهد الفوضى من جديد ونشر العنف في البلاد، وهي الدعوات التي فشلت ولم تلق استجابة من المصريين.

وقال الرئيس السيسي خلال المؤتمر: "هذا الأمر لا يرضي ربنا، هم بيقولوا تغيير، وأنا بقول هم عايزين تدمير وعايزين يزيفوا الوعي وعايزين يدمروا مصر"، وتابع الرئيس: "مصر لأ، وهتفضل مصر لأ، لأن ربنا حافظها".

وأضاف أنّه لا يجب أن يتصور أحد أنّ الدولة المصرية تترك المواطنين، حال إزالة أي منزل: "إحنا مش بنسيب الناس، دي ثوابت".