كاميرات بالذكاء الاصطناعي لتقليل خسائر الصراع بين المزارعين والفيلة في تايلاند

اعتاد كان ثورن، الخروج والسهر ليل كل يوم لحراسة حقل القصب الخاص به من هجمات الأفيال ولكن في إحدى الليالي منذ عامين، لم يعد لبيته ليخبر حراس الغابة أسرته أنهم عثروا عليه ميتا محاطا بآثار أقدام الأفيال في قصة لا تبدوا غريبة على مسامع من يسكنون بجوار أراضي الفيلة؛ مع تزايد الصراع اليومي بينها والمزارعين، ولكن تقنية مبتكرة لها أن تحرس الحقول الزراعية بدلا من المزارعين تجنبا لتعريضهم للخطر.

وبحسب موقع مونجباي، تقوم جمعية ريزالف البيئية بالاشتراك مع شركة كافيديا التكنولوجية لابتكار كاميرا تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي لرصد أي هجوم للأفيال على الحقول الزراعية وإنذار الحراس للتحرك بدلا من أن يقوم المزارعون بتلك المهمة معرضين حياتهم للخطر.

ويقول إريك دينرستين، مدير القسم التقني في ريزالف، إن الأمر سهل إذ لا يتطلب صناعة كاميرا جديدة بل سيتم العمل على تطوير بطاقة الذاكرة الخاصة بالكاميرا ببرامج ذكاء صناعي تهيؤها لفهم صور الأفيال دون غيرها من الأشياء ومن ثم لا يتم استهلاك الكثير من الصور ليتم التركيز على هدف معين.

ويقول أرجان وجننيف مدير كافيديا التكنلوجية، إن التقنية تعمل على تعليم الكاميرا على صور ثلاثية الأبعاد للأفيال بمختلف أنواعها ومختلف زوايا الالتقاط ليسهل على الكاميرا تحديد وجود الفيل بغض النظر عن الوضعية المصور بها.

ويضيف دينرستين إن الكاميرا حال التقاطها لصور أحد الأفيال المهاجمة للحقول تقوم بإرسالها لبعض الهواتف الخلوية المسجلة على الكاميرا حتى لو بشبكة إنترنت ضعيفة الإشارة وإذا لم توجد فتقوم الكاميرا بإرسال الصور عن طريق الإشارات الراديوية.

وتحتوى الكاميرا الشبيهة بكاميرات السيارات ذاتية القيادة على كاشف للحركة وحساسين للإضاءة وبطارية لها قدرة الاستمرار لعام كامل.

وتقول سالفيا سابي، العاملة مع جمعية إنستتيوتو أويكاس بشرق إفريقيا المهتمة بتوفير حلول للصراع بين البشر والأفيال، إن المشكلة الأساسية هي سرعة الأفيال بالإغارة على الحقول وتخريبها وهو ما يجعل القرويين متنبهين دائما في الليل وهو ما يصيبهم بالأذي النفسي والإرهاق ولكن بوجود تلك الكاميرات فلن يكون المزارعين بحاجة للتواجد في الحقول إلا وقت حدوث إنذار بهجوم.

ويقول بيفاش بانداف عالم الحياة البرية العامل بهيئة حماية الحيوانات المهددة في الهند، إن وجود مثل تلك الكاميرات يوفر التكلفة الباهظة المتبعة لإيقاف هجمات الأفيال بمناطق كثيرة مثل وضع أطواق تتبع على كل فيل والتي تتطلب تكلفة مالية واستهلاك للوقت.

وتضيف سيلفيا إن العنصر الأهم بتطبيق الابتكار الجديد هو طريقة تمويله والتي ترجح أن يلعب القرويون المحليون دورا كبيرا بها إذ خلال نشر فريقها لعدة متكاملة لردع الأفيال من فلفل وألعاب نارية وكشافات ضوء قوية قام المزارعون بتحمل 50% من تكلفتها.