المحتوى الرئيسى

قبل 150عام.. تعرف على الماضي المظلم للإمبراطورية البريطانية

09/23 15:31

23 سبتمبر 2020 3:15 م

التعليقات

قبل 150عام.. تعرف على الماضي المظلم للإمبراطورية البريطانية

قبل  150عام.. تعرف على الماضي المظلم للإمبراطورية البريطانية

كتب: هبة عادل

تعكس القصور الريفية البريطانية صور الماضي الاستعماري، ودعت مؤسسة، ناشيونال تراست الخيرية، زوار المتاحف والقصور البريطانية، للنظر للفن البريطاني بعين مختلفة عما ينظروا إليها، فالكثير يزورون هذه القصور الفخمة القديمة، لقضاء بعض الوقت في عطلتهم والتقاط بعض الصور بجانبها، لكن مؤسسة ناشيونال تراست الخيرية، والمختصة بإدارة هذه الأماكن، ينظرون إليها على أنها تمثل المنتفعين من إمبراطورية بريطانية، تحمل في طياتها ماضٍ مظلم.

لم تكن البروفسور، كورين فاولر، أستاذة الدراسات الاستعمارية، تتوقع أهمية تأثير، حركة السود، لذلك اقترحت على مؤسسة ناشيونال تراست، تنظيم مشروع يقوده أطفال يهدف إلى التعريف بصلات منشآتها بالعبودية.

وفي بريطانيا حدثت احتجاجات مناهضة للعنصرية، أدت إلى ظهور دعوات تطالب بإزالة التماثيل، التي تمجد هؤلاء الذين كانت لهم صلات بالعبودية والعنصرية، وبالفعل تمت إزالة تمثال مُهين لرجل أسود، خارج منشأة دونام ماسي في مانشستر، ومتظاهرون آخرون في بريطانيا أسقطوا تمثالا لتاجر رقيق.

توصل مشروع البروفيسور، فاولر، لنتائج أولية، وهي أن ما يقرب من ثلث المنازل البريطانية الفخمة القديمة، المدرجة على لائحة ناشيونال تراست وعددها 300 لها صلات بالعبودية، وقال: " توقعت أن تكون الصلات ممتدة، لكنها لم تتوقع أن تكون بهذا القدر، يبدو أنها كانت صلات وثيقة".

وتوجد لوحة رسمها الفنان، غودفري نيللر، عام 1680 تصور توماس لوسي، مالك تشارليكوت وقتها، وخادماً أسود، وظهرت لوحة أكدت وجود السود، وقالت   البروفيسورة، فاولر، "إن هذه اللوحة مثيرة للاهتمام لأنها تكشف عن تاريخ وجود السود في القصور الفخمة في القرن السابع عشر"، مضيفة لقولها "من المحتمل أن يكون ذلك أقدم مما يتصوره كثيرون"، وهذا يؤكد الصلة القوية لحركة السود المهمة.

ويظهر في الصورة صبي، نعتقد أن اسمه ربما كان ويل أرتشوس، كان موجوداً هناك في ذلك الوقت، وتم البحث عنه في سجلات الرعية، وقد كتب أحد زوار المنزل تعليقاً عنه، أنه كان يقدم مشروب الشيكولاته الساخنة آنذاك، "لا نعلم الكثير عن حياته ولا كم عاش هناك، بخلاف أنه تم تعميده بعدما صار بالغاً، ويظهر الصبي في الجانب الأيمن من اللوحة، في الظل، وتم تعليق الصورة فوق مدخل في تشارليكوت بطريقة غير بارزة.

وتعجبت البروفيسور من ظهور الصبي، وهو مرتدياً حلقة معدنية سوداء حول رقبته، لا تدري إن كانت هذه الحلقة المعدنية حقيقية أم رمزية؟

لورد كورزون كان مالك كيدلستون، وهو الذي عمل على جمع أعمال فنية لكيدلستون، وتعد كيدلستون أحد أروع مباني ناشيونال تراست في داربيشير، ويقع منزل كدليستون الذي صممه، روبرت آدم، وسط أراض تضم بحيرات أفعوانية الجمال، يعد واحداً من أروع منشآت ناشيول تراست العديدة في داربشير.

ويحتوي على أعمالاً فنية من مختلف أنحاء العالم، جمعها مالكه السابق، لورد كورزون، الذي شغل بمنصب نائب الملك، والحاكم العام للهند خلال الفترة بين عامي 1899 و1905.

وتقول فاولر عن مبنى كيدلستون هول، في ديربي، "إن المنزل يجمع أعمالاً فنية عدة، من الهند والشرق الأوسط، اقتناها خلال رحلاته، مثل فيل من العاج، وبساط في صورة نمر، وبعض المجسمات الصغيرة من مدينة لاكناو الهندية التي شهدت أعمال عنف خلال الحقبة الاستعمارية".

وأضافت أنه لا توجد إشارة تؤكد، أن لانكاو شهدت أعمال عنف خلال الحقبة الاستعمارية، وذلك تبعًا لما يظهر على ملصقات ناشيول تراست، والتي ترجع إلى متحف فيكتوريا آند ألبرت، ويؤكد المتحف أن بيانات الملصقات، اعتمدت على فهرس تم إعداده عام 1907 خلال عرض المحتويات في لندن.

وقالت البروفيسورة فاولر، "إن الملصقات الموجودة على المعروضات، لا تعكس الجانب المظلم للحقبة الاستعمارية، بل تحكي أشياء مثل ،شخص من السكان الأصليين فوق فيل، لا توجد أي إشارات إلى الجانب المظلم للتاريخ الاستعماري، وتُعد تفسيرات القائمين على المتاحف، الذين كانوا متشبعين بالفكر الإستعماري، جزءاً من إرث الاستعمار الذي نحمله الآن".

وأضافت: "تم إعادة تقديم القصور الفاخرة القديمة، كظاهرة عالمية تعكس وتوضح صلتنا بباقي العالم، وهذا تحول هام ينبغي أن يحدث لطريقة تفكيرنا، لأن المنازل الفاخرة القديمة يُنظر إليها على أنها تلخص الطابع البريطاني".

وعلى سبيل المثال، سبيك هول، منزل مزرعة على الطراز التيودوري، ويبدو منذ اللحظة الأولى، أن سبيك هو مجرد منزل على الطراز التيودوري يجذب الأنظار فقط في ليفربول، لكنه كما تقول بروفسور فاولر: "مثال واضح لقصة مهمة حول تجارة الرقي، لن تتضح سماتها لك قبل أن تعرف الخلفية التاريخية للمنزل".

كان سبيك مملوكاً لعائلتين، إحداهما هي عائلة نوريس، التي يعود إليها تاجر الرقيق ريتشارد نوريس، والذي قام بدور رئيسي في تطوير أرصفة ميناء ليفربول مما سمح له بدخول السفن العملاقة.

وتقول فاولر "وفقاً للمؤرخ لورنس ويستغاف، أنشطة نوريس لعبت دوراً مهماً في سيطرة ليفربول على تجارة الرقيق، والهيمنة عليهم خلال أربعينيات القرن الثامن عشر".

" وكانت العائلة الثانية هي عائلة وات، وقد بدأ ريتشارد وات حياته، كسائق عربة جر في هاكني، وكان يمتلك سفينة رقيق، وعزم على بيع الرقيق لأصحاب المزارع، كما كان يمتلك شركة لشحن السكر والروم، ورثه أبناء إخوته أموالاً ساهمت في ترميم المبنى على صورته التي نراها حاليا".

منشأة كالك آبي

يحرص القائمون على كالك آبي، أن تعبر حالته عن انتهاء ذلك الزمن، ويعد منشأ كالك آبي واحداً من بين أكثر منشآت ناشيول تراست إثارة للاهتمام، والسبب يكمن في طلائه المقشر وحدائقه الغير المرتبة، والقائمون على المبنى يريدون أن يظهر في صورة منزل قديم متهالك، ليعبر عن  أسلوب المعيشة الذي كان مهيمناً على الريف الإنكليزي فيما مضى.

ويوضح، في كالك، مجسم للكرة الأرضية حدود الإمبراطورية البريطانية في عام 1870، ويبدو أنها قد جُلِبت إليه، بسبب الولع باقتناء أشياء من مناطق بعيدة، وهذا المجسم من بين المعروضات المثيرة للاهتمام في كالك، حيث يعود تاريخه لعام 1870، وتظهر عليه خطوط حمراء، تمثل حدود الإمبراطورية البريطانية آنذاك، والتي اتسعت بالطبع مع نهاية ذلك القرن".

وترى فاولر، أن كالك يعتبر أفضل نموذج للمنزل ذي الصلات المباشرة بالإمبراطورية، وتظهر تفاصيله كيف كان غارقاً في الإمبراطورية ومرتبطا بها.

ويُعرض العديد من الأشياء التي جاءت من مستعمرات غابرة، بأسلوب يعكس الحقبة الاستعمارية، مثل كأس على شكل جمجمة تبتية، تستخدم في الطقوس الدينية، بجانب قطعة من بلاط مسجد من جنوب أفريقيا، وقد وضعت القطعتان هكذا لتكون خارج السياق تماماً.

وأضافت فاولر: "لدينا مجموعة من المعروضات دون معرفة أصل لها أو الطريقة التي استخدمت بها".

ووفقاً لقول البروفيسور فاولر، فإن عائلة هاربر امتلكت المنزل عام 1622، كانت تتمتع بعلاقات مصاهرة مع أصحاب مزارع، في جزيرة باربادوس، وتاجر في شركة الهند الشرقية وعالم مصريات.

من ضمن المنشآت الأخرى التي يشتمل عليها المشروع

• باكلاند أبي، ديفونشاير

• دارام بارك، قرب باث

• أوستيلري بارك، غرب لندن

• قلعة بينراين، ويلز

• سادبيري هول، أشبورن، داربيشر

• ساتون هاوس، هاكني، لندن

• بازيلدون بارك، قرب ريدنغ

•وايتويك مانور قرب وولفرهامتون

وتوضح البروفيسور فاولر، بعض النصائح لكل من يقوم بزيارة هذه القصور، أن عليه التعرف على صلاتها بالحقبة الاستعمارية كالتالي:

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل