المحتوى الرئيسى

ريم سيد حجاب: أتمنى توثيق تراث والدي الغنائي (حوار)

09/23 12:50

كشفت ريم حجاب، الابنة الوحيدة للشاعر الراحل سيد حجاب، عن أسرار في علاقتها بوالدها، وكيفية تربيته لها وتعامله معها، كما كشفت عن مشروع الفيلم التسجيلي الذي تنوي تقديمه عنه الفترة المقبلة، والقصيجة التي ختم بها حجاب ندواته.

وأعربت ريم، في حوارها لـ"الوطن"، عن أمنياتها بأن تتمنى وزارة الثقافة المصرية، مشروعا لتوثيق التراث الغنائي لسيد حجاب، وإلى نص الحوار..

لا أشعر بالحاجة لإحياء ذكراه، أشعر أنّه حاضرا معي في جميع خطواتي، وحين أقرأ أعماله أشعر أني استمع إلى صوته، لكن أتمنى أن نحتفي به بإعادة طبع أعماله لتكون متوفرة في منافذ البيع بالأماكن كافة، وبأسعار مناسبة للجميع، وكانت المرة الأولى من هيئة الكتاب في 2018، في الذكرى الأولى لرحيله، كما أتمنى العمل على مشروع تجميع للأغاني التي كتبها "بابا" وعددها كبير، ومنها ما تم تلحينه بالفعل، سواء مع الملحن عمار الشريعي، أو بليغ حمدى، وكذلك الأعمال الشعرية، والنثر، وأفكر في عمل فيلم تسجيلي عنه، لكن المشروع لم يتبلور بعد.

أعماله أثرت في أجيال وضمير وطن، وكثير من الناس يقولون لي هذا الكلام، وأتمنى أن تتبنى الدولة المشروع، من خلال جهة تابعة لوزارة الثقافة، لأنه مشروع كبير ويحتاج دقة، وألا يكون اجتهاد شخصي فقط من أفراد أسرة سيد حجاب، لتكون مادة موثقة ومتاحة للبحث والدراسة للفنانين وشعراء الأغاني من بعده، كما قرأ هو واهتم بتجارب المبدعين السابقين له، وأتمنى توثيقه وإتاحته صوتيًا.

كان معترضا على كلمة العامية، لأن الكلمة يعني أنّها لغة العامة، ما يستدعي مقابلا لها وهى لغة الخاصة، فكان يطلق على اللغة التي يكتب بها المصرية المعاصرة أو العربية المصرية، وكان يفضلها على الكتابة بالفصحى التي بدأ بها تجربته الشعرية.

أنا وبابا كان بينا مقولة "أولادكم ليس لكم، أولادكم للحياة، والحياة لا تقيم في منازل الأمس"، وكنا نأخذ الكلمة بهزار لكن كنا نطبقها بجدية، فلم يكن يحب التلقين، كانت هناك مبادئ عامة منها حب الخير لغيري كما أحبه لنفسي، والحرية تعني المسؤولية، لا يقول لي بشكل مباشر هذا صحيح وهذا خطأ، بل عندما أحتار في موضوع معين، فكان يوجهني لقراءة عدة آراء فلسفية ونفسية واجتماعية وعلمية،  تتحدث في الموضوع الذي سألته عنه، لأكون وجهة نظري الخاصة بالموضوع.

كان والدي مهتمًا ألا أتأثر به في جميع خطواته بسبب محبتي له، لكن كان يسعى لأن يكون لي رأي مستقل واتخذ قراراتي وأتحمل مسؤوليتي، ودلالة هذا القول إنّه كان رجلًا يقدر قيمة المعرفة، وينبه ابنته أنّ المعرفة أساس الرأي، فكان يرى أنّ أخذ المعرفة منه هو فقط مجرد غسيل مخ، وهكذا وجهني سيد حجاب لتعلم الصيد ولم يمنحني السمكة كما يقول المثل، فكان مع فكرة التجريب، لا الخوف على بشكل مبالغ فيه، وفى البيت كان يوجد حالة حب شديد جدًا، وكل المناقشات بالتفاهم، حتى عندما كنت أغضب وأنا صغيرة وأضرب عن الطعام، يتركني بعض الوقت ثم يتناقش معي.

ورثت منه كثير من الأشياء، بينها أهمية المعرفة بشكل أوسع والسعي إلى العلم، لتكوين رأي متزن، ولأني أحب الفن أنّه لا يكفي حب الفن لكن لابد من دراسته، كما تعلمت منه حب الحياة، وكذلك العطاء فقد كان معطاءً.

كان بابا محبًا للحياة، وكل تفكيره فيما يمليه عليه ضميره، حتى وهو فى المستشفى، ولم يكن مطروحا فكرة الوصية، وعندما تعب كنا ننتظر شفاءه، وكانت حالته تتحسن، إلا أنّ العلاج الكيماوي أثر عليه بشكل أسوأ من المرض نفسه، وكان في المستشفى بكامل وعيه، ومتابع للأخبار ويتحدث عن تشيكوفيسكي، وقبل يوم الوفاة طلب شاي وشربه، وزاره عدد من الأصدقاء، وتحدث معهم في موضوعات مختلفة.

قصيدة "معادلة جبرية" كان بابا يحب يختتم بها ندواته دائما:

الموت ترف.. وعيشة الأرف ترف

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل