المحتوى الرئيسى

"منار" جوالة لأجل التطوع من تايلاند إلى لبنان: معنى حلو لكل حاجة

09/23 08:24

بصوت رخيم ومخارج حروف واضحة، بذلت جهودا كبيرة لتعليم عدد من أطفال تايلاند اللغة الإنجليزية، بينما سارعت بيديها إزالة الحطام، والتربيت على أكتاف اللبنانين، عقب الإنفجار القاتل الذي هز قلب بيروت والعالم، لتغيير آلامهم برسوماتها الرقيقة على جدار المنازل التي شاركت في مساعدتها، وإعادة إعمار لبنان، قبل أن تعود إلى مصر بقلب مفعم بالحب والتطوع.

منار صبري.. رغم كونها تنتمي لأسرة بسيطة في منطقة منيا القمح بالشرقية، ودراستها لقسم الإعلام بكلية الآداب، إلا أن عائلتها زرعت بداخلها حب التطوع والعمل الإنساني منذ الصغر، فحرصت على تقديم يد المعونة دائما لأبناء بلدها عبر العديد من المؤسسات الخيرية، ثم المساعدة في تدشين مؤسسة لمساعدة الشباب بالمحافظات البعيدة في الوصول لفرص عمل.

حب التطوع الكبير في قلب الفتاة العشرينية الدارسة بمرحلة الماجستير في الإعلام، دفعها للبحث عن فرص عديدة للتطوع، فبرزت أمامها فرصة للتطوع في إحدى قرى دولة تايلاند لمساعدة الأطفال على تعلم الإنجليزية وحقوق الإنسان والرسم، على أن تتحمل جزء من النفقات.

"أطفال جنوب شرق آسيا عندهم مشكلة في أكسنت الإنجليزي فبيحتاجوا لناس نطقهم صحيح للغة، وأنا حيت أني أساعد في ده".. فور معرفتها بذلك الأمر، حرصت الشابة المصرية على المسارعة في التقدم للتطوع بتايلاند، لتعيش تجربة مميزة للغاية مع الأطفال والتعرف على الثقافة التايلاندية لمدة شهر، بالعام الماضي.

وبعد عودتها من تايلاند، برزت فرصة للمشاركة في منتدى شباب العالم المتطوعين بروسيا لمدة 3 أيام، لتكون من بين 800 شابا من مختلف البلدان، لتكتسب معلومات جديدة عن التطوع وتتمكن من كسب علاقات قوية ومتميزة مع غيرها.

تفشي فيروس كورونا، أثر سلبا على "منار" التي اضطرت للتوقف مؤقتا عن الأنشطة التطوعية، بجاب عملها أيضا، قبل أن يهز انفجار لبنان في 4 أغسطس الماضي، العالم الكبير، ووصل صداه لقلبها الصغير "الانفجار كان صدمة وحزن كبير، وكنت عايزه أساعد من جوايا بكل اللي نقدر عليه"، ليظهر أمامها عبر إحدى صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" منشورا لمبادرة بالسفر إلى بيروت لمساعدة متضرري الانفجار.

بدون تفكير، سارعت يديها للتفاعل مع المبادرة لتحاول جاهدة التقدم لها، قبل أن تصطدم بعدة عقبات، منهم ضرورة خضوعها لامتحانين بمرحلة الماجيستير وخوفها من رفض أسرتها وعدم وجود المال الكافي لديها للحصول على التأشيرة، ليخيم عليها الحزن الشديد "كان عندي حب كبير جدا للمساعدة بس مكنش في أيدي حاجة"، ولكن بسبب صدقها ورغبتها الحقيقية تفاجأت "منار" بترحيب أسرتها لتطوعها في بيروت وتشجيعهم أيضا لدرجة المساعدة في المال اللازم للسفر والتأشيرة، خلال فترة خضوعها للامتحانات، وتجد "تسهيل كبير جدا من ربنا وحاجات عكس المتوقع".

أسبوعين كاملين، مكثتهم الشابة المصرية في لبنان لمساعدة متضرري انفجار بيروت، عاشت فيهم صعوبات بالغة وسعادة كبيرة أيضا، حيث بعد وصولها لم تكن جراح المواطنين ألتئمت بعد، فساعدت في تضميضها وإزالة الحطام من المنازل المتضررة بالقرب من مركز الانفجار، وتدوين ما يحتاجونه الأهالي لإعادة الإعمار من أجل جمع التبرعات لهم، بجانب تقديم الدعم النفسي أيضا.

لم تهتم المصرية بإقامتها في طرابلس التي تبعد ساعتين بالأتوبيس عن مركز الانفجار، حيث مكثت مع عائلة فلسطينية بالمخيم لطبيب بوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، التي غمرتها بحب صادق، حيث: "كل يوم كانو محتارين يعملو لي أكل اية.. ولو حكيت ع الأكلات الفلسطينة اللي كنت اول مرة ادوقها مش هلاقي كلام يوصفها، ولو كنت بتأخر في يوم ألاقي البيت كله بيتصل يطمن عليا، وحسيت منهم حب كبير لمصر وأهلها وثقافتها حتى أغاني المهرجانات بيحبوها".

"رغم الصعوبات اللي بيعيشوها اللبنانين في حاجات كتير، بس كان عندهم حاجة حلوة جدا هي أنهم متقبلين الوضع بإيمان شديد".. هكذا وصفت المتطوعة المصرية الأوضاع ببيروت، حيث لمست حاجة المتضررين بـ"أن حد يقولهم احنا معاكوا وهمكوا همنا"، كما وجدت ترحابا وأجواء أخوية جميلة سادت بين المتطوعين ومع المواطنين، فشعرت بأن "كل حاجة حلوة".

وفي أحد أيام التطوع المتعبة، لم تتمكن من العمل خلال فترة الظهيرة، لتحصل على قسطا من الراحة أمام إحدى العقارات، لتجد حائطا تم تجديده مؤخرا، لتبادر إلى ذهنها ألوانها التي تحملها بإستمرار في حقيبتها وموهبتها بالرسم الكامنة فيها، لتقرر في لحظات إدخال البهجة على العقار الذي استعاد رونقه مؤخرا برسمة بسيطة تدعم فيها العلاقات  بين القاهرة وبيروت، خلال أقل من ساعة، وهو ما لقي إعجابا كبيرا من المواطنين الذين وثقوا الرسمة بصورهم.

خلال إقامتها ببيروت، شعرت بمودة ومحبة بالغة، خاصة لأنه مع "كل بيت ومحل وشارع بندخله ويعرفوا أننا مصريين متطوعين مكانوش بيصدقوا وبيصمموا نتصور معاهم وياخدوا أسامينا للذكرى"، على حد قولها، مضيفة: "ولبنان حلوة بكل معنى الكلمة وأهلها طيبين، والفترة دي كانت تجربة عظيمة جدا، اعتبر نفسي أني كنت من المحظوظين بيها".

من خلال تجارب منار صبري البسيطة في العمل الإنساني داخل وخارج مصر، أكدت أن السفر والتطوع في ظروف كورونا "مش شجاعة أكتر منها تجربه مفيدة حرفيا بكل مافيها.. علاقات انسانية وتجارب حياتيه مش سهل تلاقيها في أعتى المدارس والجامعات"، ووجهت رسالة للجميع بأن "سافروا واتطوعوا هتلاقو معني حلو ومختلف لكل حاجة".

"مطلوب موديل أصلع لإعلان تركيب شعر وهتاخد الشعر مجاناً"، إعلان أطلقه صالون للحلاقة وتركيب الشعر، في مدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية، لاستقبال "موديل"

الشاي هو الذي يتم وضعه أولا في الكوب وبعده اللبن

" أحط اللبن الأول ولا الشاي الأول" .. سؤال دائما ما كان يتردد لدى عشاق مشروب الشاي باللبن، إذ يقعون في حيرة حول لذة الطعم، ليكشف العلماء عن مكونات كوب الشاي بال

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل