"كل سكان البيت ماتوا في شهر".. حكاية عائلة الفنجري مع كورونا بدمياط

لم تكن تعلم أسرة الحاج سعد الفنجري، التي جاءت من الصعيد قبل زمن لتقطن إحدى قرى محافظة دمياط، أن نهاية 4 من أعمدة العائلة، ستكون بتلك المحافظة التي عاشوا فيها بعدما جاء الأب، قبل سنوات، ليقطن بإحدى قرى محافظة دمياط ويعمل تاجر أقمشة ومفروشات، ويقوم بافتتاح عدة محلات ومخازن بقرى كفور الغاب وجمصة، حيث عرف عنه الصلاح والتقوى والأخلاق الحميدة التي تربى عليها وربى أولاده عليها ليظل الجميع يحلف بأخلاقهم.

الحاج سعد الأب، أنجب ثلاثة أبناء هم "ود" تاجر عقارات، و"محمد" طبيب صيدلي و"رمضان" مهندس، عرفوا جميعا بأخلاقهم الحميدة وتدينهم، فقد كان الطبيب الصيدلي محمد الذي استشهد اليوم بعد معركة شرسة بفيروس كورونا داخل العناية المركزة بمستشفى دمياط العام صاحب الكثير والكثير من المبادرات لخدمة أهل بلده، حيث عرف عنه حب الخير ومساعدة الفقير والمريض وكل ذى حاجة، ولم يبخل بوقته أو ماله قط وذلك وفقا لمعلم يعمل بمدرسة أمام إحدى صيدلياته.

ووفقا للمدرس الذي رفض ذكر اسمه قال لـ"الوطن"، "عمرنا كمعلمين في المدرسة ما احتجنا من محمد حاجة غير وكان معاونا لنا بارا بالجميع الكبير قبل الصغير وقته وماله كان رايح للخير فقد تربى على الأخلاق الحميدة والصلاح ربنا يرحمه ويلحقه بأسرته في الفردوس الأعلى متابعا والله أنا مش مصدق من ساعة ما عرفت بخبر وفاته ولم أتمالك أعصابي منهار مش مصدق الشاب الطيب المحبوب من كل الناس راح في غمضة عين كلنا بنبكى عشانه وعشان أسرته ربنا اختبرهم اختبار صعب وكانوا قده".

ووفقا للمدرس، أكد أن المنزل حاليا بات خاليا من حبايبه حيث كان أفراد الأسرة كل منهم يقيم في شقته مع زوجته وأولاده ولكن المصيبة جاءت فجأة بعد حضور الأم فرح أحد أقاربها لتظهر عليها أعراض الإصابة مبكرا لتنتقل العدوى لزوجها وابنيها وعدد من أفراد الأسرة، لتحصد كورونا أرواح 4 من أفراد الأسرة دون رحمة أو هوادة، حيث توفي الأب والأم والابنان خلال أقل من شهر.

ووفقا لأحد جيران الأسرة أكد لـ "الوطن" انتقال زوجة الابن الأكبر وأطفالها لمنزل أسرتها بعد وفاة زوجها كما انتقل شقيقهم رمضان الابن الأصغر إلى إحدى الشقق التي يمتلكونها بعيدا عن منزل الأسرة الذي جرى تعقيمه وتطهيره من قبل الجهات المعنية والمنازل المجاورة له، كما انتقلت زوجة الدكتور محمد، آخر ضحايا الفيروس في العائلة، وأطفالها لمنزل أسرتها قبل أيام لتعقيم وتطهير العقار.

ووفقا للدكتور سامح المسلماني أمين عام نقابة الصيادلة في دمياط، أكد لـ"الوطن"، أداء صيادلة دمياط صلاة الجنازة اليوم على صديقهم وزميلهم الدكتور محمد الفنجري، أول شهيد صيدلي بمستشفى دمياط التخصصي حيث تسلمت أسرته جثمانه لتدفنها بمسقط رأسهم في كفور الغاب.

هذا وقد خيم الحزن على "كفور الغاب" مسقط رأس آل الفنجري بمحافظة دمياط، فيما تحولت صفحات "فيس بوك" لأبناء دمياط إلى دفتر عزاء، حيث نعى أبناء دمياط أسرة الفنجري التي خسرت 4 من أبنائها ضحية فيروس كورونا القاتل، حيث توفي الأب في 26 أغسطس لتلحقه الأم في الثالث من سبتمبر ثم ابنهما الأكبر "ود" في السادس من سبتمبر، واليوم توفي الابن "محمد"، بعد معاناة مع كورونا، بعدما وصلت نسبة الأكسجين إلى 30، وحدثت له جلطة بالشريان الرئوي نتيجة فيروس كورونا.