ما هي الوحمة وما أسباب ظهورها؟ | المرأة والصحة | الصباح العربي

ما هي الوحمة وما أسباب ظهورها؟ | المرأة والصحة | الصباح العربي

منذ 3 سنوات

ما هي الوحمة وما أسباب ظهورها؟ | المرأة والصحة | الصباح العربي

كثيرون منّا يعتقدون انّ الوحمة تظهر على الطفل نتيجة عدم تحقيق شهوات المرأة الحامل من الطعام، ما هي حقيقة هذا الأمر؟ وهل نستطيع إزالة الوحمات؟ كيف؟\nالوحمة هي عبارة عن منطقة من الجلد الملون تتميز عن باقي الجسم. قد يأتي طفلك للحياة معها أو قد تظهر خلال الشهور القليلة من عمره، بعضها يبقى للأبد والاخر يزول مع الوقت.\nالوحمة الوعائية: التي تحدث بسبب الأوعية الدموية تحت سطح الجلد ويتراوح لونها بين الوردي، الأحمر والأزرق تبعا لعمق الأوعية الدموية.\nالوحمة المصطبغة: تكون على مستوى الجلد ويتراوح لونها بين البني، الرمادي، الرمادي المزرق بعض الشيء والأسود، وهي تنتج عن تطور غير طبيعي للخلايا الصبغية في الجلد.\nما أسباب الوحمة، أيعقل بفعل الوحام؟\nحتى الان لم ينجح الأطباء في تفسير لماذا تظهر الوحمات تماما.\nمن المجمع عليه لدى بعض الثقافات حول العالم، كثقافتنا العربية والثقافتين الأسبانية والإيطالية أن الوحمة تحدث نتيجة للرغبات غير المحققة للمرأة الحامل (الوحام)، فمثلا إن رغبت المرأة قطفا من العنب ولم تجده خلال حملها فقد يولد طفلها مع علامة على شكل عنبة.\nبالطبع فالباحثون لا يصدقون بهذه المعتقدات إلا أنهم أيضا لم ينجحوا في الوصول إلى تفسير قاطع ومضمون، فبعض النظريات تميل إلى الاعتقاد بأنها عبارة عن خلل يحدث خلال عملية اتساع وانقباض الشعيرات الدموية، ويذهب البعض الاخر للاعتقاد بأنها نتيجة للبروتينات التي تنتجها المشيمة.\nما هي أنواع الوحمات وكيف تبدو؟\nتتنوع الوحمات كثيرا من حيث الموضع، الشكل، اللون والحجم، إلا أننا سنحاول هنا احصاء الأنواع الأكثر شيوعا ووصفها:\nبقع الأوعية الدموية: هي بقع من اللون الوردي أو الأرجواني، تتشكل من شعيرات دموية المتوسعة قريبا من سطح الجلد. وحوالي 70% من الأطفال لديهم بقعة واحدة على الأقل. تصبح هذه الوحمات أكثر وضوحا عندما يبكي طفلك أو تتغير درجة حرارة جسمه، وغالبا ما تبقى حتى سن الثانية.\nبقع القهوة بالحليب: هي عبارة عن بقع مسطحة بنية اللون. ما بين 20%-50% من الأطفال يولدون مع بقعة واحدة على الأقل من هذه\nالوحمات الصبغية. عادة ما تتلاشى أو تصبح أصغر كلما ينمو الطفل إلا أنها أحيانا قد تصبح أغمق لونا مع التعرض للشمس.\nالشامات: تختلف الشامات في الحجم، وقد تكون مسطحة أو مرتفعة، سوداء أو بنية، وأحيانا ينمو فيها الشعر بينما في أحيان أخرى تبقى خالية . فقط 1% من الأطفال يولدون مع شامات خلقية، بينما الاخرون فتظهر لديهم الشامات بعد بضعة سنين من الولادة. هذه الشامات تبدأ في الغالب مسطحة ثم تصبح أكبر قليلا وترتفع.\nالبقع المنغولية الزرقاء أو الرمادية: هي عبارة عن المساحات الزرقاء الكبيرة المسطحة التي تظهر في أسفل الظهر والأرداف، يتميز بها الأطفال ذوي البشرة الداكنة إلا أنها شائعة على مستوى العالم جدا. غالبا ما تتلاشى هذه البقع في سن المدرسة، إلا أنها أحيانا قد لا تختفي أبدا.\nوحمة فلاميوس: هي وحمات وعائية تظهر مع الولادة، يتراوح لونها من الوردي إلى الأرجواني الغامق، ويمكن أن تظهر في كل مكان على جسم الطفل إلا أنها في الغالب تتواجد على الوجه والرأس. طفل من كل 300 طفل يولد مع هذه الوحمات التي قد يتلاشى الخفيف منها، إلا أنها في الغالب تتزايد مع نمو الطفل وقد تصبح أكثر سمكا وقتامة.\nالورم الوعائي الدموي: تظهر هذه الوحمة على شكل مجموعة من خلايا الأوعية الدموية تتالف وتشكل وحمة.\nقد تكون مسطحة على مستوى الجلد أو قد تكون مرتفعة عنه قليلا إلا أنها ليست ملحوظة ولا تشوه. تظهر لدى حوالي 2%-5% من الأطفال، وهي شائعة أكثر لدى الفتيات، الخدج والتوائم. تتميز منطقة الرأس والعنق بهذه الوحمات التي بخلاف غيرها من الأنواع قد تظهر خلال الأسابيع الستة الأولى وتنمو حتى السنة الأولى، ثم وبدون علاج تأخذ هذه الوحمات بالتحول في اللون نحو الأبيض فتتقلص وتختفي، وذلك خلال 3-10 سنوات.\nهل تتطلب الوحمات عناية طبية؟\nوفقا للكثيرين من أطباء الأمراض الجلدية، فإن معظم الوحمات غير مؤذية وتزول لوحدها في السنوات القليلة الأولى من حياة الطفل، ومع ذلك يوجد هناك بعض الاستثناءات التي قد تحتاج إلى رعاية ومتابعة لذا احرصي أن يقوم الطبيب بالكشف عن طفلك فاحصا كل العلامات المميزة له.\nقد تشمل الاستثناءات ما يلي:\nيمكن لبعض الاورام الوعائية الكبيرة بحسب موقعها أن تؤثر على عملية الأكل والرؤية أو التنفس، وقد تنمو بعضها داخليا ما يهدد من صحة أعضاء طفلك.\nفي بعض الأحيان قد يرتبط ظهور وحمة فلاميوس بالقرب من العين أو الخد بمشاكل في الرؤية كالجلوكوما، أو مع تأخر في التطور لدى الطفل.\nقد تمتد بعض الوحمات التي تقع في أسفل العمود الفقري تحت الجلد وتؤثر على الأعصاب وتدفق الدم إلى الحبل الشوكي.\nأحيانا تكون مجموعات من بقع وحمة "القهوة بالحليب" أحد الأدلة على اضطراب وراثي يسمى الورم العصبي الليفي من النوع الأول (NF1).\nبالإضافة إلى ذلك فحوالي 50% من الأشخاص الذين يعانون من الورم العصبي الليفي يعانون أيضا من صعوبات في التعلم.\nبعض الشامات، خصوصا كبيرة الحجم التي تظهر منذ الولادة تتميز بأنها قد تصبح سرطانية في المستقبل لذا فتستوجب المتابعة.\nبعض الوحمات الكبيرة والتي تؤثر على مظهر الطفل الخارجي قد تصبح ضارة نفسيا للطفل وتستوجب الرعاية النفسية الخاصة به.\nهل من الممكن إزالة الوحمات التي تميز طفلي؟\nهذا الأمر يتعلق بنوع الوحمات وموقعها، فإن كانت الوحمات تؤثر بموقعها على تطور أعضاء جسم الطفل ومهاراته قد يتطلب ذلك إزالتها فعلا.\nأما في الحالات الأخرى فقد يكون من غير المنطقي إزالتها خصوصا وأنها تتلاشى وحدها دون تدخل طبي.\nأما إذا برزت لدى طفلك وحمة مشوهة ورأيت من الأفضل إزالتها فأنت مدعوة لاستشارة الطبيب كي يساعدك على اتخاذ القرار الأنسب تبعا لظروف طفلك وتاريخه الوراثي.\nما هي خيارات العلاج الممكنة؟\nالخيارات تتعلق طبعا بالوحمة ونوعها إن كانت صبغية أو وعائية وحسب موقعها، وهي تتراوح بين:\nالجراحة (ألا أن معظمها قد تسبب ندوب)\nالستيروئيدات الموضعية، الفموية أو المحقونة.\nحاصرات بيتا الموضعية أو الفموية.\nكيف أساعد طفلي كي يتقبل ويتعامل مع الوحمة وإحراجها؟\nأفضل طريقة تستطيعين التعامل بها مع من قد يحدق بطفلك ووحمته هو الحديث عن الموضوع، تحدثي عن الموضوع بلطف وشاركيهم أنها وحمة رافقت طفلك.\nغالبية الناس لا يقصدون الاستفزاز أو الوقاحة في التعامل، بل قد تلفتهم الوحمة فقط لا غير.\nعندما يبدأ طفلك بالنمو، وتجدين أنه أصبح قادرا على فهم ما تقولينه، اشرحي له ما هي الوحمات، كيف ظهرت وما هي أهمية الاعتناء بها. علميه أن يحب نفسه ويتخذ من الوحمة علامة تميزه وألا يكتفي بالتميز بالمظهر فقط بل فليتميز بالموهبة واحترامه لذاته.\nإن وجدت أن طفلك لا ينجح بتخطي المواقف في المدرسة يحق لك التواصل مع معلمه ومربي صفه وحتى المدير من أجل الاطلاع على كيفية تعاملهم مع الموضوع وتقديم نصائحك لهم بما يصب بمصلحة طفلك.\nتذكري يا عزيزتي، كل ما تحاولين فعله مع طفلك عليك أن تتقنيه أنت أولا، أي عليك تقبل هذه الوحمة تماما واعتبريها ميزة إضافية لميزات طفلك الكثيرة والجميلة.

الخبر من المصدر