المحتوى الرئيسى

الحرب العراقية الإيرانية.. "كأس السم" من الخميني إلى خامنئي

09/22 15:43

وصف المرشد الإيراني الأول الخميني قبول قرار إنهاء الحرب الإيرانية بـ"تجرع كأس السم"، ما يدفع نحو استكشاف رؤية طهران لواحدة من أبشع الحروب بالعصر الحديث.

حرب دامية استمرت لنحو عقد من الزمن، وشكلت إحدى مظاهر التدخلات الإيرانية في العراق، استنادا إلى تصريحات لمسؤولين إيرانيين أكدوا أن تصدير "الثورة" إلى العراق، والدعم المالي والسياسي للشيعة ضد نظام البعث ببغداد، كانا المحركين الرئيسيين للحرب.  

ورغم مرور عقود من الزمن، إلا أن استفهامات عديدة لا تزال تحيط بالأسباب التي دفعت طهران إلى تجاهل محاولات دولية عدة لوقف الحرب، عقب تراجع الجيش العراقي إلى داخل حدوده.

في خطاب تلفزيوني استمر لأكثر من ساعة، بمناسبة ما يعتبره الإيرانيون اجتياحا عراقيا لأراضيهم في 22 سبتمبر أيلول 1980، اعتبر المرشد علي خامنئي الحرب ضد العراق، من «الأحداث الأكثر عقلانية».

وقال خامنئي إن «قبول القرار في نهاية الأمر، والذي وصفه الخميني بكأس السم كان حكيماً ومن الأعمال الأكثر عقلانية»، في إشارة إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 598 لعام 1988، والذي أنهى الحرب.

وجددت تصريحات خامنئي ذات الجدل المتفجر منذ سنوات حول وصف قرار وقف حرب كبدت الشعب الإيراني خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، بـ«كأس السم»، وقرار الحرب ب«النعمة».

تعتبر الحرب الأطول في القرن العشرين، وأسفرت عن مقتل نحو مليون شخص من الجانبين، وأضرار بالغة بالمنشآت والبنية التحتية الإيرانية.

كما قُتل فيها أو أصيب حوالي 60 ألف جندي ومدني إيراني بواسطة الأسلحة الكيميائية، ولا تزال الآثار والإصابات قائمة لعدد كبير من الأفراد والعائلات.

وخلال السنوات الأولى من الحرب، سحب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قواته إلى ما وراء الحدود الدولية بعد هزيمة أولية وعرض وقف إطلاق النار.

ويعتقد العديد من القادة العسكريين الإيرانيين وعدد من السياسيين أنه كان ينبغي على بلادهم قبول عرض وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب في وضع تكون معه إيران متفوقة عسكريا.

لكن إصرار الخميني على استمرار الحرب مع العراق حتى نهاية ثمانينات القرن الماضي، كبد بلاده خسائر فادحة في القوات والعتاد والبني التحتية.

ووصفت الحرب التي تطلق عليها طهران في أدبياتها السياسية "الحرب المفروضة"، و"الدفاع المقدس»، بأنها من أكثر الصراعات البشرية دموية في القرن الماضي.

بدأت الحرب التي دامت لنحو 8 سنوات بين 1980 إلى 1988، بسبب قصف إيران عددا من النقاط الحدودية العراقية، في حين زعمت طهران أن قوات بغداد اقتحمت الحدود المشتركة.

ويرى مراقبون أن صدام حسين كان لديه قلق بالغ من محاولات إيران بزعامة الخميني لتحريض الغالبية الشيعية داخل العراق لقلب نظام الحكم.

وعن سير العمليات القتالية خلال الحرب، تقدمت القوات العراقية داخل الحدود الإيرانية من ناحية محافظة خوزستان جنوب غربي إيران.

وسيطر الجيش العراقي، في بادئ الأمر، على مدينة خرمشهر، قبل أن يفشل في اخضاع مركز حيوي لتكرير النفط في عبادان.

وتعثر تقدم العراقيين بحلول شهر ديسمبر/ كانون الأول عام 1980، على بعد حوالي 120، كيلومتر داخل إيران جراء مواجهة مقاومة غير متوقعة من جانب تشكيلات عسكرية قوامها عناصر مليشيا الحرس الثوري والجيش الإيراني النظامي.

واستعادت إيران مدينة خرمشهر من قبضة العراق في عام 1982، قبل أن يسحب الأخير قواته من جميع الأراضي الإيرانية التي استولى عليها وبدأ يسعى للتوصل الى اتفاق للسلام بين البلدين.

واعتبر تقرير "بي بي سي" أن الخميني الذي كان بالمنفي لمدة 13 عاما بالعراق قبل يطرده صدام عام 1978، كانت لديه عداوة شخصية مع الرئيس العراقي الراحل، ما أدى إلى رفضه (الخميني) مساعي السلام التي عرضتها بغداد.

وأشار التقرير إلى أن المرشد الإيراني الراحل أصر على مواصلة الحرب أملا في الإطاحة بصدام حسين، لكن خابت مساعيه بعد تعزيز دفاعات الجيش العراقي الذي تراجع للخطوط القتالية الخلفية على طول الحدود مع إيران.

ومع تصاعد خسائر إيران الفادحة أثناء القتال مع العراقيين، دفعت طهران بآلاف المراهقين لساحة الحرب الدامية دون تدريب أو تسليح جيد.

ودخلت الحرب العراقية - الإيرانية مرحلة جديدة عندما لجأ البلدان إلى شن غارات جوية وهجمات صاروخية ضد مدن بعضهما البعض والمنشآت العسكرية والنفطية.

وسيطرت حالة من الجمود على خطوط القتال في منتصف الثمانينات، ولكن في أغسطس / آب عام 1988 كان تدهور الاقتصاد الإيراني سببا في رضوخ إيران لقرار وقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل