المحتوى الرئيسى

الخوف من كورونا يدفع المغاربة إلى "الأعشاب" رغم المخاطر

09/22 00:24

لطالما اعتمد المغاربة، وصفات تحوي أعشاب طبيعية كعلاجات للأمراض البسيطة أو المستعصية على حد سواء، ويعرف هذا النوع من العلاج، إقبالا كبيرا منذ سنوات بعيدة وزاد بنسبة أكبر هذا العام.

يرجع عدد من المختصين في مجال الأعشاب والعطارين هذا الإقبال الكبير على التداوي بالأعشاب، إلى انتشار جائحة كورونا هذه السنة، وعدم التوصل إلى أدوية فعالة للقضاء على الفيروس، بالإضافة إلى تكلفتها المادية الرخيصة، ويعتقد البعض أن تلك الأعشاب قادرة على الوقاية من الإصابة بـ"كوفيد19" وعلاجه.   

ومنذ شهر مارس تاريخ ظهور أول حالة إصابة بفيروس كورونا في البلاد، انتشرت بين المغاربة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وصفات لخلطات مصنوعة من الأعشاب، وتداولوا أسماء أعشاب دون أخرى أشهرها عشبة "الشيح"، التي قيل أنها تقضي على الفيروس في الهواء، و"القرنفل" الذي يعتقد البعض أنه يقتل أي جسم غريب داخل الجهاز التنفسي، بحسب "سكاي نيوز".

دفع الهلع والخوف من الإصابة بفيروس كورونا، أشخاصا إلى سلك طريق التداوي بالأعشاب، منهم من شك في الإصابة وآخرين لم تظهر عليهم أي أعرض، في المقابل هناك أشخاص يرفضون فكرة التدواي بالأعشاب ويقولون أنها "إشاعة" ما لم تصدر بشأنها دراسة علمية تؤكد فعاليتها في علاج الفيروس. 

تعتقد أمينة من مدينة الدار البيضاء والبالغة 43 عاما، أنها شفيت من فيروس كورونا بتناولها أعشاب مع فيتامينات مقوية للمناعة إلى جانب التغذية الجيدة والمتنوعة.

وتضيف لموقع "سكاي نيوز عربية": "في الأسبوع الأول أحسست بتعب وإرهاق وقلت أنه أمر متجاوز وعادي مع ضغوط العمل والحياة اليومية، إلا أنه في الأسبوع الثاني ومع مرور الوقت زاد التعب والإرهاق وظهر معهما ضيق في التنفس وسعال جاف".

وتابعت بالقول: "ساعتها بدأت أشك بإصابتي بكورونا وأبحث في الإنترنت عن طرق للعلاج في البيت.  وبالفعل وجدت فيديوهات وموضوعات عن التداوي بالأعشاب، ودون تردد شرعت في تجريب بعض الوصفات من بينها مسحوق عشبة القرنفل مع الليمون والعسل، مع استعمال دخان عشبة الشيح و"الأوكاليبتوس" لتطهير المنزل والقضاء على الفيروس".

وتستطرد أمينة وتقول "إنها بعد مدة من المواظبة على تلك الوصفات اختفت الأعراض، غير أنها لم تجر تحليلا مخبريا يؤكد إصابتها بفيروس كورونا من عدمه وينفي احتمال أن تكون قد مرت بأنفلونزا موسمية أعراضها مشابهة لكورونا".

أما محمد القاطن بمدينة أكادير جنوب المغرب، البالغ 58 عاما، والذي خالط إحدى الحالات المصابة بكورونا، يقول إن عملية التداوي بالأعشاب مجرد إشاعة ليس إلا لعدم إثبات فعاليتها عبر أبحاث ودراسات رسمية لمراكز معتمدة في المجال.

ويضيف محمد في تصريح لـ"موقع سكاي نيوز عربية": "فور علمي بمخالطة حالة مصابة بكورونا، قمت على الفور باختبار كشف عن الفيروس كانت نتيجته سلبية، رغم ذلك عزلت نفسي في المنزل لمدة أسبوعين تحسبا لظهور أي أعراض، ولم ألجأ لاستخدام أي من الأعشاب التي نصحني بها أصدقاء خلال فترة العزل، لأنني أجهل خطورتها وأفضل عدم استعمالها". 

جمال، صاحب معشبة (عطارة) بمدينة الدار البيضاء، يقول إن عددا من بائعي الأعشاب استغلوا فرصة تهافت الناس على الأعشاب الطبيعية من أجل علاج كورونا وروجوا لوصفات تحوي موادا لا علاقة لها بعلاج الفيروس، بينما هي فقط مواد مساعدة على تقوية المناعة.

وتابع جمال لموقع "سكاي نيوز عربية": "يقصدني يوميا عشرات الأشخاص بحثا عن أعشاب تقضي على فيروس كورونا، إلا أنني غير قادر للأسف على تلبية طلباتهم، لأنه ببساطة لا أتوفر على أعشاب بإمكانها القضاء على كورونا".

وأكد جمال على أن "ما نبيعه هي أعشاب لتقوية المناعة وأخرى تساعد على تصفية الجهاز التنفسي لا أكثر ولا أقل".

محمد زين الدين، الباحث في الأعشاب الطبية النادرة في المغرب، الذي أثار ضجة إعلامية بعد أن قال أن لديه علاجا طبيعيا يساعد في مكافحة جميع الفيروسات في الجسم، قال لموقع سكاي نيوز عربية :"أنا لا أمتلك وصفة لعلاج كورنا بل توصلت إلى "عشبة" ­(تحفظ على ذكر اسمها) وهي عصارة سنوات من البحث والدراسة، يمكنها تقوية المناعة لمواجهة أي مرض يرتبط بضعف الجهاز المناعي"، يقول محمد زين الدين في حديثه مع "موقع سكاي نيوز عربية".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل