المحتوى الرئيسى

مخيمات أوروبية في الجزر اليونانية عوض استقبال لاجئين

09/21 08:00

مرة أخرى تتقدم ألمانيا الركب وتستقبل لاجئين ومهاجرين من الجزر اليونانية. وفي المانيا توجد منافسة حقيقية في عروض استقبال لاجئين: زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي ساسكيا إيسكن طالبت "برقم رباعي مرتفع" لإيواء لاجئين، ورئيسة كتلة الخضر كاترين غورينغ إيكارت ذكرت رقم 5000. وحتى ممثلون كنسيون ومنظمات إغاثة وبلديات مستعدة لاستقبال لاجئين، وولايات تعتبر أنه وجب على المانيا استقبال مزيد من الأشخاص من المخيم المدمر موريا عوض اللاجئين الموعودين الذين يصل عددهم إلى 1553.

أما وزير الداخلية هورست زيهوفر من الحزب الاجتماعي المسيحي فيضغط على الفرامل لسببين: فهو لا يريد إطلاق الإشارة للمهاجرين بأنه بإمكانهم تفادي الطريق العادي للاعتراف بحق اللجوء لديهم. كما أنه يريد حلا أوروبيا لقضية الهجرة. والحكومة الألمانية وجب عليها حسب المستطاع إيجاد ذلك الحل خلال الرئاسة الألمانية الجارية للاتحاد الأوروبي. فالتحركات الألمانية الأحادية، حسب حسابات الوزير تصعب إيجاد حل أوروبي. ماتياس ميدلبيرغ، المتحدث باسم الشؤون الداخلية لكتلة الاتحاد المسيحي في البرلمان قال لدويتشه فيله:" لا يحق أن يطرأ الانطباع بأن المانيا ستحل لوحدها قضية الهجرة"

الكثيرون يعتقدون أن الجزر اليونانية هي البوابة نحو أوروبا

المانيا: وحيدة في البيت الأوروبي

وردود الفعل في دول أوروبية أخرى يبدو أنها تؤكد هذا الموقف. فالرافضين المعتادين لاستقبال اللاجئين مثل المجر وبولندا لا يتحركون في الأصل. وحتى من جهة أخرى تأتي اللامبالاة أو حتى المعارضة البينة. فهولندا مثلا تريد استقبال 100 شخص فقط، وإحصاء هذا العدد ضمن فوج لوكالة إغاثة اللاجئين. وموقف رافض أكثر تعبر عنه النمسا بالرغم من أن الخضر المساندين مبدئيا لاستقبال لاجئين مشاركين في الحكومة. فالمستشار النمساوي المحافظ سيباستيان كورتس لا يريد "اتباع الطريق الألماني". وعوض ذلك تريد النمسا تقديم المساعدة في جزيرة ليسبوس. ووزير الخارجية ألكسندر شالينبيرغ دعا إلى التفكير أنه إذا تم إفراغ مخيم موريا عبر توزيع المهاجرين على بلدان أوروبية، فإنه سيمتلئ مجددا.

موضوع الهجرة مازال كما هو في السابق قضية ساخنة في أوروبا. وأكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عدة مرات أن وضع 2015 عندما توجه مئات الآلاف دون مراقبة إلى المانيا " لايحق ولن يتكرر".

الحزب المسيحي الديمقراطي يتحدث عن مشروع ريادي

وقد يحصل أن يؤدي الخلاف حول مخيم موريا المدمر إلى تغيير النقاش داخل الاتحاد الأوروبي حول إصلاح اللجوء، لأن نداءات سابقة لاستقبال لاجئين ظلت تقريبا بدون مفعول. وعوض ذلك تفكر رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين والمستشارة الألمانية ميركل في إقامة مخيمات على الجزر اليونانية تديرها بالاشتراك اليونان والاتحاد الأوروبي. والاتحاد الأوروبي سيعمل على توفير مستويات عيش أوروبية. وهناك سيتم ايضا معالجة جميع طلبات اللجوء. وفقط من يحصل على اللجوء بوسعه الانتقال من الجزر إلى اليابسة، وطالبي اللجوء المرفوضة طلباتهم وجب إعادتهم. وهذا في النهاية ما تنص عليه الاتفاقية المبرمة في 2016 مع تركيا.

" مركز الإيواء الجديد في ليسبوس يمكن أن يصبح مشروعا رياديا لسياسة لجوء أوروبية. والمعالجة السريعة للطلبات على الحدود الخارجية من شأنها توفير قرار سريع حول استقبال أو إعادة الشخص"، كما ينوه ماتياس ميدلبيرغ بالفكرة التي ستلعب في مشروع إصلاح اللجوء دورا ستعرضه رئيسة المفوضية الأوروبية الأسبوع المقبل.

وهذه الأفكار بعيدة عما يرغب في سماعه المهاجرون واللاجئون في الجزر اليونانية. فهم يأملون بعد الحريق في مغادرة الجزيرة بغض النظر عن قرار اللجوء. والسلطات اليونانية تنطلق من فرضية أن مهاجرين هم من أضرموا النيران في المخيم لفرض انتقالهم إلى اليابسة. "تكتيك موريا"، كما تسميها حكومة أثينا. وعدد من الأفغان ألقي عليهم القبض بتهمة التسبب في حريق، بينهم قاصران تم نقلهما بعد الحريق إلى اليابسة. ونائب وزير الهجرة جورجيوس كوموتساكوس قال عقب الحريق:" من يفكر أن بإمكانه الانتقال إلى اليابسة والسفر بعدها إلى المانيا، وجب عليه نسيان ذلك".

المستشارة ميركل تؤكد أن أوضاع عام 2015 لا يجب أن تتكرر

ودور الاتحاد الأوروبي في الجزر ليس جديدا، فمنذ الآن تبقى سلطة اللجوء الأوروبية ممثلة في المخيمات، وهي تدعم السلطات اليونانية في حسم طلبات اللجوءن وهي مهمة كبيرة للغاية. وحسب معطيات المفوضية الأوروبية ينتظر فقط في ليسبوس 11.000 شخص قرار اللجوء. و1400 حصلوا على الحماية و 900 شخص تم رفض طلبهم. منفريد فيبر، رئيس كتلة حزب الشعب الأوروبي في البرلمان الأوروبي تحدث مؤخرا عن نسبة رفض بنحو 60 في المائة على الحدود الخارجية.

وفي هذا العام ، وحسب معطيات وكالة إغاثة اللاجئين انتقل نحو 10.000 شخص بطريقة غير قانونية من الشواطئ التركية إلى الجزر اليونانية. وهذا عدد قليل بكثير مما حصل في السنوات الماضية. لكن تركيا التي توجد بسبب التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط في نزاع مع اليونان تملك بالهجرة ورقة ضغط. فأنقرة بإمكانها أن تعمل على عبور عدد أكثر من الناس مجددا في اتجاه الجزر اليونانية.

أب يعبر من تركيا إلى اليونان، ويبدو محتضنا فلذة كبده، في مشهد مؤثر ويختزل الوضع الإنساني المرير الذي يعانيه آلاف اللاجئين الهاربين نحو المجهول بين حدود تركيا واليونان.

يستمر تدفق المهاجرين منذ أيام إلى الحدود اليونانية-التركية في ظل أجواء شديدة البرودة. الكثير منهم لا يحملون سوى أمتعة خفيفة و القليل من الزاد. و رغم انهم جاءوا متمنين حدوداً مفتوحة، وجدوا فى إنتظارهم أسلاكاً شائكة وغازاً مسيلاً للدموع.

رغم الأعداد المهولة تظل الحدود مغلقة في وجوههم. ففي المعبر الحدودي بازاركول يحتشد وفقاً لمنظمة الهجرة العالمية قرابة ثلاثة عشر ألف مهاجر، بينهم عائلات و أطفال. و كان وزير الداخلية التركي سليمان صويلو غرد عبر حسابه الرسمى على تويتر بأن قرابة ثمانية وسبعين الفاً في طريقهم إلى مدينة أدرنة الواقعة على الحدود التركية مع اليونان و بلغاريا.

يخيم التوتر على الوضع في المنطقة الحدودية في ظل تصاعد الإشتباكات بين المهاجرين وشرطة الحدود اليونانية في الأيام الماضية، حيث حاولت عناصر الأمن السيطرة على الوضع باستخدام الغاز المسيل للدموع و رذاذ الفلفل، فكان رد بعض المهاجرين إلقاء الحجارة باتجاه أفراد الشرطة.

حاولت أم سورية و ابنتها عبور نهر ايفروس الحدودي بين اليونان وتركيا، ولكن قبل وصولهما للشواطئ اليونانية امتلأ قاربهما بالمياه، مما أدى إلى غرق القارب وعلقهما على جزيرة صغيرة. و رغم أن المتطوعين استطاعوا إنقاذهما، إلا أن هناك الكثيرين غيرهما ممن يحاولون أن يسلكوا هذا الطريق للوصول إلى أوروبا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل