المحتوى الرئيسى

علماء أعصاب يرصدون تفاعلات "دماغ" مستخدم السوشيال ميديا - E3lam.Com

09/20 18:31

محمد إسماعيل الحلواني

غيّرت وسائل التواصل الاجتماعي نمط الحياة في المجتمع العصري بشكل جذري، ونشأ نظام بيئي رقمي ليصبح جزءًا منتشرًا وواسع النطاق من حياتنا اليومية.

نقلت مجلة Engadget عن “سنان آرال”، الأستاذ ورجل الأعمال في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، قوله: “من الأهمية بمكان أن نبحر في رحلة داخل أدمغتنا لكي نتعرف على كيفية بناء بعض أكبر المنصات الاجتماعية في العالم، وكيف تعمل، وتأثيرها الفعلي على صنع القرار لدينا، علاوة على التعرف على وقوع أدمغتنا بسهولة كفريسة للتفاعل الاجتماعي كما هو الحال الآن.

آلة الضجيج.. بيت البطريق العشوائي

قدم كتاب “THE HYPE MACHINE: كيف تعطل وسائل التواصل الاجتماعي انتخاباتنا واقتصادنا وصحتنا – وكيف يجب أن نتكيف؟” رحلة مثيرة داخل دماغ المستخدم على وسائل التواصل الاجتماعي، نستخلص منها أن أدمغتنا مصممة لمعالجة الإشارات الاجتماعية وفلترتها.

فقد أراد علماء الأعصاب في جامعة كاليفورنيا أن يعرفوا ميكانيزم التفاعل، لذا قاموا بإنشاء تطبيق على غرار إنستجرام لدراسة كيفية تفاعل الدماغ عندما نتصفح الصور في خلاصة إنستجرام الخاصة بنا.

عرض التطبيق سلسلة من الصور على التوالي، تمامًا مثل إنستجرام. ودرس الباحثون بعد ذلك المراهقين باستخدام أجهزة الرنين المغناطيسي الوظيفي وسجلوا مناطق أدمغتهم المضاءة أثناء استخدامهم لإصدار الباحثين من إنستجرام.

كما قاموا بالتلاعب تجريبيًا في عدد الإعجابات التي حصلت عليها إحدى الصور بالإضافة إلى أنواع الصور التي شاهدها المشاركون في التجربة الأكاديمية، بما في ذلك ما إذا كانوا قد شاهدوا صورهم الخاصة أو صور الآخرين، وما إذا كانت الصور تعبر عن سلوكيات محفوفة بالمخاطر (مثل شرب الكحول) أو سلوكيات محايدة.

نتائج مثيرة للفضول والقلق

أكد فريق الدراسة أن النتائج ليست مثيرة للفضول فحسب بل مثيرة للقلق أيضًا.. أولاً، ارتبطت مشاهدة الصور التي تحتوي على عدد أكبر من الإعجابات بمزيد من النشاط في مناطق الدماغ المسؤولة عن الإدراك الاجتماعي والمكافآت، عبر ناقل عصبي في الدماغ والجهاز العصبي يعرف باسم: الدوبامين، والانتباه (القشرة البصرية).

عندما رأى المشاركون صورا بعدد أكبر من الإعجابات، شهدوا نشاطًا أكبر للدماغ بشكل عام، وأضاءت قشرتهم البصرية. عندما تضيء القشرة البصرية، فإننا نركز أكثر على ما ننظر إليه، ونولي المزيد من الاهتمام له، ونقوم بالتكبير لننظر إلي نفس الصورة بمزيد من التفصيل.

للتأكد من أن الاختلافات في الصور لا تؤدي إلى النتائج، اختار الباحثون عشوائيًا عدد الإعجابات عبر الصور وتحكموا في لمعان الصور ومحتواها. فكانت النتائج صحيحة سواء كان المشاركون ينظرون إلى صورهم الخاصة أو صور الآخرين.

باختصار، عندما نرى صورًا على وسائل التواصل الاجتماعي تحتوي على المزيد من الإعجابات، نقوم بتكبيرها وفحصها بمزيد من التفصيل. نولي مزيدًا من الاهتمام للمعلومات عبر الإنترنت عندما يقدّرها الآخرون بدرجة أكبر.

قد نعتقد أن الصور التي تحصل على المزيد من الإعجابات ربما تكون أكثر إثارة للاهتمام. لكن الباحثين قاموا بتعيين الإعجابات بشكل عشوائي، مما يعني أن الإعجابات نفسها، وليس الصور، هي التي أدت إلى تنشيط القشرة البصرية.

ثانيًا ، أدى الحصول على المزيد من الإعجابات على الصور الشخصية إلى تحفيز شبكة التفكير العقلي – العقل الاجتماعي. عندما كان المشاركون ينظرون إلى صور لأنفسهم، استجابوا لأولئك الذين لديهم عدد أكبر من الإعجابات (المعينة بشكل عشوائي) مع نشاط دماغي أكبر بشكل ملحوظ في المناطق المرتبطة بالمهارات الاجتماعية. كما سجلوا نشاطًا عصبيًا أكبر في التلفيف الجبهي السفلي المرتبط بالتقليد.

عندما نشاهد صورًا لأنفسنا، تعمل أدمغتنا على تنشيط المناطق المسؤولة عن التفكير في كيفية نظر الآهرين إلينا وأوجه التشابه والاختلاف معهم. بعبارة أخرى، عندما نفكر في صورنا، فإننا ندركها في سياقها الاجتماعي – نفكر في كيفية تفكير الآخرين بها.

وأخيرًا، أدى المزيد من الإعجابات على الصور الشخصية إلى تنشيط نظام مكافأة الدوبامين، الذي يتحكم في المتعة والتحفيز وردود بافلوفيان. ويجعلنا نظام الدوبامين نتوق إلى المكافآت من خلال إثارة مشاعر الفرح والنشوة. وعندما أعطى علماء النفس جيمس أولدز وبيتر ميلنر الفئران القدرة على تحفيز نظام المكافأة الخاص بهم عن طريق دفع رافعة، وجدوا أن الفئران ستسقط كل شيء وتتوقف عن الأكل والنوم وتدفع تلك الرافعة الصغيرة مرارًا وتكرارًا حتى ماتت من الإرهاق.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل