المحتوى الرئيسى

محمد فريد خميس.. رحيل إمبراطور السجاد الذي قال لأردوغان "لا"

09/20 08:54

لم تكن كلمة "لا" سهلة في القاهرة مع وجود جماعة إرهابية تعتلي حكم مصر، ووسط خطة تمكين اقتصادي لجماعة الإخوان الإهابية في العام 2012، رضخ عدد كبير من رجال الأعمال والصناعة لضغوط الجماعة وقتها إلا القليل الذي كان منهم الراحل محمد فريد خميس الملقب بإمبراطور السجاد المصري.

الرجل الذي رفض الانصياع لأفكار الجماعة التي استهدفت التنكيل برجال الصناعة وقتها الرافضين لهيمنة مكتب الارشاد وإملاءات الرئيس التركي لضرب اقتصاد مصر.

وفقدت مصر السبت رجلا من رموز الصناعة الوطنية في البلاد على مدار أكثر من ثلاثة عقود، إذ أعلن اتحاد المستثمرين وفاة محمد فريد خميس، رئيس الاتحاد، ومالك ومؤسس شركة النساجون الشرقيون.

ووفق بيان السبت للاتحاد: "فقدت مصرُ قامةً وطنيةً عظيمة، قضتْ عمرَها في خدمةِ هذا الوطن، عاشقةً لكل ذرةٍ من ترابه الطاهر، وغيبَ الموتُ، رائدَ الصناعةِ المصرية محمد فريد خميس بعدَ صراعٍ مع المرض".

محمد فريد خميس هو رجل صناعة مصري، يؤمن بأن الإنسان هو أساس نهضة الأمم ورقي المجتمعات، وأن السبيل هو العلم المتميز، والبحث العلمي المتقدم، ويؤمن كذلك بأهمية الدور الاجتماعي لرأس المال، ووصفه الكثيرون بأنه "طلعت حرب مصر"، ورائد الصناعة المصرية.

الراحل متزوج ولديه إبن "محمد" وابنتان " ياسمين وفريدة" وثلاثة أحفاد "عمر وملك وأسامة".

ولد محمد فريد خميس في منطقة بلبيس بمحافظة الشرقية "شرقي البلاد"، في أبريل عام 1940، وحصل على البكالوريوس في التجارة من جامعة عين شمس، ودبلوما في المنسوجات، وحصل علي الدكتوراه الفخرية من جامعة لافبرا في انجلترا.

الانطلاقة حين عمل في البنك الأهلي المصري في الفترة من 1961وحتى 1967، وفي مجال الصناعة كانت انطلاقته كرجل أعمال مخضرم في  عام 1979، عندما أسس شركة النساجون الشرقيون، وكان ذلك تزامنا مع سياسات الانفتاح الاقتصادي التي أطلقها الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

وفي عام 1997 تم طرح أسهم هذه الشركة للتداول في البورصة، وهي حاليا من أكبر شركات صناعة السجاد في العالم، حيث أنها تشمل عدة شركات مختلفة تعمل في تصنيع السجاد والألياف وخيوط الغزل والبتروكيماويات بالإضافة إلى النشاط العقاري والسياحة العقارية، والتعليم العالي والنشاط الزراعي والتجـارة الدولية.

 انخرط محمد فريد خميس في العمل السياسي مثل الكثير من رجال الأعمال، من بوابتي البرلمان والحزب الوطني، حيث كان رئيس لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشورى 2008.

توسعات محمد فريد خميس كانت عابرة للقارات، إذ أنه المصري الوحيد الذي تعامل مع ملف البضائع الصينية بطريقة عملية، حيث واجه المد الصيني في صناعة السجاد من داخل الصين نفسها حماية للمنتج المصري، كما استثمر في الولايات المتحدة الأمريكية في نفس القطاع.

في منتصف 2011 وبعد أحداث يناير، قرأ محمد فريد خميس ببصيرة مصرية خالصة أطماع تركيا في السوق المصري، فقرر مباغتة رجب طيب أردوغان بدخول السوق التركي، ومع انقضاض جماعة الإخوان الموالية للرئيس التركي تلقي خميس مضايقات وتضييق ممنهج في مصر وفي تركيا.

الراحل الذي يغار على الصناعة المصرية، قال في وجه الرئيس الطامع في مصر "لا"، وكان ذلك حين رتبت جماعة الإخوان الإرهابية في مصر زيارتين لأردوغان للقاهرة، حيث سحب "خميس" عرضه على تركيا بإقامة مخازن تمهيدا لإنشاء مصنعا في تركيا، ووفق مراسلات من "جمعية إبدأ" التي أسسها القيادي الإخواني حسن مالك لفتح الطريق أمام الغزو الاقتصادي التركي لمصر، بعث خميس برسالة واضحة شديدة اللهجة كانت خلاصتها :"لا لأردوغان.. وسنحمي صناعتنا المصرية من أي غزو او أفكار شريرة".

 كانت مساهمات في العمل العام لا تتوقف عند أية حدود، وكانت له تطلعات كبيرة للتنمية في صعيد مصر "جنوبي البلاد"، وظهرت مساهماته بقوة في تطوير المدارس، وكذلك تبرعات كبيرة لصندوق تحيا مصر الذي تم تدشينه عقب ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم الإخوان.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل