المحتوى الرئيسى

ريني فايلر: ضحية الظروف والمثالية

09/19 01:15

في سويسرا يصنعون الساعات الثمينة، حتى أصبحت الدولة الأوروبية الراقية مرادفا مباشرا للدقة والأناقة والمثالية، ويبدو ريني فايلر سفيرا لمرادفات سويسرا في مصر.

فايلر، الذي أتم مؤخرا عامه الـ 47 واحتفل بحصوله على ثاني ألقابه مع الأحمر، لقب الدوري، ومازال منافسا على كأس مصر والأهم، دوري أبطال إفريقيا، إلا أنه لا يسلم من سهام الانتقاد، الجماهيرية تارة والإعلامية تارة أخرى.

القادم من بلاد الدقة والمثالية، أصبح ضحية للباحثين عن حدوثهما بنسبة 100%.

يمكن القول إن هناك مدارس لتقييم المدرب، البعض يرى الألقاب والبطولات عندما تكون مدربا لفريق بحجم الأهلي هي المعيار الوحيد، لكن لن يحصل كل المدربين على فرصة تدريب مرشح دائم للفوز بالبطولات، لذا يصبح الفارق الذي يصنعه المدرب مقارنة بسلفه ربما هو المعيار الأهم.

فايلر تولى تدريب الأهلي قبل قرابة الـ 13 شهرا، خلفا للأوروجوياني مارتين لاسارتي.

السويسري في ذلك الوقت تسلم فريقا فاز بالدوري بشق الأنفس، ودع دوري أبطال إفريقيا بنتيجة كارثية، خرج من بطولة الكأس على يد نفس الفريق الذي هزمه ذهابا إيابا في الدوري.

ومع اقتراب الموسم الجاري من نهايته، توج فايلر بالدوري بفارق يقترب من ضعفي الفارق الذي حسم به لاسارتي الدوري، وتأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا بعد إقصاء نفس الفريق الذي هزم الأحمر بخماسية الموسم الماضي، ومازال لديه فرصة في كأس مصر.

مع كل ذلك، لم يتعرض فايلر للهزيمة سوى مرتين، ضد النجم الساحلي في تونس في مباراة شهدت جدلا تحكيميا، وأمام الزمالك في الدوري 3-1، بجانب خسارته من نفس الفريق بركلات الترجيح في السوبر المحلي الثاني الذي خاضه مع الفريق، بعد الفوز 3-2 في السوبر المحلي الأول الخاص بالموسم الماضي.

على المستوى الفردي، التطور الذي شهده أداء الكثير من اللاعبين ربما على رأسهم محمد الشناوي وعمرو السولية وحمدي فتحي، ومن قبلهم رمضان صبحي قبل رحيله عن الفريق، يشهد لـ فايلر بنجاح كبير على هذا الصعيد.

وإجمالا، حسم الأهلي الموسم الماضي بتسجيل 56 هدفا واستقبال 20 هدفا، بينما قبل 7 جولات من النهاية سجل الأهلي 61 هدفا واستقبل 8. الفارق واضح، ويتضح أكثر عندما تعرف أن الأهلي وصل لنسبة 3 أهداف متوقعة xG في مبارياته الـ 26 الأولى في الدوري، طبقا لموقع KoraStats.

تضع لعبة Football Manager الشهيرة تقييما خاصا لقدرة المدرب على التأقلم على الظروف المختلفة، منها المعيشة في بلد جديد بثقافة مختلفة.

سفيان هني، لاعب أندرلخت والذي تدرب رفقة فايلر، قال عنه لـ FilGoal.com في وقت سابق: " "فايلر غير أندرلخت كثيرا وكل ما فعله كان حيويا وهاما، لأنه مدرب يتكيف بناء على كرة القدم والوضع الذي تواجد ضمنه، يعلم ما يحتاجه النادي، وقتها كان الفريق لم يفز بالدوري لفترة وتلك مدة كبيرة، فايلر فهم ذلك وبنى فريقا تنافسيا قويا جاهز للتأدية بشكل جيد في كل المسابقات في وقت قصير".

الجزائري تحدث عن فارق في الثقافة ولعبة كرة القدم نفسها بين سويسرا وبلجيكا، ما بالك بالفارق بين أوروبا، ومصر؟

فايلر استلم من لاسارتي فريقا ليس بالقوة المطلوبة والدليل نتائجه في الموسم الذي دربه فيه الأوروجوياني، لكن رؤية فايلر لنفس الفريق في نوفمبر الماضي في حديث مع لوزيرن زيتونج السويسرية توضح الفارق الذي أحدثه فايلر مع الفريق الذي لم تتغير تركيبته الأساسية بشكل كبير، سوى باستقدام محمود متولي ومحمد مجدي "أفشة".

"الجودة في قائمة الأهلي عالية للغاية، اللاعبون بدنيا أقوياء ولديهم إرادة قوية ومهارات رائعة، هي قائمة مثل قائمة فريق وسط في الدوري الألماني".

ربما عانى فايلر في البداية مع بعض المشاكل في التأقلم مع شخصيات اللاعبين المختلفة تماما عن هؤلاء الذين تعامل معهم في أوروبا.

فايلر اشتكى بحسب التقرير من بعض الأمور مثل استبعاد لاعب – لم يسمه – من مباراة، ففي المران التالي يرفض الحضور بسبب "مشاكل أسرية".

يقول فايلر أنه اتبع نصيحة أحد اللاعبين الكبار بـ"الهدوء"، وخاطب الفريق قائلا "11 لاعبا يشاركون، و18 في قائمة المباراة، وعلى الجميع قبول ذلك، الآن عليكم تحديد إن كنتم توافقون على ذلك أو تريدون الاعتذار بغضب عن عدم خوض المران".

استدرك فايلر "يمكنني انتقاد اللاعبين، ولكنهم في النهاية يحتاجون إلى قائد ويريدون دائما أن يتحسنوا، لذا علي أن أكون كذلك بالنسبة لهم ولا أجرح كرامتهم".

على هذا الصعيد نجح فايلر والدليل النتائج التي حققها الفريق رغم توقف كورونا الإجباري، وضربات عدة تجاه سفينة الأهلي نفسها.

قبل توقف كورونا الإجباري، ربما كان الأهلي المرشح الأقوى لحصد لقب دوري أبطال إفريقيا.

ولكن التوقف الإجباري، وما تبعه من تذبذب طبيعي في المستوى، حول دفة الترشيحات ربما إلى المدرب والفريق الذي هزمه مرتين، باتريس كارتيرون والزمالك.

وفي نفس الوقت، تعرض الأحمر لظروف جديدة عليه، وهي وجود كيان منافس له ماليا وتسبب في ضربة فنية قوية له باستقدام نجمه الأول عندما كان يشارك، رمضان صبحي.

وكذلك، مشكلات تجديد نجوم الفريق، مثل أحمد فتحي الذي رغب فايلر في استمراره لكنه فضل الرحيل إلى بيراميدز، وكذلك المشاكل التي أحاطت بملف حسام عاشور، السويسري عانى من الكثير من الأمور خارج نطاق تحكمه هذا الموسم.

ولكن رغم ذلك، أبحر بالسفينة بنجاح نحو بر النجاة الأول الذي لا يكفي جمهور الأهلي بأي حال من الأحوال، ولهذا الأمر شرح مفصل.

طبقا للأمم المتحدة، يسكن مصر 102 مليون نسمة، متوسط أعمارهم 24.6 عام.

الفتى الذي وُلد في النصف الأخير من التسعينيات، صار شابا لديه في أوائل عشرينياته وبطبيعة الحال أصبح يشكل أغلبية الجمهور. ذلك الفتى لم يتسن له حضور المباريات من المدرجات كثيرا وبالتالي استسقاء الخبرات التشجيعية ممن يكبرونه سنا والذين رأوا الفريق يتعرض لكبوات وانكسارات.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل